«النور» و«هلا والله».. جداريتان في سوق مدينة جميرا

كشف سوق مدينة جميرا، السوق العربي الأصيل الذي تديره دبي للتجزئة، عن إطلاق أعمالٍ فنية جديدة من إبداع الفنانتين أماليا بالجافلة وأمريتا سيثي، كجزء من مشروع تراثي يهدف إلى إحياء التراث الإماراتي الغني. وتأتي هذه الخطوة في إطار مساعي السوق لإعادة إحياء ملامح الأسواق العربية وإضفاء لمسة عصرية عليها بفضل هندسته المعمارية المميزة وبيئته التجارية النشطة وعروضه الترفيهية والثقافية الفريدة.

وتمّ الإعلان عن المرحلة الأولى من مشروع سبع فنانات في السوق، الذي يستعرض أعمال سبعة من أبرز الفنانات المقيمات في الإمارات في أرجاء السوق، في نوفمبر العام الماضي، في حين تأتي المرحلة الثانية لمواصلة تعزيز مكانة السوق كواحدة من أهم الوجهات السياحية في المدينة.

وتستخدم الفنانة أماليا بالجافلة الألوان الزيتية والأكريليك لرسم جدارية سريالية بطول 25 متراً بعنوان «النور» لتزين قبة السوق بطابعها الحيوي. وتستلهم بالجافلة إبداعها الفني من النجوم التي اعتاد البدو اتباعها في تنقلهم في الصحراء، مع زخارف خطية في المنتصف على خلفية مضيئة بلون الشفق المائل إلى الفوشيا وتكرار لكلمة النور في أرجاء متنوعة من العمل. وتحيط بهذه الزخارف أربعة صقور بيضاء كبيرة تجسّد القوة والرؤية القيادية لدى دولة الإمارات.

بينما تمّ تكليف الفنانة أمريتا سيثي الحائزة على جوائز عدة بتصميم جداريتين إضافيتين لعرضهما في مدخل السوق الرئيس بحلته الجديدة. وتستلهم سيثي فكرة عملها من الأمواج الصوتية وتستعين بألوان الأكريليك لإبداع أشكال تنبض بالحياة. ويحمل عملها الأول عنوان «هلا والله»، والذي يرحّب بالضيوف عند مدخل السوق، أمّا العمل الثاني فيحمل عنوان «خشمك» الذي يشير إلى تحية الأنف التقليدية في الإمارات ودلالة على الاحترام والتقدير، ويشغل هذا العمل موقعاً مميزاً في المدخل أيضاً.

ويزخر كلا العملين بألوان وأنماط عصرية، مع الحرص على تجسيد القيم العريقة في الإمارات، وتضمّ كل جدارية رمز استجابة سريعة في الأسفل يمكن للزوار استخدامه لتشغيل مقطع صوتي يشرح الفنان من خلاله مفهوم العمل. ويُعتبر هذا المشروع الفني عنصراً أساسياً من عمليات التجديد الواسعة في سوق مدينة جميرا.

تاريخ دبي العريق

توفر الأعمال الفنية المنتشرة في أرجاء السوق لمحة عصرية عن التقاليد والثقافة العربية في الوجهة الثقافية والترفيهية الشهيرة. ويمكن للزوار استكشاف أروقة السوق بطريقة تفاعلية والتعرف إلى المعاني التي تجسدها الأعمال الفنية والقصص التي يرويها الفنانون باستخدام رموز الاستجابة السريعة. ويضم سوق مدينة جميرا أكثر من 25 مطعماً ومقهى، ويتيح للزوار نشاطات ترفيهية متنوعة ووجهات للسهر ومجموعة مختارة من متاجر البوتيك وتجارب التسوق المختلفة. وتسلط محفظة السوق الشاملة الضوء على تاريخ دبي العريق بأسلوب معاصر يمزج بين الثقافة العربية الأصيلة والمزايا والتجهيزات العصرية.

السوق امتداد لماضٍ عريق

لطالما شكلت الأسواق في التاريخ العربي مراكز ثقافية واجتماعية واقتصادية للمجتمعات المحلية ونقاط اجتماع للتجار على تقاطع طرق تجارية حيوية. وتسلط الأسواق الحالية الضوء على قوة وجوهر الثقافة القديمة، وتشكّل امتداداً لماضٍ عريق وبدايةً لمستقبلٍ جمعي. ويستحضر سوق مدينة جميرا بفضل موقعه المميز في قلب منتجع مدينة جميرا نموذج الأسواق الشرق أوسطية التقليدية من خلال عمارته المميزة وما يستضيفه من نشاطات تجارية وترفيهية وثقافية غنية. ويعد هذا السوق العربي الأصيل مركزاً للتعبير الفني يضم أعداداً كبيرة من عربات البيع والأكشاك والمطاعم، كما تتنوع معروضاته من التوابل والأحذية التقليدية إلى المجوهرات والأشغال اليدوية المصنوعة محلياً. ولا يقتصر الأمر على ذلك، بل تروي فرقة رقص تقليدي قصصاً من الماضي الغابر في أزقة السوق الساحرة تحت القناديل المزخرفة والخشب المشغول يدوياً. يمكنكم الوصول إلى السوق بالسيارة، أو بقارب العبرة التقليدي وقضاء أوقات مميزة نهاراً وليلاً. ويقدم السوق باقة من خيارات تناول الطعام والتجارب الترفيهية والثقافية يتيحها في أكثر من 25 مطعماً ومقهى مع إطلالات خلابة على برج العرب، أحد أشهر المعالم المرموقة في العالم.

-الفنانتان أماليا بالجافلة وأمريتا سيثي توظفان تقنيات متنوعة لتجسيد التاريخ الغني للدولة في أرجاء السوق.

الأكثر مشاركة