بالفيديو.. مقتني لوحة الـ227 مليون درهم بدبي: عايشت الجوع في طفولتي
أكّد مقتني لوحة «رحلة الإنسانية» رجل الأعمال الفرنسي، أندريه عبدون، أنه حرص على اقتناء العمل لهدف إنساني بحت، كاشفاً لـ«الإمارات اليوم»، بعد حصوله على اللوحة التي بلغت قيمتها 227 مليوناً و757 ألف درهم (62 مليون دولار)، خلال مزاد نظم في دبي، أول من أمس، أنه «عانى في صغره، وعرف تماماً معنى الجوع والطفولة الصعبة، لكنه كان غنياً بحب عائلته»، على حد تعبيره.
أندريه عبدون: - «لطالما حلمت بتقديم شيء مميز لأطفال العالم.. وهذه المبادرة تمنح الأمل لأطفال بحياة كريمة». ساشا جفري: - «فخور بما أنجزته.. والمبلغ سيغير حياة آلاف الأطفال، وستصل الرسالة إلى كثيرين». - 17 ألف قدم مربعة مساحة اللوحة المسجّلة في موسوعة «غينيس» للأرقام القياسية. - 20 ساعة في اليوم، على مدى سبعة أشهر، عمل الفنان البريطاني على لوحته حتى أنجزها. |
ونجحت اللوحة التي نفذها الفنان البريطاني ساشا جفري، ضمن المبادرة التي أطلقها بعنوان: «إنسانية ملهمة»، في أن تصبح ثاني أغلى لوحة تُباع في مزاد لفنان على قيد الحياة. ورسم الفنان اللوحة في «منتجع أتلانتس» خلال أزمة «كورونا»، بهدف بيعها في مزاد خيري لدعم الأطفال الأكثر تضرراً من آثار الجائحة، بالتعاون مع «دبي العطاء»، و«اليونيسكو»، وعمل ساشا عليها على مدى سبعة أشهر بواقع 20 ساعة يومياً. وقسم العمل الأكبر في العالم، الذي وصل إلى ما يقدر بمساحة 17 ألف قدم مربعة، المسجل في موسوعة «غينيس» للأرقام القياسية، كأكبر لوحة مرسومة على القماش في العالم، إلى 70 عملاً بيعت في المزاد كقطعة واحدة.
مبادرة مُلهمة
توجّه مقتني اللوحة بالشكر إلى صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، الذي يحرص دائماً على مساعدة الأطفال، مضيفاً: «دولة الإمارات تمهد لنا الطريق الذي يمكننا أن نسلكه، كما أن هذا الإنجاز هو مجرد الخطوة الأولى في إطار مبادرة إنسانية مُلهمة».
وبعد اقتناء اللوحة، قال عبدون، لـ«الإمارات اليوم»: «لطالما حلمت بتقديم شيء مميز للأطفال في العالم، وبعد أن تحدثت مع الفنان ساشا، لمست مدى عشقه لهذه اللوحة والجهد الذي كرّسه لتنفيذها، وكان هدفي في الحياة دائماً مساعدة الأطفال، وقد عايشت معنى الجوع والطفولة الصعبة في الصغر، لكني كنت غنياً لأنني أملك حب عائلتي».
وأضاف: «التقيت ساشا في باريس ورأيت أعماله في غاليري، ثم التقينا في دبي بالمصادفة من خلال صديق يجمعنا، وحدثني عن اللوحة وشعرت بالجهد الذي وضعه في العمل والمبادرة ككل».
وأوضح أنه «بعد أن أصبح قادراً على كسب لقمة العيش وتقديم شيء للمجتمع، بات ينظر إلى هذه الأعمال على أنها ضرورية وينبغي على كل شخص أن يفكر فيها، لأن هذه المبادرات قد تحدث فارقاً»، معتبراً أن المبادرة الإنسانية تمنح الأمل لأطفال بحياة كريمة وتضمن لهم مستقبلاً أفضل. وكشف أنه لا يقتني الأعمال الفنية، وتعدّ هذه هي المرة الأولى التي يبتاع بها عملاً فنياً، لكن هدفه كان إنسانياً بحتاً.
«رحلة الإنسانية»
تعدّ لوحة «رحلة الإنسانية» جزءاً من مبادرة ساشا جفري الخيرية «إنسانية مُلهَمة»، التي أطلقت عام 2020 خلال جائحة «كوفيد-19»، برعاية الشيخ نهيان مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش، بالشراكة مع كل من «دبي العطاء»، ومنتجع أتلانتس النخلة في دبي.
ووصف الفنان هذه اللحظة بعد بيع اللوحة بهذا المبلغ القياسي، خلال مزاد في منتجع أتلانتس، بأنها «الأهم والأبرز في حياته». وقال لـ«الإمارات اليوم»: «لا أعرف إن كنت فعلاً الفنان الوحيد على قيد الحياة الذي حقق عمله هذا السعر، لكنني بالتأكيد أحد هؤلاء الفنانين، وهذا يشعرني بالسعادة والفخر، وفي الواقع الرقم لم يكن متوقعاً بالنسبة لي، لكنه يؤكد على رسالة الإنسانية التي هدفت لها اللوحة، فالمبلغ سيغير حياة آلاف الأطفال، وستصل الرسالة إلى كثيرين».
واعتبر أن هذه المبادرة ليست إلا بداية لسلسلة من المبادرات الهادفة إلى دعم الأطفال، كما أن العمل يؤكد على قوة الفن وقوة العطاء والتواصل مع الإنسانية، فكل هذه القيم قد برزت من خلال الرقم الذي حققه المزاد، مشدداً على استمراره في تقديم المبادرات في المنطقة، لاسيما في الشرق الأوسط، حيث يوجد عدد كبير من اللاجئين الذين يحتاجون إلى الدعم. وأضاف أن مبادرته تهدف إلى الإسهام في «إعادة بناء الكوكب المحطم من خلال قلوب وعقول ونفوس أطفال العالم».
من ناحيته، قال الرئيس التنفيذي لـ«دبي العطاء» عضو مجلس إدارتها، الدكتور طارق محمد القرق: «فخورون بالإنجاز الذي حققته اللوحة، إذ تعدّ مبادرة الرسام ساشا بمثابة شهادة واضحة ومثال حي على قوة التعاون بين الناس، وستذكرنا دائماً بالنتائج المبهرة التي يمكننا تحقيقها لو توحدت الجهود ضمن رؤية مشتركة لخلق عالم أفضل».
يذكر أن «دبي العطاء» ستخصص الأموال التي جمعت خلال المزاد لشركاء مبادرة «إنسانية مُلهمة»، بما فيهم «اليونيسف»، و«اليونسكو»، ومؤسسة «غلوبال جيفت»، و«دبي العطاء»، لدعم مجموعة من البرامج الرامية إلى معالجة القضايا المتعلقة بالأطفال، مثل حصولهم على وسائل الاتصال، والتعلم، والرعاية الصحية، والمرافق الصحية.
ملابس ومعدات
إلى جانب اللوحة العملاقة، وعدد من اللوحات، بيعت خلال مزاد منتجع أتلانتس، ملابس الفنان ساشا جفري، التي عمل بها على اللوحة، إلى جانب مجموعة من فراشي الرسم، التي يصل عددها إلى 40 فرشاة، محققة أرقاماً قياسية، فالملابس بيعت بـ140 ألف دولار، ومجموعة الفراشي بـ120 ألف دولار.
وقال ساشا جفري، لـ«الإمارات اليوم»: «إنه شيء عاطفي جداً، لكنني تخليت عن أحد أطقمي التي ارتديتها خلال رسم اللوحة، والتي كان مجموعها ستة أطقم، لأن الهدف كان إنسانياً من أجل المبادرة».