«العلاقات الثقافية بين الإمارات والهند».. الأقوى تاريخياً
ضمن موسمه الثقافي الحالي الذي يقام تحت شعار «زايد.. ذاكرة شعب وهوية وطن»، أقيمت في اتحاد الكتاب بالعاصمة أبوظبي ندوة، أول من أمس، تحت عنوان «حاضر وأفق العلاقات الثقافية بين الإمارات والهند»، شاركت فيها الدكتورة مريم الشناصي، ومن الهند مدير جامعة كاليكوت الدكتور محمد بشير، ورئيس كرسي في جامعة كاليكوت الدكتور بوكر بيريلامكولات، ومدير تحرير مجلة «نافودهانام» الهندية عبده شيوابورام. وأجمع المشاركون في الندوة على أن العلاقة الثنائية بين الإمارات وجمهورية الهند لم تقتصر على العلاقات التجارية والاقتصادية والسياسية فحسب، وإنما تعد الثقافة التي جمعت البلدين الأقوى تاريخياً، وكان من اللافت أن بشير وعبده شيوابورام تحدثا إلى الجمهور باللغة العربية. وتناولت الندوة الجهود المشتركة نحو التبادل الثقافي بين الامارات والهند، وترجمة كل من الأدبين إلى لغة الآخر، ضمن العلاقة الاستراتيجية المتميزة بين الدولتين.
ملتقيات ثقافية
محمد بشير قال إن مومباي كانت تعد بؤرة العلاقات الثقافية بين البلدين منذ إعلان اتحاد دولة الإمارات عام 1971، وبدأت الملتقيات الثقافية تزدهر، وتنتقل من مومباي إلى الدولة عبر قنوات متنوعة بين الكتب والأفلام، وبذلك تعرف المجتمع الإماراتي إلى الهند من خلال الثقافة. بدورها، قالت الشناصي إن السينما الهندية وحضورها القوي في دور العرض السينمائية التي كانت في الهواء الطلق، وانتقلت إلى دور مغطاة، ثم إلى شكلها في الوقت الحالي، عرفتنا على الثقافة الهندية، وقربتنا منها ومن همومها وشكل مدنها الجميل الذي بات وجهة سياحية لنا.
وأشارت الشناصي الى أن ثقافة الطعام أيضاً من الثقافات المهمة التي تشكلت في بلادنا وعرفتنا على عادات وتقاليد الشعوب، وقرب المطبخ الهندي من مطبخنا جعلنا دائماً نشعر بصلة ما ثقافية تربط بين البلدين، وهذا هو جوهر تأثير الثقافة بين البلاد المتنوعة.
تقارب الشعبين
من جهته، أكد عبده شيوابورام أن العلاقة الثقافية بين البلدين هي الأكثر أثراً والأوسع نطاقاً والأشمل فائدة للتماسك بين الشعوب، وبالنسبة للهند فإنها تحتفظ بهذه العلاقة الثنائية بسبب الموقع الجغرافي للبلدين، وبسبب التجارة التي هيمن عليها العرب والتي عرفتنا على أخلاقهم وأمانتهم، ما جعلنا ننفتح ثقافياً مع الدولة، ومع دول عربية أخرى، والمعروف أن الثقافة هي وجه الشعوب وحكاياتهم، ونتعرف إلى بعضنا بعضاً من خلال كتاب أو فيلم أو حتى طبق من الطعام.
ووافقه الرأي بوكر بيريلامكولات، الذي أشار الى أن التاريخ يحفل بعلاقة متينة بين الدولتين والشعبين، وتواجد الجالية الهندية في الدولة يدل على قيم الانسجام والتأقلم وعدم الشعور بالغربة، لما في ذلك من معاملة حسنة وتوفير لكل ما يريده الوافد على أرض الدولة، ليشعر بأنه جزء منها، وهذه هي الثقافة التي تقرب بين الشعوب، فهي أساس تقبل الآخر، لأننا نعرفه من خلال جماليات بصرية وسمعية تتمثل بروايات وتاريخ مكتوب وسينما.
العلاقات الهندية العربية
تعود العلاقات الهندية العربية، إلى عهود قديمة، فقد كانت تجارة اللؤلؤ والأسماك قائمة بين المنطقتين من عام 3000 قبل الميلاد، وكان البحارة العرب والهنود يقطعون البحار بسفنهم جيئة وذهاباً لتأسيس نقاط ارتباط تجارية، كما كان طريق قوافل الإبل الممتد عبر المنطقة من شمالها إلى جنوبها يمثل طريقاً بديلاً للهند. وكان ميناء رأس الخيمة من بين أشهر موانئ النقل والشحن لتجارة اللؤلؤ والأسماك في المنطقة، كما كانت البضائع الهندية تنتقل لليمن عبره، ومن أوائل المساجد التي شيدت في العالم المسجد الذي بني بولاية كيرالا الهندية عام 629 ميلادية.