مسلسلات خليجية تحاكي الماضي
«صندوق بريد 1003».. نكهة مختلفة للدراما الإماراتية
يحضر الماضي في الدراما الخليجية بأعمال عدة، ماضٍ من الواضح أنه أغرى الكتاب، والصورة أغرت المخرجين، لنعيش مع أزياء الممثلين وخصوصيتها، الحوارات الممتعة، والأجواء التي تنبض بأغنيات عبدالحليم حافظ وأبوبكر سالم، هي حالة تجمع بين أعمال عدة من أقطار خليجية، فمن الإمارات «صندوق 1003»، ومن الكويت «دفعة القاهرة» و«لا موسيقى في الأحمدي»، ومن السعودية الجزء الثاني من «العاصوف»، الذي جاء مخيباً للآمال، وفيه الكثير من التشويش وعدم التماسك.
حكاية وطن
هذا العام سيترك مسلسل «صندوق بريد 1003» بصمته، التي ستنتقل معه الدراما الإماراتية إلى منحى مختلف ومنافس عربياً، وستجعل الإنتاج المحلي القادم يدرك مدى التطور الذي حدث هذا العام مع هذا المسلسل تحديداً، المأخوذ عن رواية للكاتب، سلطان العميمي، وتفنن في كتابة السيناريو والحوار السيناريست، محمد حسن أحمد، وإخراج جاسم شعبو، وهو من بطولة جاسم الخراز، وميثاء محمد، وأمل محمد، وخالد البناي، وياسر النيادي، وهدى الغانم، وريم حمدان، وبسمة مصطفى، وخديجة سليمان، وعبدالله حيدر، وعبدالرحمن الزرعوني، وعبدالله مسعود، ومحمد جمال، وخالد النعيمي، وفاطمة الحوسني، وسارة العلي.
منذ البداية ستجذبك الحلقة، بحيث تعود إلى عام 1986، في إمارة رأس الخيمة، هذا التاريخ الذي يعتبر فاصلاً في حياة الإمارات، بين حياة الماضي ورؤية المستقبل الذي بات قريباً بالنسبة لذلك الزمن، حياة من يعي تماماً أن بلاده ستتطور سريعاً وبين من يتشكك، بين أهالي فريج يستغربون شكل امرأة وهي تقود السيارة، وبين من تريد لابنتها أن تجلس في البيت، بين تطور رجال يرسلون بناتهم إلى لندن للتعليم، وبين أمّ تعاير ابنتها لأنها سمحت لها أن تتعلم في جامعة العين.
المقارنة ستكون حاضرة في هذا العمل، وهي مقارنة لها علاقة بقدرة المجتمع على مواكبة تطور بلاده.
أداء الممثلين يعبر عن قوة ما يحملونه من نص، طريقة تصوير وإدارة مشاهد تؤكد على مخرج عرف كيف يلملم تفاصيل حكاية، من الواضح أنها ستكون فيها من الأسرار ما يكفي، وكيف لا وهي تحمل عنوان صندوق بريد يحمل رقماً لشاب اسمه (عيسى) توفي في حادث سيارة، وكانت تراسله فتاة إماراتية اسمها (عاليا) تدرس في لندن وتستغرب غياب الرد.
في المقابل، ومنذ الحلقة الأولى ستعرف ركائز مهمة قامت عليها الدولة وتميزت فيها، مثل الاهتمام بأصحاب الهمم، وتعليم المرأة وتمكينها، حوارات لن تكون عابرة بل ستترك أثرها، وثمة سواد يلوح في الأفق عبر شخصية على ما يبدو أنها ستكون متطرفة دينية، يؤديها الممثل ياسر النيادي.
أما (يوسف) الذي يعمل في البريد، فسيتابع الجمهور تفاصيل يومياته، لأن الحكاية ببساطة ستكون لثلاثة أشخاص، هم (يوسف) الموظف في البريد، و(عاليا) الطالبة الإماراتية التي تدرس في لندن، ورسائل (عيسى) القديمة التي استولى عليها (يوسف)، وعلى ما يبدو أنه سينتحل شخصية عيسى في الرد على (عاليا) التي تريد معرفة أخبار الوطن عبر صندوق البريد.
استمتع بالصورة
الجمال الفني بقيمة عناصره تجده يحضر ويفرض نفسه في المسلسل الكويتي «دفعة القاهرة»، وهو من إخراج علي العلي وتأليف هبة المشاري، وعلى الرغم من أن بداية شارة العمل تؤكد أنه لا ارتباط تاريخياً وحقيقياً في أحداث العمل، إلا أن قصته تدور حول مجموعة من الطلبة الكويتيين المبتعثين لجامعة القاهرة، ويبدو أن حضور الطالبات هو الذي سيقود أحداث العمل، الذي تدور فترته في زمن الخمسينات، بحيث يأتي ذكر الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، وتحضر أغاني عبدالحليم حفظ وأم كلثوم.
رؤية بصرية متقنة استطاع من خلالها العلي إدارة فريق كامل، اندمج مع تلك الحقبة بالشكل والأزياء وحتى السلوك، بحيث ستنسى عمليات التجميل التي تغزو وجوه البطلات، وستركز فقط على أداء حر وطبيعي لدرجة الاتساق الكامل، منذ المشهد الأول سترى عيون الطالبات الحالمات بأن يكن من الدفعة المبتعثة، وستدخل إلى حياتهن لتفرق بين الغنية والفقيرة بينهن، ستحاول أن تتنبأ بعلاقات حب مقبلة، جاء مصادفة عبر تبديل حقائب، أو قصة حب قديمة انتهت لتعود إلى أرض مطار القاهرة، سيعيش المشاهد العربي تفاصيل تلك الحقبة من خلال رواية كويتية هذه المرة، تفاصيلها وحبكتها ستبدأ بالظهور حلقة تلو الأخرى، ستعيش تفاصيل رؤية الآخر للخليجي في مشهد للمشرفة العامة تحاول تعليمهن أن يأكلن بالشوكة والسكين، لترد عليها إحدى الطالبات: مازالوا يعتقدون أننا نعيش في بيوت الشعر ونركب الجمال. حكاية مثيرة تستحق المتابعة وبدايتها قوية على أمل أن تظل محافظة على هذا الألق، والمسلسل من بطولة بشار الشطي، فاطمة الصفي، نور خالد الشيخ، خالد الشاعر، نور الغندور، ولولوة الملا وغيرهم.
لا موسيقى في الأحمدي
من الكويت يوجد عمل يحاكي فترة مطلع السبعينات، وهو مسلسل «لا موسيقى في الأحمدي» من إخراج محمد دحام الشمري، ومن بطولة جاسم النبهان ونور الكويتية وعبدالمحسن النمر، تدور أحداث العمل من خلال دراما تاريخية تتناول ما يحدث في مدينة الأحمدي في مرحلة مهمة من تاريخها، خصوصاً في الستينات ومطلع السبعينات من القرن الماضي، والعلاقة الاجتماعية التي تحكم تلك المدينة التي كانت تتميز بالانفتاح وعلاقتها مع الغناء والموسيقى.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news