الأرشيف الوطني يقرأ «خرائط اللغات البشرية»
نظم الأرشيف الوطني محاضرة تثقيفية، عن بُعد، بعنوان «التعددية اللغوية وخرائط اللغات البشرية»، قدمها خبير الترجمة في الأرشيف، الدكتور صديق جوهر.
وتحدث المحاضر عن دور الإمارات البارز في المحافظة على اللغة العربية، بوصفها لغة وطنية ورمزاً للهوية، مشيداً بحرصها على نهضة اللغة العربية وحمايتها، وتعزيز مكانتها عالمياً، وذلك بالانسجام مع إتاحة تعدد اللغات، لما له من أثر واضح في نشر التسامح لدى الفرد والمجتمع.
وركّز جوهر على أهمية تعدد اللغات بوصفه عنصراً أساسياً في التواصل الحضاري بين الشعوب، والتعايش والتسامح، مشيراً إلى أن ذلك كله تحقّق في دولة الإمارات التي تستضيف جاليات من أكثر من 200 جنسية من مختلف أنحاء العالم، وكل جنسية يتفاهم أبناؤها بلغتهم الأم، وبذلك فإن دولة الإمارات تستفيد من مختلف الثقافات في مجال التنمية المستدامة ولما فيه الخير والتطور والسلام. واستعرض المحاضر خريطة انتشار اللغات في الوقت الراهن، مسلطاً الضوء على الخرائط اللغوية والهيمنة السياسية. وعن الصراع اللغوي في إفريقيا، قال الدكتور جوهر إنه «لا يوجد مكان في العالم يحتوي على تنوع لغوي أكبر من جنوب الصحراء الإفريقية الكبرى، إذ تنتشر آلاف اللغات الشفاهية والمكتوبة، التي زاد المستعمر في صنع الفوارق بينها من أجل تقسيمها والسيطرة عليها، ويرجّح أن الشعوب الإفريقية كانت تعتمد على ذاكرتها في التسجيل والتدوين، ولذلك انتشرت اللغات الشفاهية، ولكن اللغات الاستعمارية ظلت تتربع على قمة الهرم اللغوي، كون لغة الاستعمار تجعل النخب المحلية تحافظ على مصالحها ومكتسباتها». وقدم المحاضر عرضاً عن اللغات المحلية والتعددية اللغوية في جنوب إفريقيا، مبرزاً الصراع بين اللغتين الأفريكانية والإنجليزية فيها، ومحاولات تهميش الأولى.