محمد بن زايد والسيسي يشهدان فعاليات مهرجان شرم الشيخ التراثي
ثمّن صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، اهتمام القيادة في جمهورية مصر العربية بالرياضات التراثية العربية، خصوصاً رياضات الهجن، بهدف تأصيل هذا الموروث العربي العريق وإبرازه في الثقافة العربية، مشيراً إلى أن سباقات الهجن تعدّ إحدى الرياضات التراثية العربية الأصيلة، التي حظيت باهتمام وحرص المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، على صونها والحفاظ عليها من الاندثار، فكانت نقلة نوعية في تثبيت رياضة الهجن الأصيلة في الموروث الوطني الأصيل.
جاء ذلك، لدى حضور صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ورئيس جمهورية مصر العربية الشقيقة، عبدالفتاح السيسي، فعاليات مهرجان شرم الشيخ التراثي، في مدينة شرم الشيخ المصرية، الذي يستمر حتى يوم 18 الجاري.
ونوّه سموّه بشعبية هذه الرياضة التراثية، وما تمثله من أصالة وإرث تاريخي للمنطقة العربية تتوارثه أجيالها على مر العصور، مؤكداً أن الرياضات التراثية تعدّ مكوناً رئيساً من مفردات الموروث الشعبي العربي بمختلف تفاصيله، وأهمية إتاحة الفرص للنشء لتعريفهم بها، والإسهام في المحافظة عليها واستدامتها.
وقام صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، والرئيس عبدالفتاح السيسي، بجولة في «القرية التراثية»، التي أقيمت لعرض التراث المشترك والعادات العربية الأصيلة، التي تجمع الشعبين الشقيقين، خصوصاً المأكولات الشعبية ونظام الحياة التقليدية، التي شملت مختلف أنواع «السدو والغزل والخزف» والحِرف اليدوية الأخرى، كما قدمت الفرق الشعبية لكلا البلدين مختلف الفنون التي تميز عراقة وأصالة تراث شعبيهما.
وأعرب الشيخ سلطان بن حمدان آل نهيان، مستشار صاحب السموّ رئيس الدولة، عن شكره وتقديره إلى صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، والرئيس عبدالفتاح السيسي، للاهتمام الذي يوليانه للمحافظة على الموروث العربي الأصيل بأشكاله كافة، والتعريف به وإبرازه، ليشكل رافداً غنياً للأجيال المقبلة، يرسخ لديهم اعتزازهم بهويتهم العربية وتاريخهم وثقافتهم، مشيراً إلى أن التراث بمكوناته المختلفة يعدّ ثروة للشعوب وجزءاً مهماً من تاريخها وثقافتها وحضارتها، تستمد منه عاداتها وتقاليدها وقيمها الأصيلة ويربط ماضيها بحاضرها.
ويعدّ المهرجان أحد الملتقيات التراثية التي تترجم قوة العلاقات، وتعكس التلاحم عبر التراث المادي والمعنوي، الذي يجمع بين البلدين الشقيقين، فيما شهد المهرجان إقامة المعرض الإماراتي - المصري التراثي، الذي يشمل قرية تراثية متكاملة تعرض صوراً متنوّعة من التراث، يقدمها أبناء الإمارات ومصر.
وبدأت فعاليات المهرجان بإزاحة الستار عن لوحة افتتاح مضمار شرم الشيخ الدولي للسباقات، بعدها عزف السلامان الوطنيان لدولة الإمارات العربية المتحدة، وجمهورية مصر العربية.
وانطلقت عروض الهجن، التي تضم مجموعة من الهجن نقلت خصيصاً من دولة الإمارات إلى مصر، التي بلغ عددها 84 برفقة الهجانة من أبناء الدولة، الذين يقودون مسيرة الهجن أمام المنصة الرئيسة، إضافة إلى تقديمهم فقرة «العرضة»، التي رفعوا معها أعلام البلدين، بجانب فقرات «الهجانة» للركوب والنزول من ظهر الهجن أثناء جريها، وغيرها من العروض المتميزة.
ثم أقيم على ميدان شرم الشيخ الدولي سباق خاص بالهجن المصرية، عبر شوطين خصص الأول «للقايا الأبكار والجعدان» لمسافة أربعة كيلومترات، والثاني «للزمول». وشهد السباق تنافساً كبيراً بين ملّاك الهجن والمضمّرين في محافظة جنوب سيناء والمحافظات القريبة التي يسعى من خلالها ملّاك الهجن إلى تحقيق إنجاز والفوز بالناموس.
وشملت الفعاليات الرئيسة مسيرة الهجن وركض العرضة اللتين تمثلان أحد أهم العروض التراثية الإماراتية، بوصفها رسالة من الماضي إلى الحاضر، كما قدم أبناء الإمارات عدداً من الاستعراضات المتنوّعة والمتميزة من وقوف على ظهر الهجن والركوب والنزول منها.