فنون حضرمية تتألق وسط القصائد على شاطئ الراحة
حفلت الأمسية السابعة من برنامج «شاعر المليون» في موسمه التاسع، الليلة قبل الماضية، على مسرح شاطئ الراحة، بقصائد محمّلة رسائل شعرية تعكس الوعي بالقضايا الوطنية والإنسانية، علاوة على لوحات من التراث اليمني، قدمتها فرقة حضرموت للفنون الشعبية.
واستُهلت الأمسية مع مقدمي البرنامج الإعلاميين أسمهان النقبي وحسين العامري، وإنشاد الأبيات الترحيبية من أغنية «العاصمة» للفنان حسين الجسمي، وكلمات جابر سيف القبيسي:
أبوظبي قبلة لكل المحبين واللي زارها ترضف عليه بدسمها
لي عاش فيها عاش عيشة سلاطين وحتى البعيد تمد له من كرمها
وضمن منافسات الأمسية السابعة من «شاعر المليون»، الذي تنظمه لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي، تألق الشعراء: برزان السحيم الشمري (العراق)، وحمد المويزري الرشيدي (الكويت)، وعبدالله مبارك الحمومي (اليمن)، وميثا الغافري (سلطنة عُمان)، ومطرب بن دحيم العتيبي، ونبيل بن عاجان (السعودية)، إذ تنافسوا في تقديم قصائدهم أمام أعضاء لجنة التحكيم.
وتضمنت الأمسية قصائد تسامح ردّدها الشعراء الستة، خلال دخولهم إلى مسرح شاطئ الراحة قبل إلقائهم أشعارهم المشاركة في المسابقة. كما تميزت الأمسية بالأداء المتميز والغناء الفولكلوري للفنان هشام محروس، برفقة فرقة حضرموت للفنون الشعبية، التي عرضت باقة فنية من التراث اليمني الأصيل.
موضوعات متنوّعة
الإطلالة الأولى في الأمسية كانت للمتسابق برزان السحيم الشمري، مع قصيدة أطلقت أبياتها صرخةَ اعتراض على التفرقة والفتن التي يرعاها أعداء العراق. وأثنى أعضاء لجنة التحكيم المؤلفة من: مدير أكاديمية الشعر في أبوظبي الباحث سلطان العميمي، والدكتور غسان الحسن، والشاعر حمد السعيد، على جمال موضوع قصيدة الشاعر العراقي وصراحة صاحبها.
وقدّم المتسابق الثاني حمد المويزري الرشيدي، قصيدة وصف من خلالها العلاقة بالأخت، وتعداد صفات الرجولة والشهامة والنبل في التعامل معها. واعتبر أعضاء لجنة التحكيم القصيدة متماسكة في بنائها وتسلسل أفكارها، ومتميزة بالتصوير الشعري الجميل. ورأى الدكتور غسان الحسن أنها قصيدة لا يقولها ولا يشعر بها إلا من استشعر وجود البنت في الأسرة، وأدرك كيف يعطيها حقها لتكون بؤرة الأسرة في ما تشيعه من حب، بأوصاف لا يمكن أن تكون إلا في الأنثى الأخت، في قصيدة رائعة الجمال.
ثالث نجوم الأمسية، كان عبدالله مبارك الحمومي، الذي حضر بقصيدة تصف مشاركة الشاعر ضمن مواسم متلاحقة لمسابقة «شاعر المليون»، في ترميز لمنافسة الشعراء وكأنها الحرب التي يخوضها المتسابق بأخلاق أهل اليمن، وعزم الرجال وتفاخرهم في خوض معارك الشرف والبطولة والعز، دفاعاً عن الأرض والعرض. وأشار أعضاء لجنة التحكيم إلى أن الشاعر لم يوفق في الربط بين اشتراكه في المسابقة وخوضه المعركة، مع ما سجلوه له من إلقاء ناري وحضور مسرحي حماسي جميل.
عبق التاريخ
أما المتسابق الرابع مطرب بن دحيم العتيبي، فقدّم قصيدة تفوح بعبق التاريخ، إهداءً إلى الإرث التاريخي لأمة العرب وأمجادها طوال 1400 سنة، التي رأت فيها لجنة التحكيم القصيدة المثقفة والتي يستعرض الشاعر من خلالها التفاصيل التاريخية والجغرافية والزمان والمكان بشاعرية واضحة لمبدع محترف، مع الإشارات الدالة على معرفة تخصصية في النحو واللغة، والافتخار والوعي والفكر الرفيع المستوى، بلغة تصور تاريخ الأمة العربية ومجدها الحضاري في المعارف والعلوم والآداب، في توظيف جميل بعيد عن جلد الذات، مع تركيز على الجانب المشرق، وتناول بوعي وفكر نادر.
وأطلت المتسابقة الخامسة ميثا الغافري، مع قصيدة اتخذت من وصف الأم ومكانتها في الأسرة موضوعاً وفكرةً، وصورت مكانة الأم وعطاءها ودورها في بناء الأسرة وحبها لأبنائها وزوجها وتضحياتها. وأبدى حمد السعيد إعجابه بحضور الشاعرة وقصيدتها وموضوعها الذي يصوّر شموخ المرأة وتفاني الأم.
أما المتسابق السادس نبيل بن عاجان، فتفرّد بقصيدته الوطنية وطرحه الواعي لموضوع وحدة أبناء المملكة العربية السعودية، وأبناء الأمة الإسلامية عامةً، ودعوته للم الشمل، التي اعتبرتها اللجنة قصيدة واعية ورائدة.
نتائج
أعلن في ختام الأمسية عن نتائج تصويت الجمهور وقرار لجنة التحكيم، إذ توزعت نتائج تصويت الجمهور: برزان الشمري 9%، وحمد الرشيدي 8%، وعبدالله الحمومي 44%، وميثا الغافري 29%، ومطرب العتيبي 8%، ونبيل بن عاجان 3%، بينما تأهل بنتيجة قرار لجنة التحكيم كل من: برزان الشمري بنتيجة 47/50، ومطرب العتيبي بنتيجة 47/50، فيما جاءت نتائج بقية الشعراء الذين يخضعون لتصويت الجمهور، من خلال موقع وتطبيق «شاعر المليون» طوال أسبوع كامل كالتالي: حمد الرشيدي بنتيجة 46/50، ميثا الغافري بنتيجة 46/50، نبيل بن عاجان بنتيجة 43/50، وعبدالله الحمومي بنتيجة 41/50.
ختام
يشارك في الأمسية الثامنة والأخيرة في المرحلة الأولى بـ«شاعر المليون»، يوم الثلاثاء المقبل، كل من: سلطان بن معتب الدوسري ومحمد البندر المطيري ومحمد الحمادي العتيبي (السعودية)، وعامر بن فواز العجمي (الكويت)، وعبدالله بن فهم (الإمارات)، ومحمد حمدان العنزي (الأردن).