المطروشي.. شغف التراث قاده إلى «بيت الخنير»
الاهتمام بالتراث الإماراتي، وتعريف الجمهور بما يضمه من مفردات ذات خصوصية؛ كانا هما الدافع وراء تخصص عبدالله ثاني راشد المطروشي في مجال البحث بتاريخ الخنجر الإماراتي، وإطلاق والمشاركة في عدد من المبادرات المرتبطة بالخنجر وإحيائه، ومن أبرزها المبادرة التي أطلقتها لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية - أبوظبي، لإحياء الممارسات التراثية المتعلقة بالخنجر الإماراتي، والاعتزاز بالقيم المرتبطة بهذا الموروث.
وأوضح المطروشي، الذي يشارك في الدورة الحالية من معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية، التي تقام تحت رعاية سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في منطقة الظفرة، رئيس نادي صقاري الإمارات، في مركز أبوظبي الوطني للمعارض حتى 31 أغسطس الجاري، في حواره مع «الإمارات اليوم»، أن مشاركته في المعرض هي الثانية، وتتمثل في «ركن الخنجر الإماراتي»، الذي يأتي ضمن جناح لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية - أبوظبي، مشيراً إلى أن المعرض يضم 15 خنجراً تقريباً، استمدت تصميماتها من أشكال وتصميمات الخناجر التي كان يرتديها شيوخ الإمارات، منها خنجر يطابق الخنجر الذي كان يرتديه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، عام 1967، وهو مصنوع من الفضة ومطلي بالذهب. ونموذج آخر يمثل نسخة من خنجر المغفور له الشيخ شخبوط بن سلطان آل نهيان.
ويضم الجناح كذلك «خنجر أبوظبي»، وهو يمثل مبادرة قام من خلالها بتصميم خنجر يحمل شعار إمارة أبوظبي، على أن يتم إصداره حصرياً بحيث يجري تصنيع 100 قطعة فقط منه، وهو مصنوع من الفضة وقرون الجاموس الهندي وجلود الإبل المحلية الطبيعية والنصل مصنوع من الكروم، ويصل سعر القطعة 10 آلاف درهم تقريباً. كما يضم المعرض مجموعة من خناجر للأطفال، حيث تشير الصور القديمة إلى أنه حتى الأطفال كانوا يرتدون الخناجر في الإمارات، وتصميم جديد لـ«تي شيرت» يحمل رسماً للخنجر والحزام والبنايد، ليبدو من يرتديه كأنه يرتدي خنجراً.
«بيت الخنير»
وعن مبادرة إحياء ارتداء الخنجر الإماراتي؛ أوضح المطروشي أنها تهدف إلى التعريف بتاريخ الخنجر الإماراتي، الذي يتميز بتصميم فريد ونقوش تختلف عن الخناجر الأخرى في شبه الجزيرة العربية، ونشر ثقافة ارتدائه بالطريقة التقليدية التي كانت سائدة قديماً، قبل أن يتوقف هذا الأمر أواخر الستينات، وتصنيعه والعناية به. وتضم المبادرة خطوات عدة تمثلت الأولى في إطلاق صفحة للخنجر الإماراتي على موقع «إنستغرام»، لتثقيف الجمهور المحلي والزائرين من مختلف الجنسيات بالخنجر الإماراتي ومواصفاته، وتحتوي الصفحة على ما يقرب من 1500 صورة، تعكس مكانة الخنجر في التراث الإماراتي، وأقدم تلك الصور تعود إلى عام 1904 لزايد الأول، وهو يجلس أمام قصر الحصن ويرتدي خنجره. أما الخطوة الثانية من المبادرة فتمثلت في إنشاء متحف تحت اسم «بيت الخنير» في حي الفهيدي، يضم مقتنيات قديمة ونماذج لخناجر مختلفة أقدمها خنجر يعود إلى 80 سنة مضت. في حين تضمنت المرحلة الثالثة إنشاء ورشة لتصنيع الخناجر، بالأشكال القديمة يدوياً، وتضم استديو للتصوير ليتمكن الزوار من التقاط صور لهم بالزي والخنجر الإماراتيين، لافتاً أن هناك تفاعلاً كبيراً من مختلف الجنسيات لزيارة المعرض، والتعرف إلى الموروث الإماراتي، موضحاً أن التراث ليس حكراً على أصحابه، والتعريف به يمثل جزءاً من جهود تنشيط السياحة في الدولة.
وأشار المطروشي إلى حرصه على المشاركة في فعاليات مختلفة للتعريف بالخنجر الإماراتي، مثل معرض الصيد والفروسية، ومهرجان سويحان التراثي، بالإضافة إلى تقديم ورش تدريبية في قصر المويجعي بالعين ودبي، وتتضمن ورشاً تعريفية بالخنجر، ومراحل تصنيعه وطريقة ارتدائه.
ضوابط
أوضح عبدالله المطروشي أن إحياء تقليد ارتداء الخنجر لا يتعارض مع طابع الحياة في الوقت الحالي، حيث يمكن تنظيمه وفق ضوابط وتشريعات محددة تحت إشراف وزارة الداخلية، لمنع الاستخدام الخاطئ له، كما يمكن تنفيذ نماذج لخناجر دون نصل للزينة فقط.
1500
صورة، تعكس مكانة
الخنجر في التراث
الإماراتي.