يحتفي به العالم في ظروف استثنائية وإغلاق للمتاحف والمواقع
«دبي للثقافة» في يوم التراث: ثروة الأجداد أقوى من التحديات
أكدت مدير عام هيئة الثقافة والفنون في دبي (دبي للثقافة) هالة بدري، أن يوم التراث العالمي، الذي يصادف اليوم، يعد دعوة لحماية التراث الإنساني والتعريف به وبجهود الجهات والمنظمات المختصة حول العالم من أجل صونه للأجيال المتعاقبة. وقالت: «يحتفل العالم في 18 أبريل من كل عام بيوم التراث العالمي بهدف تعزيز الوعي بالقيمة التي يحملها التراث الثقافي والطبيعي للبشرية، ومضاعفة الجهود لصونه، وحفظه للأجيال المقبلة. وتأكيداً على ذلك، يحمل يوم التراث العالمي هذا العام شعار (الثقافات المشتركة، التراث المشترك، المسؤولية المشتركة)»، مشيرة إلى أن مواقع التراث العالمي هي ملك لجميع شعوب العالم، بغض النظر عن المكان الذي تقع فيه، ومسؤولية حفظها مشتركة، وتقع على عاتق كل من يُعنى بهذا الإرث الإنساني المشترك.
مواصلة الجهود
واعتبرت هالة بدري أن الظروف الاستثنائية التي يحتفي خلالها العالم بيوم التراث العالمي هذا العام ينبغي ألا تمنع الجهات الثقافية والتراثية في شتى أنحاء العالم من مواصلة جهودها في نشر الثقافة التراثية بين أفراد مجتمعاتها.
وأضافت: «لأول مرة منذ إقراره عام 1972، يأتي يوم التراث العالمي هذا العام في وقت قررت فيه حكومات دول العالم إغلاق أبواب المتاحف والمواقع الأثرية أمام الزائرين، تماشياً مع الإجراءات الاحترازية لضمان صحة وسلامة شعوبها، وللحد من انتشار فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19). وفي ظل التباعد الاجتماعي الحالي، فإن ملايين الأشخاص حول العالم يبحثون عن الثقافة للتغلب على عزلتهم. ونحن في (دبي للثقافة) لن ندخر جهداً في ظل هذه الأزمة لتمكين كل فرد في مجتمع دولة الإمارات من الحفاظ على صلته بمفردات التراث الغني التي تزخر به دولتنا الغالية حتى أثناء التزامهم بالبقاء في منازلهم، فالثقافة والتراث يشكلان بعداً إنسانياً لكل منهم».
وسائل بديلة
وأوضحت هالة بدري الجهود التي تبذلها «دبي للثقافة» في الحفاظ على الموروث الإماراتي وتفعيل حضوره في مختلف المحافل، وتعريف المجتمع بكل تفاصيله، وإتاحة الفرصة أمام الجمهور للاطلاع على المحتوى الثقافي والتراثي المحلي في ظل الظروف الراهنة عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي والتقنيات الحديثة، بما في ذلك التعاون مع (دبي 360) لاستعراض بعض المواقع التراثية والثقافية التابعة لها من خلال موقع دبي 360 الإلكتروني، وتوفير جميع المعلومات الخاصة بالفعاليات التراثية عبر المقالات، ومن خلال حساباتها على منصات التواصل الاجتماعي التي تستثمرها للحفاظ على تفاعل الجمهور مع برامجها في كل الأوقات».
وتابعت: «التراث ثروة خلفها الأجداد كي تكون منبعاً يستقي منه الأبناء العبر ويستلهموا نهجاً يكون أساساً لعبورهم من الحاضر إلى المستقبل. وانطلاقاً من ذلك، فإن الحفاظ على الموروث التراثي الإماراتي هو من أولويات (دبي للثقافة)، وسيبقى إحياؤه وترسيخه في ذاكرة ووجدان أبنائها هدفاً تسعى إلى تحقيقه بكل الوسائل الممكنة، ومهما كانت الظروف والتحديات».
مبادرات لإثراء المشهد
تواكب «دبي للثقافة» توجهات الحكومة نحو توثيق التراث الوطني، والحفاظ عليه والاحتفاء به في مختلف المحافل، وتعريف المجتمع بكل تفاصيله، حيث تترك بصمات واضحة في إبقاء صور الحياة القديمة حاضرةً في أذهان أفراد مجتمع الإمارات من خلال إدارتها لبعض المواقع التراثية ومتاحف الإمارة، إلى جانب إقامة العديد من المهرجانات والفعاليات والمبادرات على مدار العام. ويأتي ذلك أيضاً تماشياً مع رؤية «دبي للثقافة» لجعل دبي مركزاً عالمياً للثقافة وملتقى للمبدعين وحاضنة للمواهب.
تدير الهيئة مجموعة من المواقع التراثية والتاريخية في دبي، والتي تعكس جوهر المدينة الغني وتراثها العريق.
ومن أبرز تلك المواقع حي الفهيدي التاريخي، حيث المباني ذات البراجيل المشيدة بمواد البناء التقليدية، فضلاً عن حي الراس التاريخي ببيوته التراثية وأسواقه التقليدية ذات التصاميم الاستثنائية.
وتقدم مجموعة مميزة من المتاحف تجارب ثقافية تحتفي بالموروث الشعبي، وتستعرضه بطرق تفاعلية.
وعلى صعيد المبادرات هناك مهرجان دبي وتراثنا الحي الذي تنظمه الهيئة سنوياً في القرية العالمية بدبي، سعياً منها لإبقاء التراث حياً في أذهان الجيل الناشئ.
بين يدي أجيال المستقبل
ضمن مساعيها لإحياء صناعة الأجداد نظمت «دبي للثقافة» مهرجان الفخار الثقافي في حي الفهيدي التاريخي بدبي، حفاظاً على مهنة صناعة الفخار من الاندثار.
بينما يتماشى تنظيم فعالية ليالي حتا الثقافية مع مهمة «دبي للثقافة» للحفاظ على الموروث الوطني ونقله للأجيال.
وبهدف نشر الثقافة التراثية وصون التراث وحمايته ليبقى حياً بين أجيال المستقبل، أسست «دبي للثقافة» مراكز للتنمية التراثية بمدارس دبي الحكومية، وجامعة زايد في دبي، لتكون منبراً تعليمياً تثقيفياً لتراث دولة الإمارات الأصيل، ليجسد حياة الأجداد بشكل ملموس ويرسخ القيم في نفوس الطلبة وينمي مهاراتهم.
- «الثقافات المشتركة» شعار الاحتفال بالمناسبة هذا العام.
- تدير الهيئة مجموعة من المواقع التراثية والتاريخية في دبي.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news