استضافه اتحاد كتّاب الإمارات ليروي رحلته مع «لغة الضاد»
أبوصالح أمين لقمان.. هندي غيور على «العربية»
قضى المستشار التربوي، أبوصالح أمين لقمان، عمره وهو يتعلم اللغة العربية منذ نشأته في الهند، لقمان الذي يقيم منذ سنوات عدة في الدولة، ويعمل مستشاراً تربوياً ورئيساً لإدارة البحوث في مؤسسة سدرة لدمج أصحاب الهمم في العاصمة أبوظبي، حلّ ضيفاً، أول من أمس، على اتحاد كتّاب الإمارات في أبوظبي، ليحكي تجربته مع لغة «الضاد»، مؤكداً أن ثقافة اللغة العربية حاضرة في بلاده الهند لارتباطها بالقرآن الكريم. الجلسة التي أدراها الكاتب نعيم عيسى، حملت عنوان «رحلتي مع الضاد متعلماً ومعلماً».
وأكد لقمان، الذي أشرف على مناهج الدراسة في الدولة، أنه يغار على اللغة العربية أكثر من غيرته على زوجته، التي كانت حاضرة بين ضيوف «اتحاد الكتّاب»، وابتسمت موافقة على كلامه، وقال لقمان: «إن رحلته مع (الضاد) جاءت قراراً من والده، وكان حينها لا يتجاوز عمره السبع سنوات، وجدت نفسي في مجموعة يطلق عليها (الكتّاب)، كان يحاضر فيها مجموعة من المتخصصين في علم الدين، وكانت عبارة عن سرد
وقراءة القصص، والغريب أن زملائي في (الكتّاب) كانوا أكبر من والدي، فلم يكن بينهم من في بعمري»، وأضاف: «شعرت بأنني منجذب لهذه اللغة، وقررت حينها أن أتعمق أكثر فيها»، مؤكداً: «من ذلك المكان بدأ شغفي، وأيقنت حينها أنني أريد أن أعرف أكثر عن هذه اللغة ورنينها العذب».
لقمان يتحدث الفصحى الصحيحة دون شوائب ويؤكد أنه مازال يتعلمها «كل يوم أتعلم شيئاً جديداً، وإذا ما أخطأت في لفظ أعود وأراجعه عبر القواميس أو عبر أدباء عرب». وقال: «أحرص دائماً على التحدث بالفصحى، حتى مع العرب الذين يتحدثون لهجاتهم المتنوّعة، التي لا اعتبرها من الفصحى». الثقافة العربية أثرت في وجدان لقمان، وبات منهمكاً فيها، يأخذ منها كل جديد، فبعد قراءته للقرآن الكريم، توجه إلى الأدب، فقرأ لطه حسين والمتنبي، ولكن «كليلة ودمنة» مازات مرجعاً له إلى اليوم، قائلاً: «عند مجيئي إلى الإمارات في التسعينات، كان لي الحظ بأن ألتقي كتّاباً وأدباء، ومن أوائل الأشخاص الذين التقيتهم الكاتب الإماراتي علي أبوالريش، والدكتور الكاتب حبيب الصايغ، وقرأت لهما، سواء من كتبهما أو من أعمدتهما الصحافية». و أضاف: «فعلاقتي مع الأدب العربي كانت مرتبطة بطه حسين والجاحظ وعبدالله بن المقفع، وقرأت الشعر وتذوقته، وأدركت كل المعاني التي يراد إيصالها».
نصائح
أكد لقمان أن تعزيز اللغة العربية الفصحى يبدأ من المنازل، من خلال تخصيص نصف ساعة يومياً للحديث بها، إضافة إلى قراءة الأدب العربي القديم والحديث، وأضاف: «معلمو اللغة العربية في المدارس يجب أن يتحلوا بشغف وحب اللغة، ليكونوا على قدر ترغيبها للطلاب».
«توفل عربي»
أكد المستشار التربوي، أبوصالح أمين لقمان، أنه تقدم باقتراح للمعنيين بشؤون الدولة بضرورة الاشتراط على كل أجنبي يريد الإقامة فيها أن يتعلم اللغة العربية، ويتقدم لامتحان قبول مثل «التوفل»، والعمل على انتشار اللغة والتحدث بها في الدولة من قبل كل الجنسيات.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news