أكثر من 17 عملاً لخطاطين إماراتيين وعرب
«من أقوال القائد»... مقولات زايد في معرض للخط العربي
«إن الاتحاد يعيش في نفسي وفي قلبي، وأعزّ ما في وجودي»، هذا القول وغيره من أقوال المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، كتبها خطاطون من الإمارات والعالم العربي، في معرض «من أقوال القائد»، الذي افتتح في بيات غاليري بدبي، أول من أمس. وحملت اللوحات الموجودة في المعرض مجموعة متنوعة من الخطوط العربية، بينما كانت النصوص في اللوحات تأخذ أشكالاً هندسية عديدة، فتحتل المساحات الورقية بأشكال دائرية حيناً، وبأشكال بيضاوية أو هندسية في الحين الآخر.
واستخدمت في المعرض المدارس الكلاسيكية المعروفة في فن الخط العربي، كما أن الزخرفة التي تساند الخط لتمنحه بعداً جمالياً إضافياً كانت أساسية في غالبية اللوحات. وإلى جانب التعددية في الشكل، نجد في المعرض تعددية في الألوان المستخدمة في الكتابة، ولاسيما التي تنتمي إلى عَلم الإمارات، حيث تم دمج الأخضر والأحمر والأسود في أحد الأعمال، بتقسيم النص وفقاً للتركيب الشكلي والألوان المعتمدة.
ومن النصوص التي وجدت في اللوحات، «علمتنا الصحراء أن نصبر طويلاً حتى ينبت الخير، وعلينا أن نصبر ونواصل مسيرة البناء حتى نحقق الخير لوطننا»، وقدمه الخطاط المصري أحمد الهواري بخط الثلث الجلي. أما الخطاط الإماراتي خالد الجلاف، فقدم بالخط الكوفي السنبلي نص «إن الآباء هم الرعيل الأول الذين لولا جلدهم على خطوب الزمن وقساوة العيش، لما كُتب لجيلنا الوجود على هذه الأرض التي ننعم اليوم بخيراتها». هذه النصوص تمثل جانباً من الأقوال التي قدمت على اللوحات، والتي كانت تطال مختلف جوانب الحياة والدولة، وتعبر عن آراء المغفور له في شتى المجالات الحياتية والسياسية، فكانت هناك مقولات عن الرجال الذين يصنعون الأوطان، ومقولات عن المرأة، وكذلك الدول وتقدمها وحضاراتها.
وقال الأديب ومؤسس بيات غاليري، محمد المر، في حديثه لـ«الإمارات اليوم»: إن «أقوال الشيخ زايد يفترض أن تنير الأجيال في كل السنوات، وفي هذه السنة خصوصاً، بحكم الاحتفال بمئوية الأب القائد، كان من المهم تقديم هذه الأقوال الحكيمة والحضارية، وأن يستوحيها الفنانون في لوحات تستخدم فيها أفضل أنواع الخطوط والزخرفات». وأضاف: «فن الخط العربي هو من أهم الفنون العربية والإسلامية، وقد استخدم خلال السنوات في تزيين المساجد والقصور والمخطوطات، وقد كتبت به الآيات القرآنية والأحاديث النبوية، وبالتالي يجدر استخدام هذا الفن لتخليد أقوال المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان». ولفت إلى أن الغاليري يقدم أعمالاً خطية وتشكيلية لإماراتيين وعرب وأجانب، والخط جزء من أشكال فنية متعددة يقدمها الغاليري، وهناك إقبال عليه لأنه مرتبط بتراث الأمة العربية الإسلامية وحضارتها وأدبها، متمنياً أن يزداد هذا الاهتمام مع التثقيف والتوضيح الإعلامي لأهمية فن الخط.
من جهته، مدير المحتوى الفني لمجلة «حروف عربية»، الذي أشرف على المعرض، محمد فراس، أكد لـ«الإمارات اليوم»، أن عدد الأعمال الموجودة في المعرض يصل إلى 17 عملاً، بينما تنوّعت الخطوط الموجودة بين خط الثلث، والجلي، والديوان الإيجازي، والمحقق، والنيسبوري، والكوفي، والكوفي السنبلي. ولفت إلى أن اللوحات الموجودة في المعرض، بنيّت بشكل يتم من خلاله تسليط الضوء على كلمة مهمة في المقولة التي تم اختيارها، لتتوسط اللوحة هذه الكلمة، بينما يستكمل شكل بقية اللوحة من خلال القول متكاملاً، مشيراً إلى أن الغاليري طلب من الفنانين تقديم هذه الأعمال.
وعن التحضير للمعرض، أكد فراس أن الفكرة تبلورت منذ الإعلان عن «عام زايد»، وتم البحث عن فكرة تشير إلى ما قاله الشيخ زايد، فكان هناك نوع من تسليط الضوء على الكلمات، ونادراً ما يتم تسليط الضوء عبر الكتابة. واعتبر فراس الخط العربي ثقافة الفن الإسلامي، فالإسلام قد حرّم الصورة والتصوير، وأبدع في الخط والعمارة، ولكن في العصر الحالي ليس هناك من إضاءة على ما قدم في هذا المجال منذ القدم، مشيداً بدور الإمارات في هذا الصدد، ومعتبراً أنها تسعى من خلال المعارض، وخصوصاً في هذا المعرض، إلى تقديم الحكم التي قالها المغفور له كثقافة بصرية وفكرية في آنٍ.
وشارك الخطاط الإماراتي محمد مندي في المعرض بلوحتين، ولفت إلى أنه انتقى النصوص التي تعبر عن ثقافة الشيخ زايد، فاختار مقولة عن الاتحاد، بينما في العمل الثاني خط مقولة «الرجال لا المال هم ثروتنا الحقيقية». وأكد مندي أنه انتقى النصوص بعدما أبحر كثيراً في أقوال القائد المؤسس، وأنه سبق وقدم 30 قولاً للشيخ زايد في حديقة «أم الإمارات». واعتمد الخطاط الإماراتي على الشكل الهندسي الذي من خلاله يمكنه أن يقدم أركان البيت، فاللوحة التي يتحدث فيها عن الاتحاد، مثلت بشكلها أركان البيت. أما الزخرفة فاعتبرها مندي من العناصر التي تضيف جمالاً إلى الكلمة نفسها، منوهاً بأنه يخفف من استخدامها عندما تتشابك الحروف مع بعضها بعضاً. ورأى أن على الفنان تقديم ما يعبر عن وطنه خلال مسيرته الفنية، مشيراً إلى أن الفنان يعيش جسداً لوطنه وجسداً لنفسه.
مشاركون
حمل المعرض مجموعة واسعة من اللوحات التي كتبت بأيدي أبرز خطاطي العالم العربي، ومن المشاركين في المعرض، من الإمارات محمد مندي وخالد الجلاف. ومن سورية أسامة الحمزاوي، ومحمود البان، وعبدالرحمن العبدي، ونوح الحمد، وحسام مطر. أما من مصر فشارك أحمد الهواري، وياسر العشري، وعمار فرحات، وعلي ممدوح، وأحمد فهد.
الأقوال كانت تعبر عن آراء الشيخ زايد في مختلف جوانب الحياة والدولة.
المعرض يسعى لتقديم حكم المغفور له كثقافة بصرية وفكرية في آنٍ.
- من الأقوال الحكيمة
«علمتنا الصحراء أن
نصبر طويلاً حتى ينبت
الخير، وعلينا أن نصبر
ونواصل مسيرة البناء
حتى نحقق الخير
لوطننا».
- استخدمت في
المعرض المدارس
الكلاسيكية المعروفة
في فن الخط العربي.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news