«متاحف على الطريق».. محاكاة متنقلة لمقتنيات أثرية وعلمية
نجحت مبادرة «متاحف على الطريق»، التي أطلقتها هيئة الشارقة للمتاحف في مطلع عام 2019، في استقطاب أكثر من 7000 طالب وطالبة بكل أنحاء الشارقة. وتُعد المبادرة الأولى من نوعها على مستوى المنطقة والشرق الأوسط، هي عبارة عن حافلة بسعة 47 راكباً، تم تحويلها إلى متحف متنقل.
استهدفت المبادرة في مرحلتها الأولى 4000 طالب وطالبة في 14 مدرسة حكومية في المناطق الوسطى والشرقية، بما فيها وادي الحلو، الفلي، الذيد، كلباء، خورفكان ودبا الحصن، وذلك بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم ومجلس الشارقة للتعليم وبدعم من شركة الشارقة للبيئة (بيئة).
وتسعى هيئة الشارقة للمتاحف خلال هذه المبادرة التي تأتي بدعم من شركة بيئة، إلى تعزيز قدرة طلبة المدارس، لا سيما المناطق البعيدة، لايصال محتويات متاحف الشارقة والتجارب الفريدة التي توفرها بطريقة ممتعة تمزج بين التعلم والترفيه.
وتهدف الهيئة عبر مبادرتها إلى توفير تجربة تعليمية فريدة من نوعها تساعد على تنمية الجانب الإبداعي التعبيري، إلى جانب مساهمة المقتنيات وورش العمل، في تحقيق جزء من أهدافها نحو تعزيز المهارات التعليمية والإبداعية لدى الطلاب بما يحفزهم على التفكير بطرق ابتكارية.
وأوضحت مدير عام هيئة الشارقة للمتاحف منال عطايا، أن المرحلة الأولى من مبادرة «متاحف على الطريق» ستكون للمدارس الحكومية، على أن يتم تعميمها على المدارس الخاصة والأجنبية في المرحلة الثانية.
وتابعت: «فكرة المبادرة انبثقت من إيمان هيئة الشارقة للمتاحف برؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، تجاه دور المتاحف التعليمي والتثقيفي، مؤكدة في الوقت ذاته أن المتاحف ماضية في استهداف شرائح المجتمع كافة، وتعزيز قدرتها على الوصول إلى كم المعرفة الذي تكتنزه مقتنياتها، والذي يلائم مختلف التطلعات بطرق مبتكرة».
وأضافت عطايا أن «المبادرة عبارة عن تصميم مجسمات مصغرة مشابهة لمجموعة مختارة من مقتنيات متاحف الشارقة، يتم عرضها على متن حافلة أشبه بمتحف تفاعلي على عجلات يجوب مختلف مناطق الدولة، وينمي مهارات التفكير الإبداعي لدى الطلبة، من خلال نماذج مختارة من مقتنيات المتاحف، التي ترمز إلى بعض جوانب الابتكار والإبداع في حياة الإنسان عبر العصور المختلفة، بما فيها المخترعات والأعمال الفنية ووسائل النقل والحلي ومكونات الطب الشعبي».
تعميم المبادرة
قال مدير إدارة تطوير المتاحف ناصر الدرمكي، إن «المبادرة نجحت في الوصول لأكثر من 7000 طالب وطالبة في أنحاء الشارقة كافة، ليحقق مشروع المتحف المتنقل الذي يعد الأول من نوعه في الشرق الأوسط نجاحاً كبيراً خلال عامه الأول»، مشيراً إلى أن «الهيئة تعتزم تعميم المبادرة ونقلها إلى بقية إمارات الدولة، بعد أن حطت رحالها في مناطق بعيده بإمارة الشارقة».
وذكر الدرمكي أنه «تم وضع خطة عمل تمتد لثلاثة أعوام مقبلة، بموجبها سيتم التوسع في نشاط الحافلة المتنقلة، وذلك في إطار تعزيز الابتكار والإبداع وهو ما يتوافق مع الرؤية المحلية والوطنية في مجال التعليم».