دبلوماسيون ومثقفون إماراتيون في «عام الخمسين والطريق إلى المستقبل»
أكد دبلوماسيون ومثقفون إماراتيون أن دولة الإمارات تحتفل هذا العام بعامها الخمسين، وهي تستعد بخطط طموحة للخمسين عاماً المقبلة، مرتكزة في ذلك على ماضٍ أصيل ومستقبل زاهر. موضحين أن قيام الاتحاد لم يحدث بين ليلة وضحاها، والطريق إليه لم يكن مفروشاً بالورود، ولكن كان هناك العديد من التحديات التي تصدى لها الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وإخوانه حكام الإمارات، ولذلك وجب على أبناء الإمارات العمل على استكمال ما بدأه الآباء المؤسسون من منجزات، والعمل على تحقيق المزيد من الإنجازات في مختلف المجالات.
ثمار حلم
وأوضح المستشار الثقافي لصاحب السمو رئيس الدولة الرئيس الأعلى لجامعة الإمارات، زكي نسيبة، أن مستقبل الإمارات بدأ بحلم خطه الوالد المؤسس الشيخ زايد، طيب الله ثراه، على الرمال، واليوم يقطف الوطن والمقيمون فيه ثمار هذا الحلم، وما يشهده من تطورات وإنجازات وحضارة لا مثيل لها في جميع المجالات. مؤكداً، خلال الجلسة التي نظمها معرض أبوظبي للكتاب مساء أول من أمس، عن نهضة الإمارات وقصة تطورها، بعنوان «عام الخمسين والطريق إلى المستقبل»، وأدارها رئيس تحرير صحيفة «الاتحاد» حمد الكعبي، أن الشيخ زايد حرص منذ البداية على بناء الإنسان بالتوازي مع جهوده لبناء الوطن، إطلاقاً من قناعته، رحمه الله، بأن الإنسان هو محور كل تطور حقيقي، وأن الإنسان المتعلم هو القادر على بناء وطنه، والرجال هم القوة الحقيقية التي نعتز بها.
تحديات
وأضاف: «عندما ننظر حولنا في الإمارات، دولة الرخاء والاستقرار التي باتت سنبلة خير ومنارة أمل تشع لكل المنطقة والعالم، علينا أن نستذكر البدايات التي جاءت مع حلم زايد على الرمال، وبالنسبة لي أتذكر اللقاءات التي كنا نجريها مع المغفور له الشيخ زايد في ستينات وسبعينات القرن الماضي، وكيف كان الحضور من رجال إعلام من جنسيات مختلفة يجزمون بأن هذا الاتحاد لا يمكن له أن يقوم، وإن قام لن يستمر في ظل العواصف والأنواء التي كانت تشهدها المنطقة، إضافة إلى عدم وجود بنى تحتية في الإمارات، ورغم ذلك استطاع الشيخ زايد مع إخوانه الآباء المؤسسين أن يتحدوا هذه الصعوبات ويبنوا الدولة ويعززوا البنيان». مشيراً إلى أن الحديث الآن عن قيام الاتحاد قد يجعل البعض يعتقد أنه حدث بين ليلة وضحاها، لكن واقع الأمر أن الدولة مرت بسنوات عصيبة لبناء الاتحاد والإبقاء على هذا البناء.
قصة الإمارات
وركز سفير دولة الإمارات في فرنسا، علي عبدالله الأحمد، في حديثه على ثلاث نقاط رئيسة هي: رسالة دولة الإمارات إلى الخارج، وسرعة التعافي، وبناء الجسور الثقافية. لافتاً إلى أهمية سرد قصة الإمارات للجمهور في الخارج، بداية من فترة قبل الاتحاد ليعرف العالم من أين بدأت الإمارات وأهلها، والظروف الصعبة التي كانوا يعيشون فيها، حيث كان يتوفى طفل من كل طفلين يولدان، وتتوفى سيدة خلال الوضع من كل ثلاث سيدات، وهو ما يوضح مدى ضعف الخدمات والبنى التحتية وتدني مستوى التعليم في تلك الفترة، من ثم تنتقل القصة إلى المرحلة الثانية والتي تتناول قيام الاتحاد لتوضيح أنه لم يأتِ بسهولة، ولم يكن الطريق مفروشاً بالورود، فقد كانت هناك تحديات كبيرة سواء قبل قيام الدولة أو في البدايات، مع التأكيد على أن الثروة المادية التي منحها الله للإمارات ليست ضماناً للرقي والتقدم، فهناك دول تحولت ثرواتها إلى نقمة. وأضاف: «من المهم أن نشرح أين وصلنا، والأرقام التي حققناها في مختلف المجالات، خصوصاً في مجال التعليم وتمكين المرأة ومشاركتها في المناصب القيادية بالدولة، بينما تركز المرحلة الأخيرة على شرح إلى أين نحن ذاهبون في السنوات الخمسين المقبلة، حيث لدينا طموحات مختلفة عن الخمسين الماضية، وتنتظرنا كذلك تحديات مختلفة عن تلك التي تجاوزناها».
أما النقطة الثانية، بحسب ما أوضح الأحمد، فتتمثل في سرعة التعافي، متوقعاً أن تشهد الفترة المقبلة تكتلات وتحالفات اقتصادية كبيرة حول العالم، لسرعة التعافي الاقتصادي، داعياً إلى تكون توجهات الدولة ومصالحها الوطنية واضحة، وأن يتجه الاستثمار نحو مجالات لم تكن الدولة تستثمر فيها في السنوات السابقة مثل الفضاء والزراعة المتطورة وغيرها.
وفي ما يخص بناء الجسور الثقافية، وهي النقطة الثالثة في حديثه، فأشار الأحمد إلى تجربة الإمارات في بناء جسور ثقافية فريدة من نوعها مع فرنسا، ورغم أن الإمارات ليست من مجموعة الدول الفرنكوفونية ولا تربطها بفرنسا علاقات تاريخية قديمة، أصبحت، في ظل وجود متحف «اللوفر أبوظبي» و«جامعة السوربون أبوظبي» بوابة للثقافة الفرنسية لكل العالم. لافتاً إلى أن التركيبة السكانية في الإمارات، وما تتسم به من تنوع كبير في الجنسيات، أثبتت عبر السنوات أنها ميزة وليست عامل ضعف كما كان البعض ينظر إليها قديماً.
تمكين المرأة
الكاتبة والناقدة فاطمة المزروعي تناولت وضع المرأة في الإمارات، مشيرة إلى إيمان الغفور له الشيخ زايد، طيب الله ثراه، منذ البداية بضرورة أن تلعب المرأة في الإمارات دوراً فاعلاً من أجل تنمية وطنها. كما توقفت أمام الدور الذي لعبته سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية (أم الإمارات)، كداعم أساسي للمرأة ودورها في الدولة.
وأوضحت المزروعي أن هناك عوامل أدت لنجاح تمكين المرأة في الإمارات، من أبرزها رؤية الدولة الواضحة للدور الذي يمكن أن تشارك به المرأة في بناء وطنها، واهتمام القيادة ببناء الإنسان عموماً، كذلك وجود بيئة تشريعية تدعم دور المرأة تتمثل في الدستور والقوانين الاتحادية والمحلية، وهناك أيضاً الاستراتيجية الوطنية لتمكين المرأة، ووجود آليات واضحة للعمل على تمكين المرأة. بالإضافة إلى الدور المهم الذي لعبه مجلس الإمارات للتوازن بين الجنسين منذ تأسيسه في عام 2015 في تحقيق التوازن بين الجنسين في جمع مؤسسات الدولة. داعية إلى العمل على الاستثمار في الأرقام والإحصاءات في المستقبل.
دور الشباب
تناول المدير العام للمؤسسة الاتحادية للشباب، سعيد النظري، دور الشباب في الخمسين عاماً المقبلة، مؤكداً أن أهم ما يمكن تقديمه للوطن «هو أن نوثق للأجيال القادمة كل ما تحقق في السنوات الخمسين الماضية، ففي كل بيت في الإمارات هناك حلم تحقق وقصة نجاح، وقيم تستحق أن تدون لكي نتعلم منها ونوثقها وننقلها لأجيال المستقبل. ولذلك عملنا على مبادرة (الحالمون الأوائل) لنروي من خلالها قصة الآباء والأجداد وما قدموه من تضحيات».
زكي نسيبة:
• «مستقبل الإمارات بدأ بحلم خطه الشيخ زايد على الرمال، واليوم يقطف الوطن والمقيمون فيه ثمار هذا الحلم».
علي الأحمد:
• «الثروة المادية ليست ضماناً للرقي والتقدم، فهناك دول تحولت ثرواتها إلى نقمة».