ضمن احتفاء معرض الكتاب بـ «فتاة العرب»
غباش تستدعي سيرة «الشاعرة التي زارها القمر»
دعت مؤسِسة ومديرة متحف المرأة في دبي، الدكتورة رفيعة غباش، إلى تضمين المناهج الدراسية بكليات الآداب في الدولة، قصائد ومعلومات عن سيرة الشاعرة، عوشة بنت خليفة السويدي، الملقبة بـ«فتاة العرب»، التي تعد واحدة من أهم شاعرات العالم العربي، وتم اختيارها هذا العام شخصية محورية لمعرض أبوظبي للكتاب، تقديراً لما تركته من إرث شعري نبطي ملهم، وأن يصبح شِعرها مصدراً للمقررات الدراسية، مضيفة أن «الإمارات تمتلك ثروة كبيرة من الثقافة المحلية».
ونفت غباش، خلال الجلسة الحوارية التي نظمتها مؤسسة «بحر الثقافة»، أول من أمس، ضمن فعالياتها في الدورة الـ29 من معرض أبوظبي الدولي للكتاب، المقامة في مركز أبوظبي الوطني للمعارض، وتستمر حتى 30 أبريل الجاري، ما يذكره بعض الباحثين من أن الشاعرة عوشة السويدي كتبت فقط الشعر النبطي، وليس لها قصائد باللغة العربية الفصحى، منتقدة عدم حرص بعض مدعي البحث على توخي الدقة في ما يكتبونه من أبحاث ودراسات.
احتفاء كبير
غباش استعرضت، خلال الجلسة التي قدمتها أستاذة العلوم السياسية، الدكتورة مريم لوتاه، وأهدتها إلى الشيخة شما بنت محمد بن خالد آل نهيان، رحلتها لتوثيق مسيرة «فتاة العرب»، التي بدأت في 2006، وأثمرت عن إصدار «ديوان فتاة العرب»، وديوان صوتي لها، كما تسعى إلى ترجمة أشعارها إلى اللغة الإنجليزية، وتقديم بعض قصائدها بأصوات عربية معروفة، وبدأت هذه الخطوة مع الفنانة اللبنانية، غادة شبير، على أمل أن تتولى إحدى الجهات في الدولة تكملة المسيرة، كذلك تلقت اقتراحاً من أحد الشباب بإصدار الديوان بلغة برايل، لافتة إلى أن جهود توثيق مسيرة الشاعرة الراحلة وجدت احتفاء كبيراً من مختلف الجهات في دولة الإمارات، واهتماماً واسعاً من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، خصوصاً أن كثيرين كانوا يعتقدون أنها توفيت رغم أنها كانت على قيد الحياة.
وذكرت غباش أن أول تواصل لها مع الشاعرة عوشة كان عبر مكالمة هاتفية، أخبرتها خلالها بقصة الحلم الشهير الذي راودها وهي طفلة صغيرة، ورأت فيه أن القمر اقترب من وجهها فابتلعته وأضاء جسدها كله بالنور، وتم تفسيره بأنها ستمتلك علماً عظيماً، وهو الحلم الذي جسدته غباش في مشهد تمثيلي، قام بأدائه أحفاد الشاعرة الراحلة، وعرض في بداية الجلسة، ليتعرف من خلاله الجيل الجديد على هذه الشخصية البارزة وما تركته من إرث، مشيرة إلى أن السويدي اعتزلت الشعر عام 1994، وكان عمرها في تلك الفترة يقارب الـ80، وتفرغت لحفظ القرآن والعبادة، وكانت ترفض الحديث عن الشعر أو كتابته، وكانت آخر قصيدة لها هي «الغفران»، التي كتبتها في 1994 ووزعتها على كل معارفها، وكانت تضم 40 بيتاً.
روضة بنت محمد: الثقافة العربية قادرة على إثراء التجربة الإنسانية
قالت الشيخة روضة بنت محمد بن خالد آل نهيان، مؤسِّسة ورئيسة مجلس إدارة «مؤسسة بحر الثقافة»، إن الثقافة العربية قادرة على إضافة رصيد معرفي للتجربة الإنسانية بشكل دائم، وأضافت في كلمتها بمناسبة افتتاح جناح «بحر الثقافة» لعام 2019 في معرض أبوظبي الدولي للكتاب، أول من أمس: «نعيش لحظات زخم معرفية وثقافية، ونقاشات ولقاءات تنير في عقولنا الكثير من الأفكار، ولاسيما في عام التسامح الذي دعت الإمارات إليه لتحتفي بدمج الجنسيات والثقافات والديانات المتباينة التي تتعايش في دولة الإمارات العربية المتحدة، وتعطي من خلالها الدليل على قدرة هذا البلد على صهر كل مكوناته في بوتقة واحدة».
قاعة فتاة العرب
أشارت د.رفيعة غباش إلى أنها خصصت قاعة للشاعرة عوشة السويدي بـ«متحف المرأة» في دبي، وأطلقت عليها «ديوان فتاة العرب»، وتم تصميم القاعة بأسلوب مختلف، حيث تزينها أبيات من قصائد الشاعرة، واستمدت التصميم من رحلة الشاعرة من العين إلى دبي، وقد تصورتها وهي تنظم الشعر في الصحراء.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news