دبي تتوّج أبطال «تحدي القراءة» على أنغام «الأرض ستبقى عربية»
في حفل تحتضنه أوبرا دبي بعد غدٍ، يحتفي العالم العربي بتتويج بطل الدورة الرابعة من «تحدي القراءة العربي»، وإعلان الفائزين بلقب المدرسة المميزة والمشرف المتميز.
ويشهد الحفل الختامي، الذي سيحضره أكثر من 3000 من المسؤولين، وأعضاء الوفود المشاركة من جميع أنحاء العالم، إطلاق عملٍ فني عربي جديد بصوت الفنانة ماجدة الرومي، ليكون رسالة أمل وعلم إلى كل العالم العربي.
والأغنية التي أنتجت خصيصاً لهذا الغرض من كلمات الشاعر المصري مدحت العدل، صاحب العديد من الإنتاجات الفنية العربية، من أبرزها «أوبريت الحلم العربي»، الذي يعد من أشهر الأغاني الوطنية العربية.
والأغنية الجديدة، التي ستشدو بها النجمة اللبنانية من ألحان وتوزيع الموسيقار ميشال فاضل، الذي يعد أحد أشهر الموسيقيين اللبنانيين، وعازف البيانو في فرقة الفنانة فيروز، وصاحب البصمة في الكثير من الأعمال المتميزة لمجموعة من أهم الفنانين العرب. وتبلغ مدة الأغنية، التي تحمل عنوان «الأرض ستبقى عربية» سبع دقائق، وتسلط الضوء على آمال العالم العربي، وتطلعات الجيل الجديد لغدٍ أفضل. وسجلت الأغنية في ثلاث دول بمشاركة أوركسترا كييف، بقيادة المايسترو وعازف التشيللو الشهير دميتري يابلونسكي، والتي تضمّ كوكبة من أبرز الموسيقيين الأوكرانيين الحائزين جوائز عالمية، وأخرجت الأغنية المخرجة إنجي جمال، صاحبة البصمة في الكثير من الأعمال الفنية المصورة المتميزة لمجموعة من أهم الأسماء العربية المعروفة.
وتمثل الأغنية، التي تتضمنها الاحتفالية الختامية لتحدي القراءة العربي، رسالة أمل إلى العالم بصفة عامة، والشباب العربي بصفة خاصة. فالرسالة التي تحملها هذه الأغنية ذات معانٍ قوية ستجعلها خالدة للأجيال المقبلة.
رسالة.. هدف واحد
قالت ماجدة الرومي، بمناسبة إطلاق الأغنية: إن «الفن هو اللغة المشتركة بين شعوب العالم، ومن خلال هذا العمل الغنائي، الذي يكتسب طابعاً عربياً بمواصفات عالمية، مع مشاركة أوركسترا كييف، نهدف إلى أن نترجم المشهد الحضاري للشباب العربي، وهم يتنافسون في ميادين الثقافة والمعرفة والعلوم، وتحويله إلى رسالة عالمية تؤكد أن المستقبل العربي يحمل العديد من الفرص لتجاوز العقبات، وتحقيق الإنجازات للمجتمعات العربية والأجيال الصاعدة. فمن خلال هذه الأغنية نعبر عن طموح وآمال الشباب العربي الواعد».
وأضافت: «أؤمن بأن الوطن العربي غني بالمؤهلات الطبيعية والبشرية التي تعكس جمال وطننا العربي من المحيط إلى الخليج، كما أن الأجيال الصاعدة تزخر بالمواهب الفذة في شتى الميادين، والتي يجب أن تسخر لخدمة أوطاننا، فهم أمل المستقبل»، معربةً عن سعادتها بالمشاركة في احتفالية تحدي القراءة العربي، التي أسهمت في خلق حراك ثقافي ومعرفي غير مسبوق في أوساط النشء والشباب العرب داخل الوطن العربي وخارجه.
نشر الإيجابية
من ناحيته، قال الشاعر مدحت العدل، الذي كتب كلمات الأغنية: «فخور جداً بهذا العمل الغنائي لما يمثله من آمال منشودة لشبابنا العربي. وما يزيدني فخراً هو أن هذه الأغنية ستنطلق للمرة الأولى خلال الاحتفالية الختامية لأكبر مشروع معرفي وثقافي عربي، تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي».
وأوضح أن «هذا العمل الفني يعكس تماماً أهداف مبادرة تحدي القراءة العربي، الهادف إلى نشر الأمل والإيجابية في تكوين جيل من المتميزين والمبدعين، وتعزيز الحس الوطني والشعور بالانتماء إلى العالم العربي وثقافته ولغته وهويته». من جهته، عبر الملحن والموزع الموسيقي ميشال فاضل عن سعادته بإطلاق أغنية «الأرض ستبقى عربية»، خلال الحفل الختامي لمبادرة تحدي القراءة العربي. وقال إن «الموسيقى خير سفير بين الثقافات، إذ تتخطى حواجز اللغة لتعزيز التفاهم بين الشعوب، وهذا ما يؤكد أهمية الفنون في تقارب الشعوب. ونحن كفريق عمل الأغنية أردنا أن تكون رسالتنا هادفة وبناءة من خلال التكامل بين الكلمات واللحن والأداء، لنعكس آمال وطننا العربي. فرسالتنا ذات بعد عالمي، لذلك اهتممنا بعناية بكل تفاصيل الأغنية لتكون رسالة واضحة وإيجابية، تسافر عبر الأزمان وتبقى خالدة ولا تذبل».
مواهب
تُبث الاحتفالية الختامية لتحدي القراءة العربي بعد غدٍ، بدايةً من الساعة 12 ظهراً على الهواء مباشرة عبر شاشة MBC، ويقدمها كلٌّ من المذيعة شهد بلان، والإعلامي أحمد اليماحي. ويجري خلال الحفل اختيار بطل تحدي القراءة العربي من الأبطال الخمسة الذين كانوا قد تمكنوا من الوصول إلى المرحلة قبل النهائية للتصفيات بعد منافسات قوية شملت الأبطال الـ16 المتوجين باللقب في 14 بلداً عربياً، وهي المنافسات التي كان ملايين المشاهدين العرب قد تابعوها من خلال سبع حلقات أسبوعية مسجلة لبرنامج تحدي القراءة العربي التلفزيوني جرى بثها عبر شاشة MBC. كما سيعلن خلال الحفل اسم المدرسة المتميزة من بين المدارس الثلاث التي وصلت إلى التصفيات النهائية، وأيضاً سيشهد الحفل إعلان الفائز بلقب «المشرف المتميز» للنسخة الرابعة من تحدي القراءة العربي. وكانت التصفيات قبل النهائية التي دارت بين الأبطال الـ16 المتوجين باللقب في بلدانهم، أسفرت عن تأهل خمسة أبطال للتنافس على اللقب في الحلقة الثامنة والأخيرة في رحلة التتويج بلقب بطل تحدي القراءة العربي. وهم: البطلة هديل أنور (السودان)، والبطلة جمانة المالكي (السعودية)، والبطلة فاطمة الزهراء أخيار (المغرب)، والبطلة آية بوتريعة (تونس)، والبطل عبدالعزيز الخالدي (الكويت). وتمكن تحدي القراءة العربي، عبر دوراته الأربع، من توسيع نطاق تأثيره؛ ما انعكس إيجابياً على زيادة أعداد المشاركين ووصولهم إلى 30 مليون طالب وطالبة. وتمكن تحدي القراءة العربي من تحقيق قفزات نوعية واضحة، في أعداد المشاركين به، ففي الوقت الذي شهدت فيه الدورة الأولى مشاركة نحو ثلاثة ملايين ونصف المليون طالب من مختلف الدول العربية، قفز هذا الرقم في الدورة الرابعة ليتجاوز أكثر من 13.5 مليوناً من 49 دولة. وكانت مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، التي تنضوي تحت مظلتها مبادرة تحدي القراءة العربي، قد قررت تحويل التصفيات النهائية لبرنامج تحدي القراءة العربي لعام 2019، إلى برنامج تلفزيوني من فئة برامج الواقع، يظهر القدرات المعرفية الكبيرة للطلاب، ويصنع منهم نماذج شبابية ملهمة في الوطن العربي.
أهداف
تتمثل رسالة «تحدي القراءة العربي» في إحداث نهضة قرائية، عبر مشاركة ملايين الطلبة في مدارس وجامعات الوطن العربي، وأبناء الجاليات العربية في الدول الأجنبية، ومتعلمي اللغة العربية من غير الناطقين بها، لتمكينهم بالعلم والمعرفة والثقافة، لبناء مستقبل مزدهر لهم ولأوطانهم، والإسهام في مختلف مسارات التنمية بمجتمعاتهم وعالمهم.
وتتركز أهداف «تحدي القراءة العربي» في رفع مستوى الوعي بأهمية القراءة لدى كل الطلبة المشاركين على مستوى الوطن العربي والعالم، وتعزيز الثقافة العامة لديهم، وتطوير آليات الاستيعاب والتعبير عن الذات بلغة عربية سليمة، وتنمية مهارات التعلم الذاتي والتفكير الناقد والإبداعي.
إنجي جمال: أفضل منصة
قالت المخرجة إنجي جمال إن «الحفل الختامي لـ(تحدي القراءة)، هو أفضل منصة لإطلاق العمل الفني (الأرض ستبقى عربية)، لما تمثله من دلالات تعكس رسالة الأغنية عن الأمل، وتجاوز التحديات، وبناء مستقبل أفضل للأجيال الصاعدة. لقد حاولت من خلال الصورة أن أرسل رسالة تقدير وامتنان لدولة احتضنت أحلام جميع من عاش فيها، وعشته أنا شخصياً في الإمارات».
13.5
مليون طالب، من 49 دولة، شاركوا في النسخة الرابعة من «التحدي».