مثقفون إماراتيون ينعون محمد صالح القرق: فقدنا موسوعة
فقدت الساحة الأدبية والثقافية في الإمارات، أمس، الأديب الإماراتي محمد صالح القرق، الذي توفي عن عمر يناهز الـ84 عاماً.
ونعى مسؤولون ومثقفون الأديب الراحل عبر وسائل التواصل الاجتماعي، واصفين الراحل بأنه «كان قامة ثقافية إماراتية، وموسوعة متنقلة».
وكتبت وزيرة الثقافة والشباب، نورة الكعبي، عبر حسابها على «تويتر»: «فقدنا اليوم الأديب محمد صالح القرق.. قامة وطنية ثقافية.. كان حاضراً فاعلاً في المشهد الثقافي، ومسهماً في إثراء المكتبة الوطنية.. نسأل الله أن يرحم الفقيد رحمة واسعة، وأن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان».
قدم القرق، الذي ولد في دبي عام 1936، خلال مسيرته العديد من الكتابات التي أثرت الساحة الثقافية ونشرت عبر صفحات الصحف والمجلات، بينما تعدّ ترجمته لرباعيات الخيام في كتاب موسوعي ضخم ضم الرباعيات باللغات الفارسية والعربية الفرنسية والإنجليزية، أبرز أعماله، إلى جانب كتاب ضم مقالاته التي اعتاد أن ينشرها بعنوان «غيض من فيض».
ودرس الراحل في مدرستي الفلاح والأحمدية في دبي حينئذ، ثم اعتمد تعليم نفسه ذاتياً، مستعيناً بمكتبة والده، واستطاع أن يجيد اللغات: الإنجليزية، والفارسية، والأردية، إضافة إلى اللغة العربية. وعمل القرق بداية حياته في البنك البريطاني للشرق الأوسط في دبي لمدة خمس سنوات، ثم انتقل للعمل بدار الاعتماد البريطاني عندما كانت مكاتبها في الشارقة، وبعد انتقال المكاتب إلى دبي انتقل للعمل في دبي لمدة 16 عاماً، ثم استقال وتفرغ للأعمال التجارية والأعمال الإبداعية.
كما نعى القرق نائب رئيس الشرطة والأمن العام بدبي، الفريق ضاحي خلفان تميم، الذي غرّد عبر «تويتر»: «رحم الله محمد صالح القرق رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته مع الصديقين والشهداء والصالحين والأبرار وحسن أولئك رفيقاً وألهم أهله وذويه ومحبيه الصبر والسلوان.. إنا لله وإنا إليه راجعون».
بينما نشر نائب رئيس مجلس الأمناء والأمين العام لجائزة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، جمال بن حويرب، سلسلة من التغريدات عبر حسابه على «تويتر» نعى فيها الراحل، مستذكراً بعض المواقف التي جمعتهما: «رحمك الله أبا فهد.. الأديب كثير النكت الأدبية.. كان إذا لم أتصل به يتصل بي وأنا في عمر أبنائه يحدثني عن مشاريعه الثقافية وكتبه التي يعدها للطباعة.. خسرنا اليوم موسوعة متنقلة.. اللهم اغفر له وصبر أهله وألهمهم السلوان.. عزائي لجميع أسرة القرق في دبي وأسرة الرضوان في الكويت». وتابع: «من الذكريات التي لا أستطيع أن أنساها أن الراحل الأديب محمد صالح القرق وجد لي مقالاً تاريخياً في إحدى المجلات في التسعينات فأخذه ووضعه في برواز وأهداني المقال في مكتب ابن أخيه المهندس فيصل عبدالله القرق.. لاأزال أحتفظ بهديته ذكرى غالية منه رحمه الله وغفر له آمين».
وأشار بن حويرب إلى إطلاق الجزء الأول من موسوعة «غيض من فيض» في يناير ٢٠١٨ بمركز جمال بن حويرب للدراسات، التي تعدّ موسوعة أدبية كبرى من 10 مجلدات، كان محمد صالح القرق عاكفاً على إخراجها.
ونعى الأديب الراحل كوكبة من المثقفين، منهم الدكتورة حصة لوتاه، التي أشارت إلى أنه كان دؤوباً في الاهتمام بالشأن الثقافي، طيباً ومتواضعاً، مضيفة: «طوبى لمن كان مثله ومن ستبقى له الصفحات حاملة اسمه وجهده في التدوين».
وعبّر الكاتب الإماراتي عبدالغفار حسين، عن حزنه لرحيل القرق المفاجئ، لافتاً إلى أنه «كان أخاً وصديقاً ومعلماً نأخذ منه المعلومة المفيدة في كل فروع المعرفة العربية، في الشعر والنثر والأدب والتاريخ، كان يعمل بجهد متواصل علي إتمام موسوعته، (غيض من فيض)، بمجلداتها العشرة».
تأبين
حرص عدد كبير من المثقفين الإماراتيين على تأبين الأديب محمد صالح القرق، من بينهم الدكتور علي النعيمي، والباحث والروائي سلطان العميمي، والشاعرة شيخة الجابري. إلى جانب مؤسسات ثقافية، من بينها اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات، ومؤسسة العويس الثقافية.
نورة الكعبي:
«محمد صالح القرق.. قامة ثقافية.. كان حاضراً فاعلاً في المشهد الثقافي، ومسهماً في إثراء المكتبة الوطنية».
حصة لوتاه:
«طوبى لمن كان مثله ومن ستبقى له الصفحات حاملة اسمه وجهده في التدوين».
عبدالغفار حسين:
«كان أخاً وصديقاً ومعلماً نأخذ منه المعلومة المفيدة في كل فروع المعرفة العربية».