مؤلف «صليب موسى»: المعلومات التي بُنيت عليها الرواية صحيحة
داخل دير سانت كاترين في جنوب سيناء، وفي إحدى ليالي الشتاء الثلجية، تحدث وفاة غامضة للراهب المسؤول عن مكتبة الدير ومخطوطاتها النادرة، ومع بدء التحقيق تتحول البقعة الدينية الهادئة إلى مسرح مطاردات، للوصول إلى أسباب الحادث، ومعرفة الجاني وأهدافه.
وقبل الانخراط في مغامرة مثيرة لكشف كواليس الحادث، يسطر المؤلف والشاعر والسيناريست المصري هيثم دبور جملة واحدة تكفي لإشعال شغف القارئ، وشحذ حواسه للتركيز في كل سطر قادم، ومعرفة سر «صليب موسى»: «المعلومات التي بُنيت عليها الرواية صحيحة.. الأسماء والشخصيات والأحداث والتفصيلات من خيال المؤلف، وأي تشابه محض مصادفة».
وتدور أحداث الرواية عقب الانتفاضة الشعبية في مصر عام 2011، حيث شهدت البلاد تغيرات وتحولات سياسية واجتماعية جذرية، ومن وفاة الراهب بافلوس تنطلق المغامرة، حيث يستدعي فريق التحقيق المصور الفوتوغرافي أحمد بهي، الذي تردد سابقاً على الدير، وجمعته صداقة بالراهب الراحل، للمساعدة في كشف تفاصيل الواقعة. يفلت بهي من قبضة المحققين بمساعدة روث، الباحثة في مركز أبحاث البيئة التابع لجامعة قناة السويس، ويتتبعان معاً تفاصيل الأيام الأخيرة للراهب بافلوس، قبل أن ينضم إليهما أبوعمران، كبير أبناء قبيلة الجبالية المنوط بهم حماية وخدمة الدير منذ قديم الزمان. تتلاحق الأحداث، وتطال المغامرة جنبات دير سانت كاترين، المعظمة، حيث تتراكم جماجم الرهبان الراحلين، مروراً بشجرة العليقة الملتهبة، ووصولاً إلى مسجد الآمري والبساتين المحيطة بالدير، ليجد القارئ نفسه في رحلة استكشاف لمعالم وتفاصيل المكان، ومع التوغل في كل ركن يطرح البطل تساؤلات فلسفية عن حقيقة التاريخ، وطرق تدوينه وتناقله، ومدى صدق أو زيف ما يحمله من روايات وقصص.
وبالتوازي مع الخط الرئيس للرواية بالبحث عن القاتل، يضفي المؤلف المزيد من الإثارة على العمل بزرع قصص هامشية من أزمنة مختلفة، تدور في فلك دير سانت كاترين، مع عدم ارتباطها مباشرة بحادث مقتل الراهب، لكن مع تطور الأحداث واقتراب نهاية المغامرة تتلاقى هذه القصص لترسم لوحة أكثر وضوحاً لتاريخ المكان ومحيطه. وتنتهي الرواية بحل اللغز، لكنها لا تبرح وجدان القارئ دون أن تثير لديه الفضول في تقصي تاريخ دير سانت كاترين، والتعرف أكثر إلى ساكنيه، أو ربما الإعداد لزيارة قريبة له. ويحمل الاسم الذي اختاره المؤلف لروايته «صليب موسى»، الصادرة عن دار الشروق في 344 صفحة، دلالة دينية وتاريخية.
- تنتهي الرواية بحل اللغز، لكنها لا تبرح وجدان القارئ دون أن تثير لديه الفضول في تقصي تاريخ الدير.