50 عملاً لـ 42 فناناً في «تشكيل» تجسد التكيف مع «الجائحة»
«حوارات كوفيد».. تجارب فنية في ظل «كورونا»
أكثر من 40 فناناً، أنتجوا أعمالاً فنية قدمت في معرض «حوارات كوفيد»، الذي افتتح بمركز تشكيل في دبي، أخيراً، ليجسد المعرض سرداً لتجارب فنية ورحلات استكشاف الفنانين للتكيف مع جائحة كورونا وتبعاتها. وتمثل الأعمال، التي يقدمها المعرض، ويصل عددها إلى ما يقارب الـ50 عملاً لـ42 فناناً، جدارة الإنسان بالتغلب على الصعاب، والتأقلم مع الظروف الجديدة، كما يسلط الضوء على المجتمع الإبداعي الذي تحتضنه الإمارات من العديد من البلدان، منها: تونس، اليمن، المغرب، مصر، العراق، سورية، إسبانيا والمملكة المتحدة، وغيرها من الدول. وتقدم الأعمال التي يطرحها المعرض أساليب التفاعل مع فيروس كورونا، من خلال التجارب الفنية والشخصية، وكيف استبدل الفنانون الوسائط التي اعتادوا استخدامها في فنهم، بسبب الظروف المرتبطة بالحجر الصحي. كما تظهر الأعمال التبدل الواضح في موضوعاتهم التي يتناولونها، والتي ارتبطت بقضايا خاصة بالجائحة كالصحة والخسارة والموت والمرض والإيمان والعلاقات الإنسانية والعزلة والأسرة والتباعد الاجتماعي، إذ يمكن وصف الحكايات المؤثرة في المعرض بكونها تقدم نوعاً من المواساة والسلوان لجميع المتأثرين بالجائحة وتبعاتها.
تلامس لوحات في المعرض الحكايات اليومية التي عايشناها في ظل الجائحة، فالفنانة الإماراتية عزة القبيسي قدمت عملاً من الاسمنت والأسلاك والخشب تحت عنوان: «انطباع كوفيد» لمجموعة الكفوف التي كانت في خط الدفاع الأول، حيث قدمت من خلال العمل تحية إلى خط الدفاع الأول، بكل ما قدمه من رعاية وعناية إلى الناس في تلك المرحلة، مجسدة هذا الاتحاد والتضامن في وضع الكفوف فوق بعضها بعضاً، وكيف أن التوحد كان السبيل الوحيدة للخروج من الأزمة. كما عبر الفنان الإماراتي، جمعة الحاج، عن مفهوم الاتحاد من خلال لوحة قدم فيها الخطوط الحمراء التي استلهمها من الثقافة الصينية، التي تؤكد ترابط البشر بخيط أحمر لا يُرى، معبراً من خلال العمل عن الترابط الذي نشأ بين البشر في ظل «كورونا»، خصوصاً أن الكثير من الناس لجؤوا إلى وسائل التواصل الاجتماعي، للإبقاء على حالة الترابط والتخلص من حالة الضجر، فساعدت هذه الوسائل على الإبقاء على العلاقات القديمة وتجديد الأحاديث مع الغرباء.
أفكار جديدة
هذه الأفكار التي ارتبطت بـ«كوفيد-19»، قابلتها أعمال أخرى ارتبطت موادها بالجائحة، منها أعمال الفنانة آنا إسكوبار، التي وجدت من شعر رأسها مادة مميزة لتقديم أعمال فنية، حيث راحت تستخدم شعرها لتحيك به الأقمشة، وتوجد من خلال الخياطة بالشعر أشكالاً فنية متنوعة من التطريزات على الأقمشة البيضاء، لتبرز مفهوم التأقلم مع الظروف، خصوصاً أنها كانت تحب التطريز منذ الطفولة، فاستخدمت شعرها كخيط حقيقي للتطريز به.
أما الفنانة اليمنية بشرى المتوكل، فعملت على تصوير نفسها وتصوير بناتها خلال فترة الحجر، وتحدثت عن أعمالها، فقالت: «الجائحة غيرت الكثير في هذا العالم، لكن رغم كل الإجراءات الاحترازية من حجر صحي وارتداء القفازات والكمامات، حملت في المقابل بعض التفاصيل الإيجابية، منها أن العائلات اجتمعت، وهدأت الحياة، كما برزت أهمية كل الأمور الموجودة في حياتنا، المادية منها وغير المادية». ولفتت المتوكل إلى أن الصور التي التقطتها تدعو إلى التفاؤل بأن كل هذا سيمر، مشيرة إلى أن التجربة ككل حملت التوازن النفسي، فقد عملت على أن تكون أكثر تفاؤلاً، خصوصاً أنها تؤمن بأن الفن هو رسالة أمل توثق ما يحدث. ولفتت إلى أن حالة التوثيق التي يقوم بها الفن، وإن كانت لتجارب سيئة فهي بحد ذاتها أمر إيجابي، فالبيئة المحيطة بالفنان وما يحدث في مجتمعه هي نقطة البداية والنهاية في العالم الفني الخاص به.
من جهتها، المحامية اللبنانية سارة قرداحي، شاركت في المعرض بعمل فني بعنوان «جنون»، قامت بتصويره في المنزل وهي ترقص الهولاهوب، وهو العمل الأول لها، مشيرة إلى أن تجربتها الفنية تعد الأولى، إذ كان هذا الرقص هو العلاج النفسي لها في تجربة الحجر الصحي، خصوصاً أن دبي كانت من المدن التي يشعر فيها الناس بأنهم محظوظون خلال الأزمة. ونوهت بأن الرقص كان التجربة التي ساعدتها على عبور المرحلة، خصوصاً أن منزلها واجهته من الزجاج، فحين ترقص على الزجاج كانت تشعر من انعكاس صورتها أنها تحلق في الهواء مع المدينة والأضواء، رغم وجودها داخل المنزل. ولفتت قرداحي إلى أن زوجها ساعدها في التصوير، وقد كونت من خلال الفيديوهات العمل الفني، مشيرة إلى أنها قدمت العمل إلى تشكيل وخاضت المغامرة لأن الفن والإبداع مجرد موهبة، ولا تخاف الانتقاد، بل على العكس تحمل الكثير من الحرية، كونها تعبر عن نفسها دون التفكير برأي الناس بالعمل.
«الجائحة» والفن
تحدث مدير التسويق والمبيعات في مركز تشكيل، كرم حور، لـ«الإمارات اليوم»، عن المعرض، فقال: «المعرض فتح باب المشاركة للفنانين المقيمين بالإمارات، لتقديم أعمالهم التي عملوا على إنتاجها، خلال فترة (كوفيد-19)، فجاء استجابة من الفنانين لتقديم تأثير (الجائحة) في فنهم وحياتهم والناس المحيطين بهم». ولفت إلى أن المعرض جمع ما يقارب الـ42 فناناً، والـ50 عملاً، موضحاً أن اختيار الأعمال استند إلى الحوار بين الأعمال بشكل عام، خصوصاً أن الكثير من الفنانين طرحوا تجربتهم خلال الحجر وخلال الجائحة، فكانت الموضوعات معبرة عن بعض المشاعر والتجارب الشخصية، التي تأثر بها الفنانون.
- تظهر الأعمال التبدل الواضح في الموضوعات وتتجه للصحة والخسارة والموت والمرض والإيمان والعزلة والأسرة والتباعد الاجتماعي.
- الحكايات المؤثرة في المعرض تقدم نوعاً من المواساة والسلوان لجميع المتأثرين بالجائحة.
- آنا إسكوبار استعملت شعر رأسها لتقديم أعمال فنية، وبشرى المتوكل عملت على تصوير نفسها وبناتها، وشاركت سارة قرداحي بفيديو لها وهي ترقص الهولاهوب.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news