فنان إماراتي شاب اختاره «كلباء للمسرحيات القصيرة» شخصية المهرجان
حميد فارس: تكريمي لحظة تقدير لا تُوصف
فارس مسرحي إماراتي، تميز بعطائه الفني الذي شهدته خشبات مسارح الدولة، استطاع خلال عقد كامل وضع بصماته الفنية في عالم التمثيل والكتابة المسرحية، هو الفنان الشاب حميد فارس الذي احتفى به «مهرجان كلباء للمسرحيات القصيرة» خلال فعاليات دورته الثامنة هذا العام، ومنحه لقب «شخصية العام للمهرجان». فارس عبر عن سعادته بحصوله على لقب شخصية العام لمهرجان كلباء للمسرحيات القصيرة لهذا العام، قائلاً: «هذا الاختيار بمثابة تشريف لي كما هو تكليف يلقي على عاتقي مسؤولية أكبر في أعمالي التالية»، مؤكداً أن توقيت اختياره ليكرم، وسط زخم من الحراك الشبابي، وانضمام موجة جديدة من الجيل الصاعد للمسرح في الإمارات، يمثل لحظة تقدير لا توصف بالنسبة له، خصوصاً أن الساحة المسرحية تزخر بالوجوه الموهوبة، ذات الإمكانات والقدرات الابداعية التي تستحق الإشادة والتكريم.
وأوضح فارس أن الاحتفاء دائماً هو إشارة وتنبيه للعاملين في القطاع المسرحي بمسؤولية مضاعفة الجهود المسرحية، سواء على مستوى الاهتمام برسالة المسرح المرتبطة بالحالة الاجتماعية ومتغيراتها في المجتمعات، أو بالأداء الفني كونه الأسلوب التعبيري نحو تلك القضايا والأسئلة المستمرة في حياتنا، وتفاصيل حكاياتنا المحلية وامتداداتها الإنسانية والعالمية.
أهمية المهرجان
فارس أشار إلى أن «المهرجان نجح في ترسيخ مكانته في الإمارات وعموم الدول العربية على مدار ثماني دورات متتالية، وأصبح حدثاً سنوياً ينتظره كل من يعمل في الفن المسرحي من مختلف الأقطار العربية، حيث يستقطب نخبة من الممثلين والمخرجين والنقاد المحترفين كل عام»، مشدداً على «أهمية المهرجان في صقل مواهب المخرجين والممثلين الشباب، وغيرهم من العاملين في عناصر العرض المسرحي، عبر الاحتكاك مع رواد المسرح المخضرمين، كما يتيح لهم فرصاً مُثلى لاستعراض مواهبهم وأفكارهم».
المصادفة كانت البداية
عن بدايته في عالم «أبوالفنون»، قال فارس إن دخوله لهذا العالم، حدث مصادفة عندما شارك في مسرحية من إخراج دفع الله البشير (1990)، كان جاء إلى بروفاتها برفقة شقيقه، لكنهم طلبوا منه المشاركة في دور طفل، وكان عنوان المسرحية «سكة طويلة»، مضيفاً أنه واصل عقب ذلك المشاركة في بعض العروض الكوميدية القصيرة «الاسكتشات» التي كانت تقدم في احتفالات العيد. وأضاف فارس أنه استفاد كثيراً من تلك التجارب الأولية المرتجلة والمحدودة الأثر، ومن ثم انتقل إلى المجال المسرحي العام، وشارك أول مرة بمهرجان مسرح الطفل وكان ذلك سنة 2008، فرآه المخرج حسن رجب في العرض وطلب من الفرقة التي كان يعد لإخراج عمل مسرحي باسمها أن تستدعيه للبروفة وقد كان، وعندما ذهب عهد إليه بشخصية قفة في مسرحية «علي جناح التبريزي». وأكمل أنه وبعدها بسنة واحدة دعاه رجب للمشاركة في مسرحية أخرى بعنوان «سمنهرور»، ثم «حرم معالي الوزير»، وكانت فترة غنية بالنسبة له، خاض خلالها العديد من التجارب مع المخرج حسن رجب في مجال التمثيل.
من التمثيل إلى الكتابة
حول توجهه إلى الكتابة المسرحية، ذكر فارس أنه توجه في عام 2008 للكتابة المسرحية عندما عمد إلى كتابة نص لمهرجان دبي للمسرح الشبابي، ولكن ما حصل بعد تقديم العمل كان صادماً بالنسبة له عندما انتقده أحد النقاد المسرحيين الحاضرين، طالباً منه التركيز في التمثيل وترك التأليف نهائياً.
واستطرد: «توقفتُ لمدة عامين عن الكتابة واجتهدت حتى أعرف أين الخلل في ما كتبته، ثم عدت وكتبت مسرحيتين (زلة عمر) و(العاصفة)، ففزت بجائزة التأليف عن المهرجان»، مؤكداً أن هذا النقد وضعه على الطريق الصحيح في عالم الكتابة المسرحية.
الكتابة لمسرح الطفل
فارس أضاف أنه يحاول خلال تجربته الكتابية في المسرح أن يقفز على الزمان وربما المكان كي يكون حراً في معالجة القضايا الإجتماعية دون حرج، لذلك يعود أحياناً إلى الخمسينات أو الستينات من القرن الماضي في بعض المسرحيات، وربما يوحي بأن مسرح الأحداث يدور في مكان غير معروف، موضحاً أنه خاض غمار الكتابة أيضاً في مسرح الطفل، حيث كتب نصين قدّما في مهرجان الإمارات لمسرح الطفل قي دورتيه الثانية عشرة 2016 والثالثة عشرة 2017 بمسرحيتي «مغامرة كتاب» التي نالت جائزة أفضل عرض في المهرجان، وكذلك مسرحية «منصور وفراشة الأميرال» التي حصدت العديد من الجوائز.
المشروعات الفنية
عن المشروعات الفنية التي يستعد لتقديمها الفترة المقبلة يكشف فارس أنه مستمر في عملية التأليف، حيث قدم أخيراً نص «المنطاد الطائر» الذي قدم في إمارة رأس الخيمة خلال أيام عيد الأضحى، ويستعد لتقديمه لمهرجان الإمارات لمسرح الطفل لهذا العام، إلى جانب مشاركته الدائمة على مدى سنتين في الكتابة لأوبريت ملحمي ووطني يقدم في المنطقة الشرقية بالشارقة، موضحاً أن مشاركته في الأوبريت تتيح له فرصة الاطلاع على ماضي وحاضر الإمارات، ووصف أبعاد نهضتها، «الأمر الذي له تأثير عميق في تشكيل وعي الناس في الترابط والتقارب والالتقاء».
سيرة فنان
ولد الفنان حميد فارس في إمارة الفجيرة عام 1977، وشارك في العديد من الأعمال المسرحية كممثل، ومنها «علي جناح التبريزي وتابعه قفة»، «حرم معالي الوزير»، «عندما تتنفس الصخور»، «عائلة خمس نجوم»، بالإضافة الى مسرحيات «السلوقي» و«كشتة» و«التريلا» و«أوركسترا».
وكتب العديد من النصوص شاركت في أيام الشارقة المسرحية، ومنها «طوفان» و«حرب السوس» و«صينية الشقور».
كما شارك بمجموعة من النصوص المسرحية بمهرجان دبي لمسرح الشباب.
كما شارك فارس كممثل في العديد من الأعمال التلفزيونية، ومنها «ريح الشمال»، «ديمة» «جيران» و«القياضة»، بجانب الأوبريتات التي قدمها في الاحتفالات الرسمية والشعبية، وأبرزها «أوبريت القفال» و«الحصن» و«الرعود» و«الونين».
• «هذا الاختيار بمثابة تشريف لي كما هو تكليف يلقي على عاتقي مسؤولية أكبر في أعمالي التالية».
• «المهرجان نجح في ترسيخ مكانته في الإمارات والدول العربية على مدار ثماني دورات».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news