حامد السويدي: تربينا على الانفتاح على الثقافات دون نسيان لتراثنا

أكد رئيس مؤسسة أبوظبي للفنون الدكتور حامد بن محمد خليفة السويدي، أنه تأثر بنشأته في بيئة تزخر بالفكر والإبداع فكان من الطبيعي أن يقدّر الفنون، مضيفاً «تربينا كذلك على الانفتاح على مختلف ثقافات العالم والاستفادة منها، دون أن ننسى تراثنا وثقافتنا الأصيلة فهي راسخة في الشخصية».

وأشار إلى أن المؤسسة ستعلن خلال الفترة المقبلة عن عدد من المشروعات الثقافية الجديدة، التي تهدف إلى المساهمة بفعالية في إثراء المشهد الثقافي في أبوظبي والإمارات، ونقل الثقافة وحب الفنون والمعرفة للأجيال المقبلة، وإتاحتها لمختلف الفئات والجمهور، لافتاً إلى أن هذه المشروعات تتضمن تنظيم سلسلة من حلقات العمل والفعاليات الفنية المتنقلة حول الإمارات.

وكشف السويدي في حواره مع «الإمارات اليوم»، عن مصير لوحة «وجدان ماري مجدولين»، (القديسة مريم المجدلية)، التي قدمها السفير البريطاني في دولة الإمارات باتريك مودي أخيراً له كإعارة دائمة لإمارة أبوظبي، إذ إن اللوحة ستسلم للجهات الرسمية مع توصية من عائلة لوبين، المالكة للوحة، بعرضها في متحف زايد الوطني المقرر افتتاحه في المنطقة الثقافية بجزيرة السعديات بأبوظبي.

فرصة المشاهدة

وأضاف السويدي: «نسعى إلى إتاحة فرصة مشاهدة اللوحة لمحبي الفنون من مختلف الفئات والأعمار من جميع الجنسيات في الدولة، ولذلك نطمح إلى تنظيم جولة لعرض اللوحة في كل الإمارات بالتعاون مع مؤسسات وجهات مختلفة، وسيعلن قريباً عن أماكن عرض اللوحة بعد إجراء الترتيبات اللازمة التي تتناسب مع قيمتها الفنية والمادية».

وتابع «عقب الجولة، ستسلم اللوحة إلى الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح، على أن تتولى الجهات الرسمية تحديد مكان عرضها النهائي».

وحسب السويدي «أهديت اللوحة التي رسمها الفنان آري شيفر في عام 1856 وكانت ضمن التشكيلة الخاصة لعائلة لوبين، إلى الإمارات تعبيراً عن النوايا الحسنة، ولكي تكون رمزاً للصداقة الدائمة بين الإمارات والمملكة المتحدة، ورفع شعار التسامح في العام الجاري؛ إذ برزت فكرة الإهداء خلال عشاء سنوي أقيم في وقت سابق من هذا العام برعاية الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وكانت كلمته عن عام التسامح، وتطرق فيها إلى كيفية تحقيق ونشر قيمة التسامح في المجتمع».

وقال رئيس مؤسسة أبوظبي للفنون، إن «مثل هذه المبادرات تهدف إلى بناء جسور التواصل بين المجتمعات من خلال الفن التشكيلي العالمي، وتسليط الضوء على الفن من عصر النهضة ومشاركتها في تنشيط حركة الفنون في المنطقة، بغية الإسهام في رفع مستوى الثقافة في العالم العربي»، معتبراً أن اختيار بريطانيا لهذا الحدث المهم هو ثمرة علاقات وثيقة مع الوطن العربي عبر سنوات طويلة، من جانب آخر يمثل الاهتمام بالفن الراقي أحد الأهداف الأساسية لمؤسسة أبوظبي للفنون من أجل تحقيق تبادل ثقافي أوسع بين الشعوب والحضارات.

مشروعات عالمية

واعتبر الدكتور السويدي، أن المشروعات الثقافية الكبرى والمتاحف العالمية التي تنفذها الإمارات وأبوظبي تلعب دوراً كبيراً في نشر الثقافة والفنون، وتسهم بفاعلية في تنشيط السياحة وحركة الطيران إلى الدولة من مختلف أنحاء العالم، كما تعمل الصور والتعليقات التي ينشرها زوّار الدولة على وسائل التواصل الاجتماعي على جذب مزيد من السائحين والزوّار من مختلف الجنسيات، بل إن هناك العديد من الدراسات والمقالات العالمية التي تنشر حول هذه المشروعات الثقافية موضوع دراسات ومقالات عالمية، وهو ما يعزز مكانة الإمارات مركزاً للثقافة والفنون في المنطقة.

وأضاف: «تقديراً لأهمية ومكانة المتاحف والمؤسسات الثقافية والفنية في الدولة، نحن بصدد إبرام علاقات شراكة مع عدد من الصالات الفنية والمتاحف، وتقديم الفعاليات والندوات الفنية الثقافية، فضلاً عن تنظيم سلسلة من المحاضرات والجلسات الحوارية التي بدورها ستثري المشهد الفني والثقافي في الدولة والمنطقة. كما نسعى لبناء العلاقات مع أكبر المتاحف الموجودة في الإمارات بشكل عام، وإمارة أبوظبي خصوصاً، لتسليط الضوء على دور المتاحف كمصدر بالغ الأهمية للتعلم والاطلاع على الثقافات المختلفة».

إبداع عائلي

وعن اهتمامه بالثقافة والفنون رغم عمله في مجال المال والأعمال، أشار السويدي إلى أن نشأته في عائلة تضم العديد من الأسماء البارزة في مجال الإبداع ومعايشته لهم كان لها تأثير كبير في ارتباطه بالثقافة والفن بمختلف أنواعهما ومدارسهما، ومن أبرز هذه الأسماء الشاعرة الراحلة عوشة بنت خليفة السويدي «فتاة العرب»، والمستشار أحمد خليفة السويدي أول وزير خارجية لدولة الإمارات، كما تأثر بالشاعر محمد أحمد خليفة السويدي ومشروعاته الثقافية العديدة، إلى جانب تأثره بأشعار حرم سمو الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، الشيخة خولة بنت أحمد خليفة السويدي.

وأوضح أنه - بالإضافة إلى اهتمامه بالفنون والفن التشكيلي بشكل خاص - يمارس الرسم، ويحرص على جمع المقتنيات القديمة والنادرة والتعرف إلى ما تحمله من قصص تاريخية، كذلك صمم أول «تارتان إماراتي» في عام 2014، وهو قماش أسكتلندي تقليدي، مستخدماً فيه ألوان علم الإمارات، ونفذ التصميم بالتزامن مع احتفالات اليوم الوطني الـ46 للإمارات 46 قطعة وأهداها لشخصيات عامة ونخبة من المهتمين بالفنون والثقافة.

سيرة مهنية وثقافية

يحمل الدكتور حامد السويدي شهادة البكالوريوس والماجستير من جامعة ريجنتس في لندن وجامعة بورتسموث، إذ حصل على درجة الدكتوراه في الاقتصاد والشؤون المالية. وحصل في عام 2014 على شرف «حرية مدينة لندن» بمسمىFreedom of The City of London وأصبح شريكاً في مؤسسة «مدينة لندن».

بعد 14 عاماً من توليه منصب الرئيس التنفيذي الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط وإفريقيا لدى بنك أبوظبي الوطني (أول بنك في العاصمة)، يشغل الدكتور السويدي حالياً منصب رئيس مجلس إدارة شركة AES المحدودة في أبوظبي - وهي شركة ذات تمثيل بريطاني يركز على التجارة والتعليم والفنون. كما يحمل زمالات من معهد القيادة والإدارة في لندن ومعهد المديرين ومعهد الإدارة الإدارية وجمعية الإحصاء الملكية والجمعية الجيولوجية في لندن والجمعية الملكية للفنون ومعهد علوم السفر والسياحة. وقاده شغفه بالفنون والثقافة إلى تأسيس جمعية أبوظبي للفنون، وأيضاً لعب دوراً مهماً في إنشاء أول ترتان إماراتي، كما أنه راعٍ لمعرض الصور الوطنية في لندن والراعي الرسمي للفنون في مدرسة الخبيرات البريطانية بأبوظبي.

«نشأت في بيئة تزخر بالفكر، ووسط عائلة تضم العديد من الأسماء البارزة في مجال الإبداع فكان من الطبيعي أن أتأثر بها».

1856

العام الذي رسم فيه الفنان آري شيفر لوحة «وجدان ماري مجدولين».

رئيس مؤسسة أبوظبي للفنون:

«المشروعات الثقافية الكبرى والمتاحف العالمية التي تنفذها الإمارات تلعب دوراً كبيراً في نشر الثقافة والفنون».

الأكثر مشاركة