زوّار ومقيمون: الإمارات عيَّشتنا التسامح وعلّمتنا احترام الآخر
«زايد التراثي».. العالم يحتفل في مهرجان واحد
ثقافات متعدّدة ووجوه مختلفة في ملامحها وشكل عيونها ولونها، أزياء متنوعة، وأصوات للغات تعرفها ولا تعرفها، من كل أنحاء العالم يتجمّعون بشكل موحد لمشاهدة لوحات ورقصات فلكلورية تملأ ساحات ومنصات مهرجان الشيخ زايد التراثي، وكأنها تؤكد دون سابق اتفاق أن التسامح، وهو عنوان هذا العام، شيء أصيل في الدولة، عاشوا معه طوال فترة وجودهم فيها، يحترمون الآخر ويتحمسون لكل الجماليات التي يقدمها كل بلد، إما عن طريق الطعام أو الرقصات الشعبية أو المعروضات التي تعبق برائحة الأوطان.
فعند ركن صغير في ساحة المهرجان تسمع صوت صبّ الشاي فتدرك فوراً أنها طريقة التقديم المغربية، وهذا تحديداً ما عبرت عنه ايمالين توها من الفلبين، التي تعمل في إحدى شركات الطيران المحلية، ومقيمة منذ سبع سنوات في الدولة، «هنا فقط أصبح لديّ أصدقاء من كل أنحاء العالم، لذلك أستطيع تمييز ثقافاتهم وعاداتهم، ومن السهل معرفة أن هذا الشاي مغربي قبل رؤيته من طريقة سكبه في الكوب»، وقالت: «وأنا أيضاً علّمت أصدقائي العرب بعض العادات من الفلبين، مثل وضع التوفو في الطعام».
في المقابل، قال طلال المهلا، من السودان: «تعلمت هنا معنى التسامح اذا ما اقترن بعلاقتي مع بقية الجنسيات المختلفة، وهذا تحديداً ما تعكسه روح مهرجان زايد التراثي»، موضحاً «أعيش على أرض هذه الدولة منذ 18 عاماً، ولم أشعر يوماً بأي امتعاض أو إحساس بالعنصرية مثلاً»، وأضاف «عندما تجوب ساحة المهرجان وتلقي نظرة سريعة على أجنحته، تشعر تماماً بما رسخته الدولة من حب للتعايش»، وتابع «أرى فرس البسط، فأعرف أنها حصيرة من سعف النخيل نسجتها أيادي نساء إماراتيات، وأرى من بعيد لبنة على شكل كرات متراصة موضوعة في إناء زجاجي، فأعلم أنها لبنة من الأردن أو فلسطين أو لبنان، وإذا ما رأيت الشاي الأخضر فأقول أهلاً بالشاي المغربي، وإذا ما أوقفتني رائحة كاري فأقول لاشك في وجود مطعم هندي».
ومع التوسعة التي شهدتها منطقة المهرجان لهذا العام بإضافة أجنحة جديدة، بحيث تشارك دول جديدة في المهرجان، هي أوزباكستان، بيلاروسيا، كوريا الجنوبية، إسبانيا، إيطاليا، اليابان، الى جانب المغرب، الأردن، الصين، شرق آسيا، البحرين، السعودية، الكويت، عمان، السودان، اليمن، الجزائر، باكستان، صربيا والصين، وغيرها الكثير، بات التعرف إلى ثقافات الشعوب يتعمَّق أكثر بعاداتهم وتقاليد معيشتهم.
فسارا بادو من يوغسلافيا، التي تعيش في الدولة منذ خمس سنوات، وتعمل في مجال التسويق، قالت إنها تربط دائماً رائحة البخور بدول الخليج «فعندما أشم رائحة البخور أدرك أنني قريبة من جناح خليجي، فأنظر الى اسم الجناح وأراه الكويت أو البحرين، وأدخل فوراً كي أتعطر بذلك البخور الفواح»، وأضافت «أحب عادة الزعتر والزيت، فقد تعلمتها من زميلتي الأردنية في السكن، لذلك قصدت الجناح الأردني لأقول لهم إنني أعرف عن بلدهم الكثير»، وأكدت «هذا هو التسامح، وهذا هو التعايش المملوء بروائح وعادات البشر الذين يعيشون هنا في مكان واحد».
هالة أحمد من مصر، التي تعمل في بنك ومقيمة في الدولة منذ 13 عاماً، قالت: «التسامح هو أن تكون بين كل هذه الوجوه المختلفة وتبادلهم التحية بالتحية والابتسامة بالابتسامة، وتلبي نداء أحدهم عندما يقول لك تعال وجرّب الطعام من عندي»، وأضافت «نعيش التسامح منذ لحظة وجودنا هنا في هذا الوطن الجميل، فأطباقنا التي نتبادلها مع جيراننا غنية بثقافات الشعوب المتنوعة».
وقالت: «آتي هنا لأرى العالم كله، فمكان مصغر يمثّل دولة كبيرة بكل ما تمنحه، ومجرد سماعي لخشخشة الفضة والإكسسوارات أدرك أنني قريبة من الجناح اليمني الذي أقصده دوماً لشراء أجمل الحُلي، وأعشق المطبخ من بلاد الشام، لذلك أزور الجناح الأردني واشتري منه ما لذّ وطاب، ولا أستغني عن المفارش الصينية التي تعرفت إليها هنا في هذا البلد».
شرب الشاي في الصين
قال سو موزا، وهو صاحب مزرعة شاي في الصين، إن «لشرب الشاي طقسه الخاص في الصين، ويبدأ بتجفيف أوراق الشاي، ثم غربلته من خلال منخل كبير، ووضعه في قماش، والبدء في دقّه على لوح خشب، ثم نغلي الماء ونسكبه على كمية الشاي المراد شربها، ولا ننقع الشاي في الماء، بل بمجرد ملامسة الماء الساخن له يصبح جاهزاً للشرب».
25 حرفياً و12 مهنة
زاد الجناح الكويتي، هذا العام، من عدد الحرفيين الذين وجدوا في جناح بلادهم مقارنة بالسنوات الفائتة، حيث وصل عددهم إلى 25 حرفياً يمثلون 12 مهنة، حسب رئيس الوفد الكويتي سلمان بولند، الذي قال إن «من يأتي الى جناح الكويت سيشعر أنه يعيش تاريخها، فصناعة السفن والقوارب التراثية حاضرة، كما الحرف اليدوية الخشبية الأخرى، إضافة الى صناعة العباءات والبشوت، ووجود الملابس التقليدية الكويتية، مثل الدراريع، مع نكهات متنوعة من الأطعمة المحلية من السمن والحلوى، وغيرها من الأمور التي دعمت عنوان المهرجان المختص بالتراث».
هالة أحمد (من مصر):
«نعيش التسامح
في هذا الوطن
الجميل، فأطباقنا
التي نتبادلها مع
جيراننا غنية بثقافات
الشعوب».
إيمالين توها (من الفلبين):
«هنا فقط أصبح لديّ
أصدقاء من كل أنحاء
العالم، لذلك
أستطيع تمييز
ثقافاتهم
وعاداتهم».
سارا بادو (من يوغسلافيا):
«أحب الزيت والزعتر،
وزرت الجناح
الأردني لأقول لهم
ذلك».
طلال المهلا (من السودان):
«أعيش على أرض
هذه الدولة منذ 18
عاماً، ولم أشعر
يوماً بأيّ امتعاض».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news