بدء تصفيات «تحدي القراءة العربي» على مستوى الإمارات
تنطلق اليوم على مستوى الدولة التصفيات المحلية النهائية لتحدي القراءة العربي ضمن مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، في دورته الخامسة لاختيار بطل تحدي القراءة العربي على مستوى الإمارات من بين 452 ألف طالب وطالبة شاركوا في النسخة الأحدث من المبادرة القرائية الأكبر من نوعها، التي تكرّم المبدعين وتشجع القراءة والمطالعة وتعزّز التفكير الإبداعي والتحصيل المعرفي، وترسخ مكانة اللغة العربية لدى الأجيال الصاعدة.
وتجري التصفيات النهائية لمنافسات تحدي القراءة العربي على مستوى الدولة لاختيار بطل الإمارات للدورة الخامسة من تحدي القراءة العربي. وتعمل لجان التحكيم التي تضم 157 عضواً من الخبراء والمتخصصين والتربويين على تقييم متنافسي التحدي الذين أنجزوا قراءة وتلخيص 50 كتاباً طوال الفترة الماضية، وتختبر مهاراتهم في التلخيص والتحليل والاستنتاج واستيعاب المحتوى المعرفي واستخلاص أبرز نتائجه وتقديمها على النحو الأمثل، مع تقييم مهارات شخصية أخرى كالتعبير عن الأفكار وشرح المفاهيم وتبسيطها.
وتشمل التصفيات التي تتم بشكل رقمي المشاركين والمشاركات من مدارس القطاعين الحكومي والخاص من مختلف مناطق الدولة، وتهدف، مع اختيار بطل تحدي القراءة العربي على مستوى الدولة، إلى تكريم المشرف المتميز من بين 1435 مشرفاً دعموا الطلبة المشاركين، وتسمية المدرسة المتميزة من أكثر من 1430 مدرسة شاركت في التحدي داخل الدولة.
وأكدت وزيرة دولة لشؤون التعليم العام، جميلة بنت سالم المهيري، أن مبادرة بحجم وأهمية تحدي القراءة العربي، تواصل مسيرتها المعرفية الهادفة إلى بناء جيل مثقف ومبدع ومبتكر، ينتمي لوطنه، ويمتلك فكراً إبداعياً، وذلك رغم تداعيات فيروس كورونا المستجد، وهذا بحد ذاته إنجاز معنوي ومادي، يتشكل من خلال حرص القائمين على التحدي على ضمان استمرار رسالة التحدي عربياً، ووجود إرادة عند النشء الشغوف بالقراءة رغم التحديات.
وقالت إن تحدي القراءة العربي، يمر بمراحله النهائية لهذه الدورة، والتنافسية على أشدها وكل أبنائنا الطلبة يطمحون لتحقيق اللقب الغالي، مشيرة إلى أن كل الواصلين إلى النهائيات، وحتى المشاركين هم أبطال تحدي القراءة، لأن الرغبة في المشاركة وحصد المراكز المتقدمة، يبرز الكثير من المفردات الإيجابية التي تطمئننا بأن هذه المنافسة أصبحت راسخة ومتجذرة بين الطلبة، وأوسع انتشاراً ليس على مستوى الوطن فحسب، بل عربياً أيضاً.
وذكرت المهيري، أنه مع هذا الظرف الصحي الراهن، إلا أن التحدي واكب المستجدات بمرونة وعمل على تذليل العقبات، سواء للمشاركين أو اللجان التحكيمية من خلال إنشاء منصات إلكترونية للتدريب، والاستعانة بالمنصات الإلكترونية لتوفير المواد القرائية للطلبة، فضلاً عن استبدال الجوازات القرائية الورقية برابط الجوازات القرائية الإلكترونية بحيث يستطيع الطالب تحميل الجواز الإلكتروني وطباعته، ثم تلخيص الكتاب الذي تمت قراءته في الجواز.
ودعت الطلبة المشاركين إلى اتخاذ القراءة أسلوب حياة، لا تنقضي، بانتهاء مسابقة التحدي، وفي الوقت ذاته تمنت للطلبة المشاركين ممن وصلوا إلى المرحلة النهائية أن يصروا على تحقيق هدفهم، ويؤمنوا بقدرتهم على النجاح، والتميز، والمتابعة، مؤكدة أن المجال دائماً مفتوح للمشاركة في التحدي، الذي وجهت به القيادة الرشيدة، ليكون بمثابة المحرك للنشء والمحفز لهم لاستئناف نهضة حضارية وثقافية أساسها أجيال تقرأ وتفهم ما تقرؤه، وتعمل به.
وشهدت الدورة الحالية من تحدي القراءة العربي اعتماد الحلول الرقمية المبتكرة في ظل الإجراءات الاحترازية والوقائية الصحية المطبقة عالمياً لاحتواء وباء كورونا المستجد. واعتمدت المبادرة الحلول الرقمية لتوفير المواد القرائية للطلبة، وتسجيل مشاركاتهم عبر تلخيص الكتب بصيغة إلكترونية بدل تدوينها ورقياً، كما جرت عليه العادة في الدورات السابقة.
من جهتها، قالت الأمين العام لمبادرة تحدي القراءة العربي، منى الكندي: «في دورة هذا العام من تحدي القراءة العربي التي شارك فيها أكثر من 21 مليون طالب وطالبة من مختلف أنحاء العالم، وسجلت رقماً قياسياً جديداً كمبادرة قرائية عربية هي الأكبر من نوعها، أسهمت البنية التحتية الرقمية المتطورة على مستوى الدولة في مشاركة مئات آلاف الطلبة من مختلف المدراس الحكومية والخاصة بدولة الإمارات في التحدي، وذلك بالتزامن مع تطبيق خيارات التعلّم عن بُعد وغيرها من الإجراءات الاحترازية والوقائية من جائحة (كوفيد-19) في مختلف النظم التعليمية حول العالم.»
وأضافت: «تؤكد زيادة عدد المدارس المشاركة في الدورة الحالية من تحدي القراءة العربي إلى أكثر من 1430 مدرسة على مستوى الدولة؛ رغم جائحة (كوفيد-19)، أهمية المبادرة للطلاب والمؤسسات التعليمية وأولياء الأمور، وهي مؤشر على رسوخ المشروع القرائي، الذي أطلقه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي لإحداث نقلة معرفية، كمحطة سنوية نوعية يترقبها محبو القراءة ويحرصون على المشاركة فيها وخوض منافساتها».
ونوّهت الكندي بتعاون كل الجهات والمؤسسات والكوادر التعليمية والتربوية في الدولة لإيصال فائدة مبادرة تحدي القراءة العربي إلى الجميع وترسيخها حراكاً قرائياً وطنياً فاعلاً، لافتةً إلى أن التصفيات النهائية لتحدي القراءة العربي على مستوى الدولة تشمل أيضاً تكريم المشرف المتميز والمدرسة المتميزة من ضمن من شاركوا في نسخة هذا العام من التحدي.
وكانت الدورة السابقة من تحدي القراءة العربي توّجت الطالبة مزنة نجيب من الصف الخامس بمدرسة الإبداع النموذجية بدبي بطلة التحدي الأولى على مستوى الدولة، فيما حصلت المعلمة وداد محمد الشحي على لقب «المشرف المتميز»، وحصدت مدرسة الرمس للتعليم الأساسي لقب «المدرسة المتميزة».
ويهدف تحدي القراءة العربي إلى تمكين الملايين من الأجيال الصاعدة بمبادئ الفضول العلمي والمعرفي والبحث والمطالعة الحرة والتفكير الإبداعي، وتكريم الشباب المبدع، وترسيخ ثقافة القراءة، وإعداد جيل يعتز بثقافته وهويته ويمتلك المعارف والأدوات للانفتاح على العالم والمساهمة في الحضارة الإنسانية وإنتاج محتوى عربي أصيل يعزّز مكانة اللغة العربية ويرفع نسبة المعارف والآداب المنشورة بها.
المطالعة كممارسة يومية
في دورته الخامسة على التوالي يواصل تحدي القراءة العربي، المنضوي تحت مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، ترسيخ الشغف بالمعرفة والمطالعة كممارسة يومية لدى الملايين من قرّاء لغة الضاد، مستقطباً أكثر من 21 مليون مشاركة من 14 دولة عربية و38 دولة أخرى، بعد تحويله تحدي جائحة (كوفيد-19) وإجراءات البقاء في المنزل والتعلم عن بُعد إلى فرصة لترسيخ القراءة نشاطاً أسرياً يومياً يوثق الأواصر وينمي العقول ويفتح نوافذ جديدة على العالم الواسع من صفحات الكتب الورقية والإلكترونية.
1435
مشرف قراءة يتنافسون على لقب الأكثر تميزاً في الدورة الخامسة.