منصور بن محمد يكرّم الفائزين بجائزة «محمد بن راشد للغة العربية»
كرَّم سمو الشيخ منصور بن محمد بن راشد آل مكتوم، الفائزين في الدورة الخامسة لجائزة «محمد بن راشد للغة العربية»، التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، لتكون بمثابة أرفع تقدير لجهود العاملين في ميدان اللغة العربية من أفراد ومؤسسات، وإحدى المبادرات الداعمة لجهود دولة الإمارات للنهوض باللغة العربية ونشرها واستخدامها في الحياة العامة، وتسهيل تعلّمها وتعليمها، إضافة إلى تكريس مكانة الدولة مركزاً للامتياز باللّغة العربيّة.
فئات وجوائز
في محور الجائزة الأول «التقانة» أو التكنولوجيا، فازت بفئة أفضل مبادرة في استعمال شبكات التواصل الاجتماعي أو التطبيقات التقنية الذكية لتعلّم اللغة العربية ونشرها «جامعة بیرزیت» من فلسطين، لتطويرها محرك بحث معجمياً. وفي فئة أفضل مبادرة لتطوير المحتوى الرقمي العربي ونشره أو معالجات اللّغة العربیّة، فاز فریق عمل «ویكیبیدیا العربیة - الموسوعة الحرة» من تونس.
وسجّلت الإمارات مشاركة متميزة في محور الجائزة الثاني «التعليم»، حيث توّجت بفئتين، هما: فئة أفضل مبادرة لتعلیم اللّغة العربیّة وتعلّمھا في التّعلیم المبكّر، عن مبادرة «لغتي» التي تركز على تعلم العربیة بوسائل ذكیة. أما الجائزة الثانية فكانت عن فئة أفضل مبادرة للتعلیم باللغة العربیة في التعلیم المدرسي من الصف الأول إلى الصف الثاني عشر، التي طورتها «وزارة التربیة والتعلیم»، وهي اختبار الإمارات القیاسي في اللغة (EmSAT Arabic).
أما فئة أفضل مبادرة لتعلیم اللغة العربیة للناطقین بغیرھا، فحصدت جائزتها المنظمة الإسلامیة للتربیة والعلوم والثقافة (إیسیسكو)، لتطويرها برنامج الإیسیسكو العالمي للنھوض بتعلیم اللغة العربیة وتنمیة مھاراتھا لدى الطلاب الناطقین بلغات أخرى في المملكة العربیة السعودیة.
وفي محور «الثقافة والفكر ومجتمع المعرفة»، فازت مبادرة «أبجد» من الأردن بجائزة فئة أفضل عمل فني أو ثقافي أو فكري لخدمة اللغة العربیة. وعن الفئة الثانية من هذا المحور، وهي فئة أفضل مبادرة لتعزیز ثقافة القراءة وصنع مجتمع المعرفة، فازت مبادرة «شبكة القراءة» من المغرب.
وضمن المحور الرابع «السیاسة اللغویة والتخطیط والتعریب»، الذي يشتمل على فئتين، حصد جائزة فئة أفضل مبادرة في «السیاسة اللغویة والتخطیط» محمود محمد عبدالعاطي من مصر، تقديراً لمشروعه «معامل التأثیر العربي»، في حين فازت بفئة أفضل مشروع «تعریب أو ترجمة إیمان محمد بشناق من الأردن، عن مشروع طورته باسم «میم - مرجعك لمصطلحات الأعمال».
وفي محورها الخامس «الإعلام والتواصل» فاز في فئة «أفضل عمل باللغة العربیة في وسائل الإعلام الإلكتروني وقنوات التواصل الاجتماعي» فریق «خیر جلیس» من دولة الإمارات.
مكانة لائقة
وقال رئيس مجلس إدارة مؤسسة مكتبة محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس مجلس أمناء جائزة محمد بن راشد للغة العربية، محمد أحمد المر، إن «الجائزة باتت تستحوذ على المكانة اللائقة بها، وتحقّق انتشاراً واسعاً في شتّى أرجاء الوطن العربي، بفضل اهتمام ومتابعة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، إضافة إلى شموليّتها لتغطية مختلف أشكال المبادرات والمشروعات التي تعنى بـ«لغة الضاد»، مضيفاً «إن انطلاق هذه المبادرة الفريدة من أرض دولة الإمارات، ومن مدينة دبي على وجه التحديد، يزيد من ألقها وتطورها عاماً تلو الآخر، لاسيما أنها تدعم مقوّمات هويتنا الوطنية، وتسهم في ترسيخ مساعينا الرامية لتكون الإمارات حاضنة للمشروعات التي تكفل استئناف الحضارة العربية».
وأضاف المر «إن هذه الجائزة السنوية التي تقوم على ستة محاور أساسية تتفرّع منها 11 فئة، تساعد على استكشاف طيف واسع من المشروعات والمبادرات المتميّزة والإسهامات الاستثنائيّة التي تركّز على دعم اللغة العربية في مجالات شتّى، وعلى وجه التحديد التعليم والإعلام والتعريب والتكنولوجيا وحفظ ونشر التراث اللغوي العربي، والاحتفاء بأبرز الشخصيّات العلميّة والأكاديميّة الذين أثْرَوا المكتبة العربيّة بإبداعاتهم القيّمة من ينابيع العلم والمعرفة لتنهل منها الأجيال القادمة. ولهذه الأسباب مجتمعة، نسجّل إقبالاً متزايداً في كل دورة، مع زيادة جودة الأعمال المرشّحة، بفضل الدور الحافز والأثر الملهم للجائزة التي تحمل اسم قائد يحضّنا على الإبداع ويحفزنا على تحقيق التميز، ويحثّنا على الابتكار في مختلف الميادين».
وكانت اللجنة المنظمة لنسخة هذا العام من الجائزة قد تلقت 2088 طلب مشاركة، بزيادة واضحة على نسخة العام الماضي بنسبة 30% من 614 إلى 2057. وبعد إخضاع جميع الطلبات لعملية تقييم وتدقيق شاملة من أعضاء لجنة التحكيم، تم ترشيح 223 طلباً اختير منها هذا العام 10 فائزين.
ويتزامن حفل التكريم مع افتتاح المؤتمر الدولي الثامن للغة العربية، الذي يتضمن ندوات واجتماعات وجلسات نقاشية بحضور عمداء كليات الآداب، والجمعية الدولية لأقسام العربية، والجمعية العمومية للمجلس الدولي للغة العربية، ومؤسسات اتحاد الجامعات العربية.
وحضر التكريم، الذي أقيم بفندق روضة البستان في دبي، عدد من الوزراء وكبار المسؤولين والمهتمين باللغة العربية من الإمارات والعالم العربي.