الجدة شيخة: الإماراتيات رصّعن البراقع بالذهب والحشمة

منذ طفولتها، تعمل الجدة شيخة رمضان إبراهيم في «قرض البراقع»، تلك الحرفة التقليدية التي توارثتها الجدات والأمهات في الإمارات، وتبارين في الاحتفاء بإحدى أدوات الزينة التقليدية الخاصة بالنساء، والتي تعكس احتشام الإماراتية منذ القدم، وتتميز به المرأة المتزوجة عن العزباء.

وتسرد الجدة شيخة، لـ«الإمارات اليوم»، تاريخ البرقع وكيفية صناعته وأنواعه المتباينة، مشيرة إلى أنه يعد إحدى مفردات التراث القديمة المرتبطة بزي وملابس المرأة الخليجية، بل كان شديد الالتصاق بزيّها الشعبي، ووسيلة من وسائل الاحتشام التي استخدمتها المرأة الإماراتية.

وأضافت: «جرت العادة قديماً أن تؤمر الفتاة بلبس البرقع فور بلوغها، وفي وقت لاحق أصبح البرقع مقتصراً على المرأة المتزوجة فقط، وكان يصنع من نوع خاص من القماش المستورد، وأفضله هو قماش (تباتل)».

العيناوي.. وسواه

وأكدت الجدة شيخة أن النساء كنّ يخصصن لكل مناسبة برقعاً، فهناك برقع يرتدينه عند الطعام وآخر داخل البيت، وثالث للمناسبات كالأعراس وشهر رمضان والعيدين، لاسيما عند النساء المقتدرات اللاتي يحرصن على تزيينه بالذهب، وكان يطلق عليه برقع «بونيوم»، أي المرصع بالنجوم أو الليرات الذهبية.

ويتباين تصميم البرقع وشكله من مكان لآخر، فتختلف فتحة العين حسب موطن المرأة أو المناسبة، فذو الفتحة الكبيرة والمعروف بالبرقع العيناوي يكون للمناسبات وللزينة أكثر منه للحشمة وهو منتشر في مناطق بعينها، في حين أن الطابع الشائع لبراقع النساء في مناطق أخرى يكون أكثر احتشاماً وستراً لملامح الوجه، إذ يكون أكبر حجماً وأقل بريقاً من الآخر، حسب الجدة شيخة.

حسب الطلب

وأشارت إلى أن البرقع يتكوّن من الجبهة، وهي الخط المستقيم الذي يقع في البداية من أعلى، والذي يقطعه السيف إلى قسمين متساويين، وهناك عيون البرقع الخاصة بالعينين، موضحة أن «(سيف) البرقع هو عبارة عن عصا مصنوعة من عذق النخيل أو جريدة تهذب جيداً وتدخل من منتصف الجبهة إلى آخر البرقع، ويكون موقعها في المنتصف، أما (خد) البرقع، فهو القطعة التي تغطي الوجه وتكون كبيرة أو صغيرة حسب طلب المرأة، وأخيراً (الشبوج)، وهي الخيوط التي تثبت على طرفي البرقع من جهتي اليمين واليسار، وغالباً تكون من البلاستيك أو من خيوط الزري الملون».

تغيّرات مع الزمن

وأوضحت الجدة شيخة أن شكل البرقع شهد تغيرات عدة مع مرور الزمن، إذ تميز قديماً بحجمه الكبير الذي يغطي معظم الوجه، إذ اعتادت النساء ارتداءه طوال اليوم، ولكن في الوقت الحاضر اختلفت المواد المستخدمة في صناعته اختلافاً كبيراً عن ذي قبل، وكذلك شكل تصميمه، إلا أن براقع السيدات الأكبر في السن الأقرب لشكل البرقع الإماراتي القديم.

وأكملت «للبرقع فوائد صحية للمرأة، فبالإضافة لكونه زينة، فهو يقيها أشعة الشمس عندما تخرج من البيت، كما يساعد اللون الذي يصنع منه على إضفاء الجمال والنضارة على وجهها، فالبرقع يصنع بـ(الشيل)، وهو نسيج متين تتوافر منه ثلاثة ألوان الأحمر الأغلى ثمناً، والأخضر الأرخص، والأصفر، وغالباً يكون مستورداً من الهند».

ألوان

قالت الجدة شيخة رمضان إبراهيم إن «البرقع الذي يصنع من قماش الشيلة يتميز بألوانه المتعددة، من الأصفر إلى الأخضر والفضي والأحمر والبنفسجي والأسود، وهذه الأقمشة كانت تصبغ البشرة بألوانها لكونها غير مبطنة، خصوصاً في الزمن الأول؛ فكانت حمرة القماش تعطي الخدود لوناً جميلاً، لذا كان من المعيب أن تخلع المرأة أو الفتاة برقعها حتى لا يبدو وجهها مصبوغاً بالألوان».

وأضافت: «قديماً لم يكن البرقع مكلفاً سواء في تصنيعه أو شرائه، في حين أن سعره في وقتنا الحالي يراوح بين 10 و50 درهماً حسب النوع والشكل، ومن المعروف عن البراقع أنها تتلف سريعاً، خصوصاً إذا تعرضت للرطوبة أو الماء، إذ لا ينفع استخدامها لاحقاً».

- «يتباين تصميم البرقع

وشكله من مكان

لآخر، فتختلف فتحة

العين حسب موطن

المرأة أو المناسبة».

- «قديماً كانت الفتاة

تؤمر بلبس البرقع فور

بلوغها، وفي وقت

لاحق أصبح مقتصراً

على المرأة المتزوجة

فقط».

الأكثر مشاركة