35 لوحة تستكشف فرنسا بتقنية «إي موشن»
لم تترك التكنولوجيا الحديثة مجالاً إلا وتركت بصماتها عليه، بما في ذلك الفنون، وهو ما عكسه معرض «فرانس إي موشن - الرحلة المتحركة»، الذي يكشف عما يمكن أن تضيفه التقنيات الحديثة إلى الفنون من أبعاد مختلفة، وقدرة على التعبير بوسائل مختلفة أكثر تفاعلية مع المتلقي الذي ينتقل من جهة المشاهدة السلبية ليصبح جزءاً من اللوحة، وعاملاً محركاً لما تتضمنه من معلومات.
يمثل المعرض، الذي افتتح مساء أول من أمس في مقر الرابطة الثقافية الفرنسية بأبوظبي، تجربة فنية تجمع بين التصوير الفوتوغرافي والرسوم المُتحركة الرقمية، إذ يتعين على الزائر أن يستعين بتطبيق إلكتروني على الهاتف المتحرك ابتكره الفنانان الفرنسيان جولي تشينغ وتوماس بونز، وعند وضع الهاتف أمام اللوحة، تظهر شخصية كرتونية كأنها جزء من اللوحة، وتتحرك من لوحة لأخرى لتضفي على الصورة الجامدة ليس فقط الحيوية والحياة، إذ تمنحها أبعاداً مختلفة، وبدلاً من أن تقتصر الصورة على كونها توثيقاً لموقع أثري أو تاريخي، تتحول بفضل الشخصية الكرتونية إلى مشهد من الحياة اليومية يتداخل فيه الماضي مع الحاضر، فتضيف للصورة صوتاً حيناً أو تغير الإضاءة والتوقيت حيناً آخر فتشرق الشمس على اللوحة رغم أنها في الأصل لقطة ليلية، أو يتحرك البشر أو حتى الأشياء الجامدة في بعض اللوحات.
مواقع مختلفة
ويستمر المعرض، الذي يأتي تنظيمه بالتعاون بين المعهد الفرنسي و«أتوت فرانس» الوكالة الفرنسية لتطوير السياحة، ومُنسق المعارض مورييل إنجالران، حتى 24 أكتوبر المقبل. ويضم 35 لوحة موزعة على ثلاثة أقسام، هي: صور فوتوغرافية لأربعة مصورين دوليين من أربع دول، هي: أميركا وإسبانيا وبنين والبرازيل، تعرض مواقع ثقافية وتاريخية من مختلف أنحاء فرنسا، وتدعو الزائر لاكتشاف هذه المواقع، والتعرف من خلالها لتاريخ فرنسا وتراثها وملامح من الحياة فيها، وحتى هؤلاء الذين عرفوا هذه الأمكنة على الطبيعة، تتيح لهم اللوحات فرصة إعادة اكتشافها من خلال ما تضيفه الشخصية الكرتونية من أبعاد فلسفية ولمسات إنسانية.
من جهته، قال رئيس الرابطة الفرنسية في أبوظبي، سلطان الحجي، إن معرض «فرانس إي موشن - الرحلة المتحركة» يعد الأول من نوعه في الإمارات ومنطقة الخليج، إذ يستثمر تقنية الواقع الافتراضي للتعريف بفرنسا وثقافتها وتاريخها وتراثها، مشيراً إلى حرص الرابطة على تقديم أعمال وفعاليات مختلفة تستفيد من التقنيات الحديثة في فرنسا، مثل المتحف الافتراضي الذي يعد أول معرض افتراضي في الخليج، ويوجد في عدد من الدول حول العالم من بينها مصر وفرنسا، ويتيح للمشاهد التعرف إلى جميع متاحف فرنسا عبر عرض صور رقمية لأهم القطع الفنية المعروضة في المتاحف الفرنسية، بهدف نشر الثقافة الفنية بين الجمهور من مختلف الأعمار.
تفاصيل
ووصف الحجي، خلال افتتاح المعرض، استخدام التقنيات الحديثة في الفن بالأمر الإيجابي، «لما تضيفه هذه التقنيات من أبعاد جديدة للعمل الفني، فمن خلال المتحف الرقمي يمكن اكتشاف تفاصيل في الأعمال الفنية الشهيرة لم تكن معروفة للجمهور من قبل، فعلى سبيل المثال قطاع كبير من الجمهور يعرف لوحة الموناليزا، لكن من خلال العرض الرقمي يمكن مشاهدة أشياء جديدة ليس من السهل اكتشافها عند رؤية اللوحة في متحف اللوفر عن بُعْد، مثل أنها ترتدي ما يشبه الحجاب، وأن على إحدى يديها تقف ذبابة، أو أن في الخلفية يظهر مركب، لكن مع العرض الرقمي على شاشة كبيرة تظهر هذه التفاصيل بوضوح»، لافتاً إلى أن هذه الطريقة لعرض الأعمال الفنية يمكن أن تشكل حافزاً للمتلقي، لمشاهدة الأعمال الفنية بنظرة مختلفة.
وتطرق الحجي إلى الفعاليات المقبلة ضمن الموسم الجديد للرابطة الفرنسية في أبوظبي؛ والتي تتضمن عدداً من الأنشطة الفنية التي تركز بشكل خاص على الفنانين الإماراتيين، أما الحدث الأبرز فيتمثل في الحفل السنوي للرابطة، في نوفمبر المقبل بمناسبة مرور 45 سنة على إنشائها في الإمارات، إذ يعود تاريخ تأسيسها إلى عام 1974، وسيتضمن الحفل عرضاً لأبرز إنجازات الرابطة، كما يتضمن الموسم فعاليات أخرى بمناسبة عام التسامح.
تفاعل
قال مدير عام الرابطة الفرنسية بأبوظبي، محمد بلدجودي، إن معرض «فرانس إي موشن - الرحلة المتحركة» يلقي بالضوء على أكثر من 35 موقعاً تاريخياً وتراثياً في فرنسا، عبر 35 صورة، مشيراً إلى أن التقنية المستخدمة في المعرض «إي موشن» تساعد المتلقي على أن يرى الصور من زاوية مختلفة ذات أبعاد فلسفية أكثر عمقاً، كما يحفّز الخيال على التفاعل مع الصورة، بما يجعل المشاهد كأنه جزء من اللوحة، أو يوجد في المكان أو الحدث.
24
أكتوبر المقبل، موعد اختتام المعرض في الرابطة الفرنسية.