بالفيديو.. «إماراتي كشتة».. «أهل البـلاد أدرى بتاريخها»
نجح 20 شاباً وفتاة في تحقيق حلمهم بأن يكونوا الوجه الشارح لتاريخ بلادهم، واللسان الناطق بمراحل تطور وتقدم هذه الدولة الفتية، حين قاموا بتأسيس أول فريق إماراتي من المرشدين السياحيين تحت اسم «إماراتي كشتة»، لينظموا من خلاله مجموعة من الجولات الإرشادية المجانية، هدفها نشر ثقافة التسامح، وإهداء السائحين فرصة مميزة للاقتراب من حياة أبناء الإمارات، ومعايشة الثقافة المحلية بما تحويه من تراث وتاريخ، لأن «أهل الإمارات أدرى بتاريخهم وما لديهم من تراث».
وسخَّر الشباب وقتهم لينتقلوا بالسيّاح بين أروقة المتاحف والمعالم الأثرية والأسواق القديمة والبيوت التاريخية، يُقلّبون أمامهم ذكريات الزمن الجميل، ويدخلونهم في تجارب حية ليتعرفوا إلى قصص الأماكن وحكايات الماضي بكل ما فيها من أصالة وأمجاد وعادات وتقاليد.
«إماراتي كشتة»
عن قصة تأسيس الفريق وجولاته الإرشادية المجانية، تروي مؤسسة الفريق والمرشدة السياحية هبة بن رضا لـ«الإمارات اليوم» قائلة: «نجحت بالتعاون مع 19 فتاة وشاباً مواطنين، في تكوين فريق من المرشدين السياحيين القادرين على شرح تاريخ بلادهم بصورة صحيحة ودقيقة». وتضيف: «فكرتنا الأساسية اصطحاب السياح في جولات سياحية سيراً على الأقدام في الأماكن التراثية في أنحاء الدولة، خصوصاً المعالم والبيوت والمحال القديمة في دبي، منها منطقة ديرة وحي الفهيدي التاريخي بإمارة دبي، لننقل لهم ملامح وتفاصيل الثقافة المحلية بعيون أبناء الإمارات أنفسهم». وتوضح بن رضا أن «الفريق يعتمد على الأسلوب التفاعلي في جولاته من خلال إدخال السائح في تجربة تفاعلية لا ينساها، حتي لا تكون رحلته إلى أرض الإمارات عابرة لا يذكر من معالمها إلا القليل».
وتكمل: «ينظم أعضاء الفريق مجموعة من المسابقات التي تجعل السائح ملتفتاً لكل كلمة تقال في الجولة، منها مسابقة البحث عن المندوس، التي تشمل القيام برحلة بين محطات متباينة في أماكن عدة في منطقة دبي القديمة من حي الفهيدي مروراً بخور دبي والسوق القديم حتى منطقة ركوب العبرة والبحث عن الكنز المخبأ في ديرة».
وتستطرد: «وفي كل محطة لا بد للمتسابقين من حل الألغاز ولعب بعض التحديات للحصول على الدليل الذي يرشدهم لمحطتهم التالية للوصول إلى الكنز، ليكتسب المتسابق في كل محطة معلومات قيمة وجديدة عن تراث الإمارات وتقاليدها في أجواء مفعمة بالحماس».
شاهد الفيديو:
الخطوة الأولى
عن الخطوات الأولى لفريق «إماراتي كشتة» في مجال الإرشاد السياحي يقول المرشد السياحي حسين محمد بني النجار: «نجحنا في تشكيل الفريق، بعد أن اجتاز أغلب أعضائه البرامج التي تطرحها الدولة، لتأهيل المواطنين للعمل في مجال الإرشاد السياحي، للحصول على الترخيص لمزاولة هذه المهنة المحببة إلى قلوبنا». ويكمل: «مع مرور الوقت والمشاركة في الكثير من الفعاليات والجولات السياحية، أصبح أعضاء الفريق يمتلكون الخبرة الكافية لمزاولة المهنة باحترافية عالية، وفي فترة قياسية تطور الفريق حتى أصبح منصة يقصدها كل المرشدين السياحيين المواطنين».
ويضيف بني النجار أن «هدفاً واحداً جمع بين أعضاء فريقه، هو أن يمثلوا تجربة المرشد السياحي المواطن، وكل آمالهم ان تصبح الصور التذكارية التي يلتقطها السياح لتجمعهم مع المرشدين السياحين في الإمارات ملونة بالعباءة الإماراتية السوداء، والغترة والدشداشة البيضاء».
جولات إرشادية مجانية
المرشدة السياحية أنيسة عمر الخطيب قالت عن أسباب التحاقها بالفريق، إن «أهل الإمارات أدرى بتاريخها وعاداتها وماضيها، والمرشد المواطن هو الأقدر من غيره على ممارسة مهمة إطلاع الآخر على تاريخ بلاده الذي عاشه لحظة بلحظة، وما مر به من مراحل تطور وعمران، وأنه حان الوقت ليشارك في هذا القطاع السياحي الذي يعد الجزء الأهم في عجلة التنمية الاقتصادية بالإمارات». وأضافت: «بعض المرشدين غير المواطنين يتحدثون اللهجة المحلية بطريقة غير صحيحة، ويعجزون عن الإجابة على أسئلة السياح، وأحياناً يقدمون لهم معلومات تاريخية غير دقيقة، بسبب حفظهم لمعلومات معينة وسردها للسياح بشكل روتيني، ما يؤثرسلباً على الانطباعات التي يكونها السائح عن الإمارات، لذلك يُسخّر فريقنا كل جهوده للقيام بهذه المهمة الوطنية وإهداء جولاته الإرشادية المجانية ببصمات إماراتية خالصة وأصيلة».
ثقافة التسامح
عن الهدف لتأسيس الفريق تقول المرشدة السياحية شوق بن رضا «إيماننا بأهمية أن يكون ابن الإمارات هو الوجه الشارح لتاريخ وحضارة الدولة وأسرار معالمها، دفعنا لطرق باب هذا المجال، لتعريف السائح بتقاليدنا وتراثنا الإماراتي العريق، وقيم والدنا الشيخ زايد، رحمه الله، باني الدار، ومراحل تطور دولتنا، وأن تاريخها يضرب بجذوره لمئات السنين». وتكمل: «غالباً ما تتبع الجولة وجبة عشاء مجانية في مطعم من مطاعم المأكولات الإماراتية لإكمال التجربة الإماراتية الفريدة من نوعها حتى يتعرف السائح أيضاً إلى طبيعة المطبخ المحلي». وتذكر بن رضا أن «أعضاء فريق (إماراتي كشتة) قرروا التخصص في الأماكن التاريخية لحرصهم على تعريف الزوار بمراحل تطور الحياة في الإمارات، وتسليط الضوء على المعلومات الجديدة عن تاريخ المناطق القديمة، والتي لا تتوافر على الشبكة العنكوبتية».
كنوز معرفية
يؤكد «فريق إماراتي كشتة» أن جميع أعضائه أصبحوا يمتلكون قصصاً وروايات عدة من مجالستهم كبار المواطنين من الجدات والأمهات، بالإضافة للمعلومات التي حصلوا عليها من قراءتهم الكتب التراثية والتاريخية، وخلال فترة قصيرة تميز الفريق بثقافة أعضائه وامتلاكهم الكنوز المعرفية التي يهدونها للسائحين والمقيمين العرب والأجانب في كل جولة سياحية.
وأجمعوا أن جولاتهم الإرشادية السياحية المجانية أسهمت في إصلاح بعض المفاهيم المغلوطة عند بعض الزوار، خصوصاً عندما يطلعون على عادات وتقاليد وتراث الإمارات بطرق تفاعلية من خلال ضرب الأمثلة الحية، وعندما يتحدثون معهم عن قيمة التسامح الراسخة في قلوب وعقول شعب الإمارات.
- سخَّر الشباب وقتهم لينتقلوا بالسيّاح بين أروقة المتاحف والمعالم الأثرية.
هبة بن رضا:
تجربة لا ينساها
السائح حتى لا تكون
زيارة الإمارات عابرة.
حسين محمد بني النجار:
أعضاء الفريق
يمتلكون الخبرة
لمزاولة المهنة
باحترافية عالية.
أنيسة الخطيب:
فريقنا يُسخّر جهوده
للقيام بهذه
المهمة الوطنية
ببصمات إماراتية.
شوق بن رضا:
جولاتنا المجانية
تتضمن تعريف السائح
بطبيعة المطبخ
المحلي.