"من البيت الى المسرح".. دبي تنتصر للفن والتنوع الثقافي
فازت الطفلة البريطانية ايميلي لينغ ( 12 عاما)، بالمركز الأول في مسابقة "من البيت الى المسرح"، فيما حققت الإماراتية فاطمة الهاشمي المركز الثاني، بعد منافسة مع 12 مشاركا تم اختيارهم من أصل 800 ، للتنافس في المرحلة النهائية، ضمن المسابقة التي نظمتها "أوبرا دبي" من خلال منصاتها عبر وسائل التواصل الاجتماعي في ابريل الماضي. وستحصل ايميلي على فرصة تقديم عرضها الخاص لمدة 20 دقيقة قبل أحد العروض العالمية التي ستقدم على خشبة "دبي أوبرا"، بينما ستحصل الهاشمي على فرصة تقديم حفلا خاصا لمدة ساعة على الخشبة نفسها.
وتميزت المواهب التي تبارزت أول من أمس، على الفوز، بكونها عالية الاحترافية، وتنوعها بين العزف على البيانو والغناء باللغتين العربية والإنكليزية، الى جانب تنوع الجنسيات الذي يعكس روح دبي وتنوعها الثقافي. ووصل الى المرحلة النهائية، معن حمادة، ايميلي لينغ، جو قويق، فاطمة الهاشمي، فيفيموس، داني عريضي، يوهان، كارمن تكمه جي، مادلين، رند فرماوي، وعمرو منسي. وتألفت لجنة التحكيم التي أشرفت على المسابقة من الفنان فايز السعيد، وأميرة فؤاد، وميساء مغربي ونورالدين اليوسف، إضافة الى مشاركة المؤلف الموسيقي غي مانوكيان عبر أحد التطبيقات الحديثة من بيروت.
امتدت المنافسة بين المشاركين على مدى ما يقارب خمس ساعات، حيث أتيح لكل مشترك تقديم فقرته الفنية سواء عزفا أو غناء إضافة الى الإجابة على أسئلة لجنة التحكيم أو الاستماع لآرائهم لمدة ربع ساعة. وتعليقا على فوزها بالمركز الثاني قالت الإماراتية فاطمة الهاشمي ل"الإمارات اليوم": "أسعدني الفوز كثيرا، فقد كان شرفا لي التواجد على هذه الخشبة، وفي هذه المسابقة خصوصا في هذه الظروف الصعبة، وانني سعيدة جدا بكوني سأعود الى تقديم عرض خاص على خشبة "أوبرا دبي" ". ولفتت الى انها توقعت الفوز الى حد 50%، علما ان المنافسة كانت قوية، خصوصا ان المشاركين يتمتعون بمواهب قوية جدا وبارزة". وأكدت "ان تقديمها عرضا خاصا على خشبة "أوبرا دبي" يعني لها الكثير، لأنها ما زالت في بداية مشوارها، وهذه الخطوة مهمة كي تقودها الى عروض أخرى على مستوى عالمي.
من جهتها ايميلي لينغ، التي بدأت بتعلم البيانو والغيتار منذ الصغر، لفتت الى أنها تعزف البيانو الى جانب الغيتار أيضا، ويصعب عليها اختيار آلة من الاثنين، ولكنها اختارت تقديم أغنية على البيانو لانها تحمل رسالة مرحة، مشيرة الى انها تتمرن كثيرا على العزف خلال النهار، فهي تعزف ساعة صباحا وساعة مساء. وأشارت الى انها لم تتوقع الفوز على الاطلاق، ولكن الفوز يحمل وقعا مميزا عليها، خصوصا ان المشاركين كانوا يحملون مواهب عالية، فهي لم تصدق في البداية اختيارها بين 12 من أصل 800 مشارك. ونوهت بأنها ستبدأ بالتحضير جيدا للعرض الذي ستقدمه على خشبة "أوبرا دبي" لأنه سيكون فرصة مميزة، ويجب ان تستغلها على النحو الصحيح.
وأكد فايز السعيد ل"الإمارات اليوم" على ان المواهب التي شاركت كانت متميزة بنسبة تصل الى 90%، مع العلم أنها كانت أكثر ميلا الى الغناء الغربي من العربي، مشيدا بالمواهب وبما تحمله من شغف بالموسيقى وتمكن في الأداء. ولفت الى ان المسابقة مهمة جدا في هذه الظروف الحالية، فهي تأتي لتؤكد على استمرارية الحياة وانتصار الفن بكل ما هو إيجابي. أما لجهة صعوبة الاختيار، فشدد على انه لم يكن من السهل اختيار الاسم الفائز، لأن المنافسة كانت قوية جدا، ولكن النتيجة منصفة وكان هناك إجماع من كل أعضاء لجنة التحكيم عليها.
ولفتت عضو لجنة التحكيم وعازفة البيانو أميرة فؤاد، الى ان معايير التحكيم خضعت للكثير من الأمور العلمية، ولكن هناك ثلاث أمور أساسية تم الحكم على أساسها وهي، الجانب التقني، والحضور على الخشبة، والموهبة والكاريزما، إضافة الى اختيار الاغنية التي قدمت. ولفتت الى ان المواهب التي تقدمت كانت متميزة، وكان الخيار جدا صعب علينا في لجنة التحكيم لأن المستويات متقاربة بين المشاركين.
وأشار المؤلف الموسيقي نور الدين اليوسف، الى ان قوة المواهب كانت صادمة، لأنه خلال البحث عن الموهبة عادة ما يتم رؤية موهبة تحتاج الى تنمية ولكن خلال المسابقة كانت المواهب جاهزة لتقديم العروض على المسرح، متمنيا استمرارية المسابقة في السنوات المقبلة، على ان تكون على نحو أكبر وتحظى بتغطية إعلامية كبيرة. منوها إلى أنه لم يكن قاسيا كثيرا على المشتركين في هذه النسخة، وأنه كان يمكن أن يوجه بعض الملاحظات ، ولكنه أراد أن تكون تعليقاته خفيفة في النسخة الأول، موضحا ان ثقافة الأوبرا ما زالت مفقودة في العالم العربي، وهناك قواعد للأوبرا لا بد من مراعاتها.
عطل تقني
حصل اللبناني داني عريضي على تنويه من لجنة التحكيم خصوصا أنه وخلال العرض قد توقف الصوت بسبب عطل تقني ولكنه تابع تقديم عرضه دون توقف ودون ان يكترث بالعطل. وقال عريضي عن هذه الحادثة: "تحصل مثل هذه الأمور على الخشبة، فعلى المسرح العرض يجب ان يستكمل ولا يجب التوقف وترك الموسيقى". ونوه بأنه شارك في المسابقة لأنها فرصة جميلة ومميزة له كونه قدم عروضا في أماكن أخرى، موضحا أنه بدا بالعزف على الغيتار من عمر 15 سنة، وتعلم بشكل ذاتي من خلال اليوتيوب، معتبرا انه من السهل تعلم الموسيقى بشكل ذاتي في هذا العصر، خصوصا مع وجود الشغف.