«كلمة» يُصدر ترجمة رحلة تيوفيل غوتييه إلى الجزائر

ضمن كلاسيكيّات الأدب الفرنسي، التي تصدر عن مشروع «كلمة» للترجمة في دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي، صدرت ترجمة كتاب الروائي والشاعر والناقد الفرنسي، تيوفيل غوتييه، «رحلة إلى الجزائر»، وترجمها عن الفرنسية الكاتب والمترجم المغربي محمد بنعبود، وراجع الترجمة ونقحها وقدم لها الشاعر والأكاديمي العراقي المقيم في باريس، كاظم جهاد. وتصدر هذه الترجمة بالتزامن مع ترجمة رحلة الكاتب نفسه إلى مصر.

ولد تيوفيل غوتييه في مدينة تارب في جنوب فرنسا في 1811، ونشأ في باريس وتوفي في ضاحيتها نويي سور سين في 1872. هو أحد أهمّ أعمدة التيار البرناسي في الشعر الفرنسي، وأحد أعلام الرومنطيقية الفرنسية والداعين إلى تجاوزها في آنٍ معاً. كان شاعراً وروائياً وقاصاً وكاتباً مسرحياً وناقداً. من أهمّ مجموعاته الشعرية «ملهاة الموت» و«مزججات وأحجار منقوشة»، ومن أشهر رواياته «الآنسة موبان» و«رواية المومياء». أنعش الأدب السردي ومده بأبعاد غرائبية وخيالية جديدة من خلال قصصه الفنطازية التي نشر «مشروع كلمة» ترجمة لأجملها وأكثرها ذيوعاً قام بها الروائي والشاعر التونسي محمد علي اليوسفي، وراجعها كاظم جهاد، حملت عنوان «الميتة العاشقة وقصص فنظازية أخرى».

ويضم الكتاب في قسمه الثاني عدة متابعات نقدية للعديد من عناصر الأدب والفن الاستشراقيين المتعلقين بالجزائر، كان غوتييه قد كتبها في فترات مختلفة وجمعها الباحث وهمي ولد إبراهيم، الذي تنطلق الترجمة من طبعته لهذه الرحلة. وهكذا يغنم القارئ في مختلف نصوص هذا الكتاب منفذاً إلى انطباعات شاعر وأديب وناقد عن المكان والإنسان الغريبَين، وفي الأوان ذاته معرفة بواقع الحال في الجزائر في أولى سنوات احتلال الفرنسيّين لها، وجولة منعشة ومثرية في إبداعات الفنانين والكتّاب المفتونين بالبلاد يومذاك. وهذا كله يعبّر عنه غوتييه بشاعريته المعروفة وحذقه بأصول النقد الأدبي والفني، وبإفادته الدائمة من معرفته الواسعة بمختلف الثقافات.

وزار غوتييه الجزائر في صيف 1845، ونشر عن رحلته إليها في المجلات صفحات متفرقة لم يجمعها في كتاب إلا في 1865.

الأكثر مشاركة