«بيغ باد وولف».. نسخة ثانية بـ 3 ملايين كتاب في دبي
أكدت سمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة هيئة الثقافة والفنون في دبي، أن استقطاب الفعاليات العالمية يعزز مكانة دبي كعاصمة ثقافية، تجتمع فيها إبداعات العالم الفكرية، ويدعم نهجها في تشجيع الحوار بين المبدعين في مختلف مجالات الفكر والثقافة، مع فتح المجال أمام الجمهور للمشاركة والاستفادة من هذا الكم الكبير من نتاج الفكر الإنساني، الذي قلما يجتمع في مكان واحد.
اقتصاد المعرفة
لطيفة بنت محمد: - «استقطاب الفعاليات العالمية يعزز مكانة دبي كعاصمة ثقافية، تجتمع فيها إبداعات العالم الفكرية». - «نثمّن المبادرات والفعاليات الداعمة، والساعية إلى تعزيز مكانة الإمارة كمركز عالمي للثقافة». - «نتطلع إلى تأسيس مجتمع معرفي متسلّح بالمعرفة، يسهم في الحفاظ على مكتسباتنا الوطنية». |
ونوّهت سموها بأن ترسيخ مكانة دبي كعاصمة ثقافية عالمية، يرتبط ارتباطاً وثيقاً بتطوير اقتصاد قائم على المعرفة، يواكب النهضة التي تشهدها الإمارة في مختلف المجالات، مشيرةً إلى أن استضافة الفعاليات العالمية، ومنها معارض الكتب، تتماشى مع أهداف حكومة دبي، وتدعم رؤية دبي الثقافية الجديدة، وقالت سموها إن «استضافة أهم الفعاليات الفكرية والإبداعية العالمية تسهم في تحقيق رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، نحو إيجاد جيل مثقف قادر على تشكيل ملامح المستقبل، وحرص سموه على ترسيخ قيمة القراءة، لاسيما بين النشء والشباب، ونتطلع من خلال مثل هذه الفعاليات إلى تأسيس مجتمع معرفي متسلّح بالمعرفة، يسهم في الحفاظ على مكتسباتنا الوطنية، ويشارك في وضع لبنات غدٍ واعد حافل بالفرص، يقدم نموذجاً حضارياً يحتذى».
جاء ذلك خلال افتتاح سموها معرض «بيغ باد وولف» للكتب في مدينة دبي للاستوديوهات، الذي يعتبر أحد أكبر معارض العالم للكتب، وإحدى أهم الفعاليات على الأجندة الثقافية لإمارة دبي، بما يحويه من إنتاجات أدبية ومعرفية لأهم الكتاب والمفكرين حول العالم، ويحملها أكثر من ثلاثة ملايين كتاب، سيتم عرضها في هذه الدورة التي ستستمر أعمالها حتى 20 أكتوبر الجاري، وتغطي مختلف المجالات الفكرية والحياتية، ما يواكب أهداف رؤية دبي الثقافية الجديدة الساعية لتعزيز مكانة الإمارة كمركز عالمي للثقافة، وحاضنة للإبداع وملتقى للمواهب، وملتقى فكري يجمع الأدباء والكُتَّاب والمفكّرين والباحثين من مختلف الثقافات والجنسيات.
ثراء نوعي
وأشارت سمو رئيسة هيئة الثقافة والفنون في دبي إلى الثراء النوعي الذي يمتاز به معرض بيغ باد وولف، لافتةً إلى أن مثل هذه الفعاليات تحظى بأهمية بالغة باعتبارها رافداً من روافد تحقيق أهداف الاستراتيجية الوطنية للقراءة، التي أقرها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، ومؤكدةً دورها الفاعل في استقطاب محبي القراءة والاطلاع، وإسهامها في التحفيز على تقديم محتوى متميز ومفيد، وكذلك تشجيع أنشطة النشر، ودعم وتحفيز الناشرين والكُتَّاب والأدباء على زيادة إنتاجهم الفكري والاهتمام برفع مستوى جودته.
وأضافت سموها: «معارض الكتب تمثل مناسبة مثالية للقاء المبدعين والشغوفين بالمعرفة على تنوع خلفياتهم الثقافية، ما يعزز قيمة تلك الفعاليات كمنصة للتبادل الثقافي وحافز لإقامة حوار راقٍ بين المبدعين والمثقفين بما تحفل به المعارض من تنوع في الإصدارات التي تضمها، وكذلك ما تشمله من جلسات نقاشية تُكسب زوارها تجارب معرفية متنوعة، لتتحول معارض الكتب إلى جسور تخدم في توثيق التقارب الفكري والحضاري بين مختلف الثقافات».
محتوى عربي
ويعدُّ معرض «بيغ باد وولف» أكبر معارض العالم للكتب ذات الأسعار المخفضة، ويشمل كماً ضخماً من الكتب يزيد في هذه الدورة على ثلاثة ملايين كتاب، تغطي العديد من الموضوعات في مجالات الآداب والعلوم وكتب الأطفال، في حين ستشهد هذه الدورة، وهي الثانية للمعرض العالمي في دبي، زيادة كبيرة في نسبة المحتوى العربي، بإضافة نحو نصف مليون كتاب، ويتوقع أن تحظى هذه النسخة من المعرض بإقبال غير مسبوق، في ضوء النجاح الكبير الذي حققته النسخة الأولى، وشهدت حضور أكثر من 150 ألف زائر من عشاق القراءة والمعرفة.
ويضم المعرض أعمال مجموعة من كبار الكُتَّاب العالميين، فضلاً عن الكتب المتخصصة في مجالات التربية وإعداد النشء، والتاريخ والرياضة، والتصميم، وكلاسيكيات أدب الأطفال العالمية. ويمكن للزوار الحصول على نسب خصومات أعلى، من خلال التسجيل على الموقع الإلكتروني الخاص بالمعرض، ومن خلال مكتب التسجيل في مقره بمدينة دبي للاستوديوهات.
25 مدينة
على مستوى العالم، يطوف «بيغ باد وولف» أكثر من 25 مدينة، يعرض أكثر من 25 مليون كتاب، ويقدر عدد زواره سنوياً، في مختلف المدن التي يزورها، بأكثر من ثلاثة ملايين زائر. ويتميز المعرض بترحيبه بالزوار على مدار الساعة، حيث لا يغلق أبوابه على مدى 24 ساعة متواصلة وحتى ختامه. ويقدم المعرض خصومات ضخمة على الكتب، تعتبر الأعلى عالمياً، إذ تصل أحياناً إلى 80% من سعر الكتاب الأصلي، سعياً إلى تحقيق أهدافه الرامية إلى التشجيع على القراءة حول العالم، وتحفيز الشباب على اقتناء الكتب، والتعرف إلى أفكار كُتَّاب جدد وأصناف أدبية ومعرفية متعددة.
جسور الحوار
يذكر أن «دبي للثقافة» ملتزمة بإثراء المشهد الثقافي لإمارة دبي، انطلاقاً من تراث دولة الإمارات العربية المتحدة، وتعمل على مد جسور الحوار البنّاء بين مختلف الحضارات والثقافات، لتعزيز مكانة دبي كمدينة عالمية خلاقة ومستدامة للثقافة والتراث والفنون والآداب، وتمكين هذه القطاعات، وتطوير المشروعات والمبادرات الإبداعية والمبتكرة، محلياً وإقليمياً وعالمياً.