تقع بين دبي وأبوظبي وترمز للوحدة والتعاون
«طوي العشوش».. بئر حدودية جمعت أهل الإمارات
وسط الكثبان الرملية والصحراء، وتحديداً في «طوي العشوش» تقع البئر التي شهدت عشرات القصص المتداولة عن تعاون أهل الإمارات وتقاسمهم الخير والتعاون في السراء والضراء، والتي كانت أيضاً نقطة وعلامة تم اعتمادها لرسم الحدود بين إمارتَي دبي وأبوظبي، قبل الاتحاد، وكانت البئر بموقعها وما فيها من مياه ترمز الى عصب الحياة، جامعة لأهل الإمارات.
جابر المطيوعي، الذي عاش حياته بين كثبان الصحراء، أطلعنا على قصة البئر، والتي رواها له حميد بن سلطان بالكديدا، الذي عايش تلك المرحلة، وأوضح في حديثه لـ«الإمارات اليوم» أهمية البئر للناس، واستخدامهم لها، وكيف كانت جامعة لهم حتى تاريخنا هذا.
في البداية عرفنا المطيوعي إلى هذه المنطقة، قائلاً: «منطقة طوي العشوش معروفة عند الحدود بين دبي وأبوظبي، وفيها توجد البئر التي تحمل اسمها، وهي بئر، بحسب رواية حميد بن سلطان بالكديدا، عمرها مئات السنين، اذ لا يعرف تحديداً متى تم حفرها، فهي تعود الى ما قبل الاتحاد بمئات السنين». ولفت الى أن البئر كبيرة من الأعلى، ولكنها ضيقة من أسفلها، كما أنها من الداخل لا تتسع سوى لشخصين يمكنهما أن يدخلاها في حال أرادوا استخراج ما سقط بداخلها، أو إجراء الترميم، أما طولها فيصل الى سبع قامات بشرية.
3 أحواض
تعود قصة البئر وارتباطها بالاتحاد الى القرن الماضي، فهي من القصص التي تروي زمن الوحدة بين أهل الإمارات والتعاون في ما بينهم، وأشار المطيوعي الى ان البئر كانت مقسمة الى ثلاثة أحواض طينية ما قبل الاتحاد، وكل حوض من جهة، ويحمل القوائم والبكرة والأساسيات المطلوبة من أجل سحب المياه. كما لفت الى أن كل حوض كان مخصصاً لعائلة، وكانت العائلات التي تستخدم الأحواض هي بالمروشد، وبن حارب، وبن خريدة، علماً أن هناك عدداً من العائلات الأخرى كان لهم الحق بأخذ المياه من تلك الأحواض.
لا خلافات
أكد المطيوعي أن الأحواض كانت تقسم على العائلات، ولم يكن هناك أي نوع من الخلاف على المياه، علماً أن الماء مصدر الحياة، ورغم ذلك لم تكن البئر مصدراً لأي نوع من النزاع، موضحاً ان الناس في تلك الفترة كانوا يقطنون العشوش في القدم، وهي عبارة عن بيوت صغيرة تصنع من أخشاب النخيل، وفي فصل الشتاء يتجهون نحو الرمال، بينما في الصيف يتجمعون بالقرب من الماء.
هذه القصة تعود الى الستينات وقبل الاتحاد، وكانت العائلات متساوية في المياه.
ترسيم
ولفت جابر المطيوعي الى أن والده سلطان جابر المطيوعي ذهب مع البريطانيين بأمر من المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيّب الله ثراه، في مرحلة السبعينات لترسيم الحدود، بين دبي وأبوظبي، وعندما وصل سلطان المطيوعي الى نقطة البئر وضع العصا في وسط الحوض، وكانت البئر في المنتصف. ونوه بأن وضع العصا يدل على أن البئر مشتركة والخير الذي فيها مشترك ويرمز للاتحاد، وقسمة البئر لا تعني التقسيم، وإنما رسم الحدود من خلال البئر والعلامة، كدليل على اجتماع أهل الإمارتين.
بئر جوفية
هذه البئر هي من الآبار الجوفية، أي أنها تمتلئ من جوف الأرض، ولم تكن سبباً للتقسيم والنزاع، بل كانت العوائل تجتمع على المياه طوال تلك الفترة، ولهذا مازالت البئر إلى اليوم ترمز للاتحاد بكل معانيه ومفاهيمه.
روابط إماراتية
لفت جابر المطيوعي الى أن البئر لم تكن يوماً سبباً للنزاعات أو الخلافات بين العائلات، مشيراً الى أن أي مشكلة بسيطة كانت تحدث بين الناس كان يتم التوصل الى حل لها من خلال عائلة جده، التي كانت معروفة كثيراً عند الناس في القديم، وكانت تعالج الكثير من الحوادث التي تحدث من أجل الحفاظ على الروابط بين العائلات، ما يدل على أن مفهوم الاتحاد والروابط القوية بين العائلات الإماراتية يعود الى ما قبل الاتحاد.
- حكاية البئر من القصص التي تروي الوحدة بين أهل الإمارات، والتعاون في ما بينهم.
- من غير المعروف متى حُفرت، لكنها تعود إلى ما قبل الاتحاد بمئات السنين.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news