الكاتب المصري أحمد مراد: أنا كذّاب كبير
أعلن الكاتب المصري أحمد مراد أن روايته الجديدة «لوكاندة بير الوطاويط» قد تكون نواة لسلسلة من الروايات التي تتركز حول سليمان السيوفي، بطل الرواية ومذكراته، معرباً عن رفضه محاكمة الأدب والرواية بمعايير أخلاقية، مؤكداً: «أكتب الرواية بإخلاص شديد وعيني ليست على السينما».
وأشار مراد إلى أنه اختار أن تكون المذكرات التي اعتمد عليها في سرد الأحداث غير كاملة، حيث تبدأ من 34 إلى 53 فقط، لإثارة حماس القارئ ورغبته في الاكتشاف والتكهن بما تتضمنه بقية المذكرات، خصوصاً مع الإشارة في الرواية إلى أن هذا الجزء فقط هو ما يصلح للنشر من المذكرات، وربما يكون عرض المذكرات غير كاملة لتكون الرواية الحالية بمثابة تمهيد لتقديم سلسلة روايات خاصة بـ«سليمان السيوفي».
ويعود أحمد مراد في «لوكاندة بير الوطاويط» للقرن التاسع عشر وتحديداً عام 1865، ليبدأ سرد الأحداث من واقع المذكرات التي تم العثور عليها بجوار مسجد أحمد بن طولون في القاهرة القديمة، دوّنها صاحبها وفق تسلسل رقمي وليس بتواريخ الأيام، وتبدأ من رقم 34 إلى 53 فقط، أما صاحب اليوميات فهو سليمان جابر السيوفي الذي عمل مصوراً للموتى لسنوات، ويأخذ القارئ في سلسلة من الجرائم والأحداث التي تجمع بين العنف والغموض والإثارة.
تصنيف نسبي
ورداً على وصف الرواية بـ«الخادشة»، خلال الأمسية الافتراضية التي نظمتها مؤسسة «بحر الثقافة»، مساء أول من أمس، اعتبر مراد أن الرواية التي لا تخدش قناعات القارئ والمناطق المريحة والمسلّم بها في شخصيته، يكون فيها خلل ما.
وأضاف: «العنف في الرواية متعمد، وما ورد في خيال البطل وعلى لسانه هو تعبير عن شخصيته كإنسان يعاني خللاً نفسياً، كما أن تعريف وتصنيف ما هو خادش أمر نسبي، وطوال تاريخها لم يكن للرواية العربية تابوهات، كتابات الجاحظ على سبيل المثال. وبشكل عام أنا أستمتع بكل لحظة خدش أو خربشة يشعر بها القارئ أثناء قراءة أعمالي.. ربما هي سادية الكاتب، ورغبة في إعادة النظر في قناعات ثابتة لدى القراء».
وأشار صاحب «فورتيجيو» و«تراب الماس»، إلى أنه لا يهتم عند الكتابة بالبحث عن تصنيف ما يكتبه سواء عنف أو جريمة أو واقعي أو فانتازيا، لكنه يهتم جداً بالسياق الذي يقدم فيه عمله، ويقوم بالبحث والدراسة قبل البدء في الكتابة بمدة تراوح بين 3 و4 شهور، ويواصل البحث حتى أثناء الكتابة وقد يضيف أشياء للرواية بناء على هذا البحث حتى لحظة دخولها المطبعة، كما جرى مع رواية «لوكاندة بير الوطاويط»، حيث أضاف إليها الجزء الخاص بالأمثال الشعبية القديمة بعد اكتشافه لكتاب قديم يضم مجموعة كبيرة من هذه الأمثال لشعوره بأهميتها باعتبارها عصارة حكمة الشعوب.
كذاب كبير
وعن الخيال في أعماله وتقديمه كما لو كان واقعاً، قال مراد: «أنا كذاب كبير، قدمت لكم وجبة من الادعاءات حول وجود مذكرات تاريخية تتضمن شخصيات وأحداثاً خيالية كما لو كانت واقعا حقيقيا، فهناك في الواقع مكان مشهور في حي السيدة زينب بالقاهرة اسمه بير الوطاويط، وهو مكان أثري، ولكني تخيلت أن هناك لوكاندة في المكان وخلقت قصة حول نشأة المكان وسبب تسميته، وهي قصة خيالية لا تستند إلى وقائع بقدر ما تستلهم الشائعات التي تم تداولها حول المكان».
إخلاص شديد
أكد الكاتب أحمد مراد أنه يكتب الرواية بإخلاص شديد، كما استطاع أن يقدم تجربتين للسينما بلا روايات ونجحت التجربة، وبالتالي ليس في حاجة لتقييد كتاباته بها، كذلك نفى أن تكون الإسقاطات التي تضمنتها الرواية هي المحور الرئيس لها، موضحاً أن كل قارئ يمكنه أنه يفسر الروايات وما تحمله من أفكار وإسقاطات وفقاً لوجهة نظره، وهذا أمر طبيعي في رأيه، وكل ما يهمه هو أن يقدم وجبة من الاستمتاع والخروج عن المألوف والانعزال عن هذا العالم الواقعي شديد الوطأة علينا، وإذا كانت هناك إسقاطات فليس لأن التاريخ يعيد نفسه كما يعتقد البعض، ولكن لأننا نعيد التاريخ، فالجنس البشري لم يتغير منذ بداية التاريخ.
• «قدمت لكم وجبة من الادعاءات كما لو كانت واقعاً حقيقياً».
• الرواية التي لا تخدش قناعات القارئ والمناطق المريحة في شخصيته يكون فيها خلل ما.