8 محاور لتقرير حالة اللغة العربية ومستقبلها
بتكليف من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي؛ يعكف المجلس الاستشاري للغة العربية حالياً على العمل لإصدار تقرير حالة اللغة العربية ومستقبلها، حيث يمثل التقرير «بداية مهمة للتخطيط اللغوي للغة العربية على مستوى دولة الإمارات والوطن العربي، ويسعى إلى تحقيق رؤية الإمارات 2021 في أن تكون دولة الإمارات مركزاً للامتياز في اللغة العربية» بحسب ما وصفته وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة رئيسة المجلس الاستشاري للغة العربية، نورة بنت محمد الكعبي، في تصريحات سابقة، موضحة أن التقرير سيسهم في معالجة التحديات التي تواجه اللغة العربية بطريقة علمية، ليضع حجر الأساس للأجندة الوطنية للغة العربية بأهدافها وأولوياتها المرتبطة مع مئوية الإمارات.
وحسب الكعبي «تولي دولة الإمارات اهتماماً خاصاً بترسيخ مكانة اللغة العربية بين لغات العالم، وتعزيز حضورها في نفوس الأجيال الناشئة، لأنها المعبر عن الهوية الوطنية والقيم الأصيلة والثقافة العربية، وتمثل الجسر الذي يربط بين الأجيال وموروثهم الحضاري والتاريخي».
8 محاور
ووفق ما علمت «الإمارات اليوم»؛ فمن المقرر أن يتم إعلان نتائج التقرير في 18 ديسمبر المقبل، أي بعد عام من إطلاق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، له في 18 ديسمبر 2018. ويقوم التقرير على ثمانية محاور رئيسة؛ يتمثل الأول في أوجه استخدام اللغة العربية من حيث إتقان الفصحى وفهم اللهجات الأخرى واستخدام اللغة العربية في الحياة اليومية والبحث على الإنترنت بدلاً من اللغات الأجنبية. ويهتم المحور الثاني باللغة العربية في الإعلام والإعلان من حيث استخدام الفصحى مقابل العامية في وسائل الإعلام والانترنت ووسائل التواصل الاجتماعي وفي برامج الأطفال والاعلانات. ويركز المحور الثالث على حالة تعلم اللغة العربية للناطقين بها من خلال قياس مخرجات التعليم وتأهيل معلمي اللغة العربية، وغيرها. في حين يتناول المحور الرابع المحتوى العربي على الانترنت والبحث باللغة العربية وتطبيقات معالجة اللغة.
اللغة العربية والتكنولوجيا هو موضوع المحور الخامس في التقرير؛ ويتناول البحث اللغة العربية وتطبيقات الذكاء الاصطناعي والترجمة الآلية. بينما يركز المحور السادس على التأليف والنشر متضمناً الكتب المنشورة ودور النشر الرئيسة في العالم العربي وحجم صناعة النشر وعدد الكتب المقروءة في السنة، إضافة إلى لمحة عن النشر والتقنيات الحديثة. ويتناول المحور السابع الترجمة بدءاً من تعريب المصطلحات التقنية، مروراً بتصنيف الكتب المترجمة من لغات أخرى، وصولاً إلى حجم الترجمة، أما المحور الثامن والأخير فيركز على مرجعيات وتشريعات اللغة العربية من مجامع وهيئات اللغة العربية والمؤتمرات والجوائز.
ومن المقرر أن يصدر التقرير كل خمس سنوات، كأحد أعمال المجلس الاستشاري للغة العربية، بدعم من منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو)، بإشراف عدة أقسام للغة العربية في عدد من الجامعات المرموقة، وبإسهام من أقسام اللغة العربية في هذه الجامعات، وباحثين في ميادين اللغة العربية، على أن يعمل المجلس الاستشاري للغة العربية على متابعة سير عمل التقرير في جميع مراحله، ورسم سياسات ثقافية على المستويين الوطني والعربي من أجل الحفاظ على اللغة العربية وتمكينها وتعزيز حضورها، من خلال تقديم مخرجات ونتائج قيّمة تكون مرجعاً للدارسين والباحثين، وبما يعزز حالة اللغة العربية كلغة للعلم والمعرفة.
5 مكونات
يتضمن التقرير دراسات وأبحاثاً وتجارب تطبيقية من أجل بناء مقاربة علمية لحالة اللغة العربية ومستقبلها، على أن يتكون من خمس مكونات هي؛ استبيان رأي، دراسة بحثية، دراسة حالة متعلقة بكل بند من بنود الاستبيان، عرض لتجارب مختارة من مؤسسات معنية باللغة العربية، بالإضافة إلى مقالات رأي من فاعلين في مجال اللغة العربية.
ويعمل على إعداد التقرير نخبة من الخبراء والباحثين من جامعات إقليمية وعالمية تتمثل مهمتهم في رصد وجمع المعلومات من المصادر الأكاديمية وإجراء مقابلات مع المعنيين من مؤسسات وكتّاب وإعلاميين وناشرين، ورصد التغييرات التي تطرأ على اللغة العربية في وقتنا الحالي، إضافة إلى رصد المقاربات الجديدة لتدريس اللغة العربية في المناهج الدراسية في عدد من البلدان العربية، كما سيعمل الفريق على إعداد تقرير خاص بدولة الإمارات العربية المتحدة يتناول حالة اللغة العربية ومستقبلها في الدولة، ومقارنته بدول الوطن العربي.