يضم مكتشفات وآثاراً وفيلماً يصور دبي منذ 200 عام
بيت الخور.. يروي تاريخ دبي على ضفاف شريانها
أكد المرشد الثقافي الرئيسي في متحف الشندغة والمسؤول عن بيت الخور وبيت العطور، راشد المهيري، على الأهمية التجارية والاجتماعية التاريخية لخور دبي، معتبراً أنه كان الشريان الحيوي لدبي وما شهدته من نشاط تجاري منذ القرن الـ15، مستعرضاً «بيت الخور» الذي يروي عبر غرفه قصة الخور منذ نشأته والأهمية التاريخية والحياتية لهذا المكان، مشيراً الى أن هذا المتحف يجمع ما بين روح الأصالة عبر الأبنية القديمة والروح المعاصرة بالتكنولوجيا الحديثة التي يحتويها، ومنها الفيلم الذي يصور دبي قبل 200 عام.
وقال المهيري لـ«الإمارات اليوم»: «تم إنشاء متحف الشندغة بمبادرة من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، حيث أطلقه كجزء من مشروع دبي القديمة بهدف التعريف بالخور، وتضم المبادرة ثلاث مناطق رئيسة هي: حي الفهيدي، والشندغة والراس، وكان أول المشاريع متحف الشندغة المفتوح، الذي يشمل 17 متحفاً في عدد من البيوت، الى جانب المعارض الفنية والمطاعم التراثية التي ستجاور المتاحف وغايتها تقديم تاريخ دبي وتراثها من جهة، وتوثيق المنطقة وترميمها من جهة أخرى».
ولفت المهيري إلى أن المنطقة مفتوحة للمشاريع التراثية بكل أشكالها بما في ذلك الحرف التقليدية، والتاريخ المصور والمكتوب، وستتوزع كل هذه المشاريع على البيوت القديمة، موضحاً أن بيت الخور يعرف الناس قيمة الخور بالنسبة لدبي، حيث تأسست دبي حوله، كما أنه كان سبب المعيشة لهذه المدينة. وأكد المرشد الثقافي أن بيت الخور يعرف الناس بأهمية الخور على مر التاريخ، ويبين أهميته في الخليج منذ آلاف السنين، حيث كانت تمر القوافل التجارية عبر أرض دبي، وعبر الخور الذي اتُخِذ كميناء، وتم الاستدلال عليه من خلال المكتشفات في مناطق مختلفة في دبي، فهناك آثار تعود لبلاد الرافدين، وبلاد السند، وآثار فرعونية، ما يؤكد مرور كل هذه الحضارات القديمة.
وأكد المهيري أنه من خلال الاكتشافات البحرية، تبين مرور الحضارات، وكيف اتخذوا من الخور ميناء وممراً للسفن، مبيناً أن دبي عرفت النشاط التجاري منذ القرن الـ15 من خلال تاجر صقلي اسمه بالبي، وتعد هذه القصة من أقدم القصص التي تذكر مدينة دبي.
مراحل
وبالحديث عن تطور الخور أكد المهيري أنه تطور عبر مراحل بدءاً من رحلات الغوص من وإلى دبي، ثم تعميق الخور على مرحلتين في الخمسينات والستينات، إذ كانت الكثير من السفن تمر ولا تستطيع الدخول بسبب صعوبة المجرى والرياح الشمالية، وبعدها تم إنشاء مناطق جديدة على أطراف الخور، حيث ارتفع الطلب على دبي كوجهة تجارية فتم إنشاء ميناء راشد الذي تبلورت فكرته عام 1969 وتم الانتهاء من العمل فيه 1971، وافتتح رسمياً عام 1974. ولاستمرار زيادة الطلب أتى تأسيس ميناء جبل علي، فكانت دبي السكن والتجارة، وكل ما يتعلق بالحياة اليومية يتمركز في الخور.
وأوضح المهيري أن زيارة المتحف تعرف الزوار بالمكتشفات في أول غرفة، والتي تضم مكتشفات كثيرة منها ما يعود للحضارة الفرعونية، إضافة الى الأحجار التي لم تكن موجودة إلا في بلاد السند، وهناك تعويذات وقلائد تعبر عن المعتقدات الغريبة والتي كانت سائدة في تلك الفترة.
14 معلماً
في غرفة أخرى نرى كيف تطورت دبي عبر معالمها، حيث تم إحصاء 14 معلماً ساهمت كثيراً في تطور دبي، منها بلدية دبي، وتعميق الخور، وجسر آل مكتوم، ونفق الشندغة، وميناء راشد، وغيرها، فهي كانت اللبنة الأولى لتأسيس مدينة دبي، وقد وضعت بمجسمات يمكن من خلال تصويب الكاميرات إليها العودة الى شكلها الأولي في الماضي. ولفت إلى أنهم اختاروا أيضاً مستشفى آل مكتوم من ضمن المعالم، لأنه المستشفى الأول في دبي، إذ كانوا يُجبرون على السير 500 كلم للوصول إلى مسقط للعلاج، كما أن المغفور له الشيخ مكتوم بن حشر آل مكتوم، وهو والد جد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، ذهب للعلاج في مسقط، وأثناء عودته توفي ودفن هناك.
مدارك فكرية
وعن ثقافة المتاحف، وتواجدها في الإمارات، نوه المهيري بوجود فئة كبيرة تتجه للمتاحف، ليس فقط للزيارة بل أيضاً بهدف توسيع المدارك الفكرية ومعايشة التاريخ نفسه، حيث يأتون من جمعيات رسامين، وكذلك لعقد الاجتماعات، فأصبح المتحف جزءاً من المجتمع نفسه، إذ بات يوحي بإلهام الكثير من الفنون، فالمتحف مرتبط بالواقع الفني في دبي. وأكد على أن التاريخ والتراث جزء من الثقافة، ومن زيارة المتحف نتعرف إلى الثقافة والحرف، خصوصاً أنه يعرض فناً يرتبط بالتاريخ، فالصور والوثائق تدخل في إطار الفنون التاريخية، مشيراً إلى وجود الكثير من الخيال في الأفلام التي تحمل مخيلات من الصور القديمة، وهذا يجمع بين التكنولوجيا والرسم واستنباط المعلومات من الصور، حيث يتم عرض القصة ودبي قبل 200 سنة في فيلم مدته 12 دقيقة.
أسعار خاصة للطلاب
أكد المرشد الثقافي راشد المهيري، أن المتحف يقدم جولات خاصة لطلاب المدارس بأسعار خاصة، حيث يتم تنظيم جولات تعريفية لتقديم تاريخ دبي بشكل يقرب هذه القصص الى أذهانهم بدلاً من الدروس الجامدة. ولفت الى أن المدارس الفرنسية تعتمد اختبار الطلاب بشكل تفاعلي في المتحف بدلاً من امتحان الطلبة بهذه المواد عن طريق الأسئلة والأجوبة في الصف.
- أحجار لم تكن موجودة إلا في بلاد السند وتعويذات وقلائد تعبر عن معتقدات غريبة كانت سائدة.
- دبي عرفت النشاط التجاري منذ القرن الـ15 من خلال تاجر صقلي اسمه بالبي، وهذه من أقدم القصص التي تذكر مدينة دبي.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news