الشاي المغربي رمز الترحاب وحُسن الضيافة
«المغرب في أبوظبي»: أتاي بالنعناع بانتظار الزوار
يُعبّر كل كأس من الشاي في فعالية «المغرب في أبوظبي»، المقامة في العاصمة أبوظبي، عن الترحاب العميق ودفء المحبة وكرم الضيافة المتوارث، والتي لا يمحوها الزمن من قلوب المغاربة وتراثهم العريق، فهي طقوسهم القديمة ورمز لحسن استقبال ضيوفهم، فعند الدخول للمكان تعبق الأنفاس برائحة عطر الشاي بالنعناع، وتستوقفك طويلاً متأملاً ومندهشاً أكوابه وصوانيه وأباريقه وبوابيره الفضية والنحاسية المزينة بنقوش يدوية أخاذة في البريق والتألق.
«الأتاي»، كما يسميه المغاربة، هو الشاي الأخضر، وله مكانة خاصة، ليس فقط على موائد الطعام، وإنما في دواوين الشعراء والأدباء، الذين أفردوا لهذا المشروب العجيب قصائد شعرية وزجلاً ومتوناً لم تترك صغيرة ولا كبيرة عنه إلا وأبرزتها، فمعه تتجمع العوائل، وتقام المناسبات، ويؤنس المسافر في رحلته، ويتم تمييز الشاي المغربي المعدّ بشكل جيد من رائحته، كالنعناع أو السالمية، العطرشة، الصوفي، العبدي والشيبة، وغيرها من الأعشاب الطبية والعطرية التي يضيفها المغاربة إلى «حبوب أتاي» كخصوصية محلية دوائية وذوقية.
المشرف على ركن الشاي المغربي، حافظ أظفار، قال: «للمغاربة أذواق رفيعة في تذوق الشاي، فأهل الشمال يرغبونه خفيفاً أي مصنوعاً بمواد وأعشاب أقل كمية مع إضافات أكثر للنعناع، وأهل الجنوب لهم أمزجتهم أيضاً بصنعه بمزيد من كميات المواد ليصبح أقوى من حيث الطعم. وهناك نوعان من الشاي (أتاي)، الشاي الشعرة وهو ذو الأوراق الرقيقة الطويلة نوعاً ما والمتفردة، والشاي المركب ذو الحبيبات الأقل طولاً، ولكل رائحته وطعمه الساحر».
وعند سؤاله عن سر صب الشاي من البراد بشكل مرتفع عن الكأس، ابتسم وقال إنها لصنع الفقاعات التي تطفو على سطح الكأس، حيث إنها تمنع تسرب حبيبات الغبار المنتشرة في الهواء من الدخول إلى الكأس.
وأضاف «تستهويك جمالية الأدوات المستعملة لتحضير الشاي المغربي وتقديمه، فالصينية و(البراد) أي الإبريق، يتخذان طابعاً تراثياً مميزاً يعيش معنا وبيننا، وهما مصنوعان من معدن الفضة أو النحاس الخالص، تسحر الناظر بزخرفتها وشكلها وبريق لمعانها، وتأتي الكؤوس بألوانها الحمراء والبيضاء والزرقاء وزركشتها المبدعة لتضفي روح الأناقة والفن، فلا عجب أن تطيل جلستك وتستسلم أنفاسك لتلك الرائحة العجيبة والمذاق الفريد».
يشار إلى أن أنشطة فعالية «المغرب في أبوظبي» تستمر وسط أجواء تراثية، وتتنوع بين الثقافية والفنية والتاريخية، ومجموعة من التحف والآثار القديمة، وذلك حتى 30 الشهر الجاري في مركز أبوظبي الوطني للمعارض.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news