«عسل الصحراء» الإماراتي يفوز بـ «فيلم زايد»
من إرث المؤسس الباني، وسيرته الغنية بالقيم والمبادئ؛ استلهم المشاركون في مسابقة «فيلم زايد»، التي أطلقتها شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) وقناة بينونة، بهدف الاعتزاز بمسيرة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، والتي احتفت بالفائزين بمراكزها الأولى خلال حفل استضافه مسرح مجمع الشيخ خليفة للطاقة في أبوظبي، يوم الخميس الماضي.
وذهب المركز الأول في مسابقة «فيلم زايد» التي نجحت في استقطاب نحو 250 عملاً لمبدعين من جنسيات مختلفة، إلى شاهين بشر (الإمارات) عن فيلم «عسل الصحراء»، وجاء في المركز الثاني الثنائي روتشي أنديفيا وآرتي تريكاناد (الهند) عن فيلم «القدوة»، وحل في المركز الثالث فيلم «ماذا لو كان معنا اليوم» لمحمد أبوزنط (الأردن)، وحصل فيلم «الرجل الأسطورة وحلمه» لسانديب كامبليكال (الهند) على المركز الرابع، وحل في المركز الخامس فيلم «قصة الشيخ زايد» لمعاذ الطيب (السودان).
جزء يسير
من ناحيتهم، أعرب الفائزون عن اعتزازهم بالمشاركة، والفوز في مسابقة تحمل اسم المغفور له الشيخ زايد، معتبرين ما قدموه في أفلامهم من أفكار وموضوعات هي جزء يسير من إرث الوالد المؤسس الذي تركه لكل من يعيش على أرض الإمارات من مختلف الجنسيات.
ووصف الفائز بالمركز الأول شاهين بشر فوزه بـ«قصة نجاح» تحول فيها من شخص ليس له علاقة بالتصوير وصناعة الأفلام إلى فائز بالمركز الأول، موضحاً أن بدايته في هذا المجال تعود إلى عام 2006، عندما استعان بشخص متخصص في التصوير لتصوير موسم عسل السمر، ولكن المادة جاءت غير صالحة للاستخدام، فقرر الاعتماد على نفسه في تعلم التصوير والمونتاج بنفسه بالاستعانة بالمواد المتاحة على «يوتيوب»، ثم سافر إلى مصر للحصول على مزيد من التعليم والتدريب، حتى نفذ فيلماً وعرض على «يوتيوب» وحقق مليون مشاهدة في عامه الأول، ورأى شاهين بشر أن فوزه بالمسابقة دفعة قوية له.
من جهته، أعرب الفائز بالمركز الثالث محمد أبوزنط عن سعادته بتقديم فيلم عن الشيخ زايد والاحتفاء بقيمه وما قدمه للإمارات، وكل من يعيش فيها بشكل عام، واهتمامه، رحمه الله، بالشباب بشكل خاص.
بينما تقدم الفائز بالمركز الخامس معاذ الطيب بالشكر إلى منظمي المسابقة على إتاحة الفرصة له ولغيره من المشاركين لرد بعض من جميل الشيخ زايد، والتعبير عن مكانته في قلوب الجميع.
إرث ضخم
من جانبه، أكد مدير دائرة الموارد البشرية والشؤون الإدارية في «أدنوك»، غنام بطي المزروعي أهمية مسابقة «فيلم زايد» التي تسلط الضوء على حياة وإنجازات ورؤية القائد الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان، طيب الله ثراه، موضحاً أن دعم «أدنوك» لهذه المبادرة بالتعاون مع قناة بينونة يأتي ضمن استراتيجية الشركة المجتمعية، ودورها المحوري في مختلف الميادين والفعاليات التي تبرز التاريخ العريق والصورة المشرفة لدولة الإمارات.
وأضاف المزروعي أن رعاية «أدنوك» للمسابقة تهدف إلى الإسهام في تعريف أفراد المجتمع وتوعيتهم بالإرث الإنساني الراسخ ورؤية الوالد المؤسس، وتوثيق مناقبه وإنجازاته التي لم يتوقف صداها الإيجابي عند حدود الوطن، بل تجاوزه ليشمل العالم بأسره، لافتاً إلى أن هذه الرعاية تعكس كذلك جهود الشركة في دعم الفعاليات التي تحدث تأثيراً إيجابياً في المجتمع من خلال ضمان الحفاظ على تراث الآباء المؤسسين وترسيخه في جميع أنحاء دولة الإمارات، وباعتبار «أدنوك» رائدة في مجال المسؤولية المجتمعية فإن من واجبها المحافظة على القيم والمبادئ التي جسدها الشيخ زايد «طيب الله ثراه» وترسيخها في المجتمع الإماراتي وتسليط الضوء عليها.
وأشار المزروعي إلى أن «أدنوك» تركّز على تمكين شباب دولة الإمارات وتمنحهم الفرصة لإظهار قدراتهم والتعبير عن حبهم للأب المؤسس المغفور له الشيخ زايد وتقديرهم لرؤيته، من خلال إتاحة المجال أمامهم للمشاركة في الترويج والتعريف بإرثه الغني في أوساط أقرانهم داخل دولة الإمارات، وهذا ما وفرته المسابقة. وقدم التهنئة للفائزين، متمنياً لهم المزيد من التقدم والنجاح، معرباً عن ثقته بأن أعمالهم الفنية بما تقدمه من مضمون غني ستلقى صدىً واسعاً، وسيكون لها تأثير إيجابي على مشاهديها بمختلف فئاتهم.
كتاب مفتوح
من جهته، قال مدير عام قناة بينونة، عيسى سيف المزروعي، إن المسابقة استقطبت نحو 250 عملاً لمبدعين من جنسيات مختلفة، والذين أطلقوا إبداعاتهم من خلال فيلم قصير تراوح مدته بين 3 و10 دقائق، يروي جانباً من جوانب الإرث العظيم للشيخ زايد: «فإرث المغفور له كتاب مفتوح ننهل منه المعرفة والعمل الخيري والانساني، والتسامح والتعايش والانفتاح على الآخر، وغيرها الكثير من القيم النبيلة في شتى ميادين الحياة».
وأضاف أن إيمان الشيخ زايد المطلق بأن رأس المال البشري هو أهم العوامل الرئيسة لتقدم دولة الإمارات دفعه إلى صقل الكوادر البشرية وتنميتها، واستكمالاً لهذه الرؤية السديدة جاءت فكرة «فيلم زايد» لتكون محطة لاكتشاف المواهب الجديدة ودعمها وتنمية مهاراتها، وسط أجواء من المنافسة وتحفيز الإبداع والابتكار.
مواهب واعدة
بدورها؛ أشادت لجنة تحكيم مسابقة «فيلم زايد»، والتي ترأسها مدير مهرجان الجونة السينمائي في مصر، انتشال التميمي، وضمت كلاً من المخرج والمنتج الإماراتي عبدالله حسن أحمد، والمنتجة اللبنانية زينة صوفان، والمخرج الفرنسي ديميان ستيك، بفكرة المسابقة ودورها في الكشف عن المواهب الشابة في الإمارات، معتبرة أن ارتباطها بالشيخ زايد يمثل حافزاً قوياً لمخيّلة المشاركين لتقديم جوانب مختلفة من سيرته، رحمه الله.
وقال انتشال التميمي إن المسابقة استطاعت أن تكشف عن مواهب فنية كانت تنتظر فرصة للظهور وتقديم نفسها، مشيراً إلى أن موضوع المسابقة كان من أبرز عناصر التشجيع على المشاركة والإبداع «فكل شخص في الإمارات عنده صورة لشخصية الشيخ زايد، ويمكنه أن يقدم قصة تعبر عن جانب من جوانب هذه الشخصية، خصوصاً الجانب الإنساني منها».
بينما نوّه عبدالله حسن إلى تفوّق الفيلم الوثائقي في الأفلام المشاركة، والتي تنوعت بين الوثائقي والإخباري والتوعوي، مرجعاً هذا التفوق إلى وجود أرشيف ضخم للمغفور له الشيخ زايد في مختلف المجالات والفترات الزمنية، بينما تراجع الفيلم الروائي لضعف إمكانات المشاركين، ناصحاً المشاركين بضرورة الاستمرار في صناعة الأفلام رغم العوائق، والعمل على تطوير أنفسهم، والاهتمام بالجوانب الفنية للحصول على نتائج أفضل.
تعدّد الزوايا
عن ملاحظاته عن أفلام المسابقة؛ أشار رئيس لجنة التحكيم، الناقد انتشال التميمي، إلى تعدد الزوايا التي تناولتها، وتفاوت المستوى الفني من فيلم لآخر، في حين احتاج البعض الآخر إلى الاختزال وتكثيف الفكرة، والاهتمام بالجوانب الفنية، وتوفير ترجمة لتزيد فرص مشاركة الفيلم في المسابقات المختلفة.
شاهين بشر:
«فوزي قصة نجاح، إذ تحولت من شخص ليست له علاقة بصناعة الأفلام إلى صاحب مركز أول».
غنام بطي المزروعي:
«نركّز على تمكين الشباب، ومنحهم الفرصة لإظهار قدراتهم، والتعبير عن حبهم للمؤسس».
عيسى سيف المزروعي:
«فيلم زايد محطة لاكتشاف المواهب الجديدة ودعمها، وسط أجواء من المنافسة والإبداع».
3
و10 دقائق، تراوح مدة الأفلام التي صورت جوانب من سيرة الشيخ زايد.