المتحف المصري الكبير.. رمسيس الثاني يرحب بالزوار
أوضح سفير جمهورية مصر العربية لدى الإمارات، شريف البديوي، أن افتتاح المتحف المصري الكبير، والمقرر أن يتم في الربع الأخير من العام الجاري، سيكون واحداً من الأحداث المهمة على مستوى العالم، لافتاً الى أن العالم أجمع في ترقب ليوم افتتاحه، منذ أن بدأ العمل فيه، نظراً لأهمية المتحف الذي يهدف إلى المحافظة على التراث، وتعزيز السياحة التي تمثل مصدراً مهماً من مصادر الدخل القومي في مصر.
من جانبه؛ أوضح الملحق الثقافي بالمكتب الثقافي المصري بأبوظبي، الدكتور محمد بدري، خلال الندوة التي نظمها المكتب افتراضياً عبر تطبيق زووم، أن المتحف المصري الكبير سيكون أكبر متحف أثري في العالم، وسيضم بين جنباته نحو 100 ألف قطعة أثرية، بالإضافة إلى سينما ثلاثية الأبعاد، ومتحف مخصص للأطفال، كما سيحتوي على مجموعة الكنوز الكاملة للملك توت عنخ آمون على مساحة تزيد على 7000 متر مربع، مشيراً إلى أن تمثال رمسيس الثاني، البالغ وزنه 83 طناً، كان من أوائل الكنوز التي تم نقلها إلى المتحف المصري الكبير، ومن المتوقع أن يستقبل المتحف نحو 15 ألف زائر يومياً أي ما يزيد على خمسة ملايين زائر سنوياً.
وتطرق رئيس جامعة حلوان، الدكتور ماجد نجم، في مداخلته، إلى بداية التفكير في إنشاء المتحف المصري الكبير، والذي أصبح ضرورة في ظل توالي الاكتشافات الأثرية في مصر والعثور على العديد من القطع الأثرية، في الوقت نفسه كان المتحف المصري الذي يقع في ميدان التحرير بقلب العاصمة القاهرة، يكتظ بالعديد من القطع الأثرية المعروضة للجمهور، إلى جانب الكثير من القطع في مخازن المتحف، فكان لابد من التوجه لإنشاء المتحف الجديد.
وأشار رئيس جامعة حلوان الى أن المتحف المصري الكبير، الذي تم اختيار موقع مميز له بالقرب من أهرامات الجيزة، ويمتد على مساحة 117 فداناً، سيكون مركز إشعاع حضاري وليس فقط متحفاً لعرض القطع الأثرية، حيث يضم إلى جانب صالات العرض والقطع الأثرية، مراكز للأبحاث، منها على سبيل المثال مركز لأبحاث البيوتكنولوجي لاكتشاف الفطريات التي تصيب القطع الأثرية ومعالجتها، كما سيحتوي على مكتبة، ومعامل متخصصة للأبحاث، وأماكن للترفيه كسينما ثلاثية الأبعاد، ومطاعم وأماكن للترفيه، ومحال لبيع التذكارات السياحية. لافتاً الى أن المتحف سيقوم بجذب السائحين من كل مكان، وبالتالي زيادة عدد الليالي السياحية بما يدعم قطاع السياحة التي تعد من أهم مصادر الدخل القومي المصري.
ووفق ما تم إعلانه حتى الآن عن المتحف، سيبدأ مسار الزائر للمكان برؤية ميدان المسلة الذي يعرض أول مسلة معلقة بالعالم، ويرى أمامها الواجهة المهيبة للمتحف «حائط الأهرامات» بعرض 600 متر وارتفاع 45 متراً، ليدلف منها الزائر إلى داخل المبنى الذي يتألف من كتلتين رئيستين، هما مبنى المتحف، وهنا يقف رمسيس الثاني مرحباً بالزائرين ويضم العديد من القاعات من أبرزها قاعة الملك توت عنخ آمون التي تضم كنوز الملك مجتمعة لأول مرة، ومكتبة للكتب النادرة ومخازن للآثار. ومبنى المؤتمرات الذي يضم قاعة ثلاثية الأبعاد ومركزاً ثقافياً وساحة مطاعم رئيسة وممشى تجارياً ومحال تجارية. أما بالنسبة للساحات الخارجية فتضم متحف مركب الشمس ومجموعة من المطاعم، والعديد من الحدائق.
مقتنيات الملك
يُعد المتحف المصري الكبير هو الأكبر في مصر والعالم، وتصل طاقته الاستيعابية إلى نحو خمسة ملايين زائر في العام، ويضم ما يقرب من 100 ألف قطعة أثرية، ومن أبرز مقتنيات المتحف مجموعة الملك توت عنخ آمون التي ستعرض أول مرة كاملة في قاعة خاصة تم الانتهاء من تجهيزها بشكل كامل، ومن المتوقع الانتهاء من عرض وتنظيم مقتنيات الملك خلال شهر سبتمبر المقبل، لتكون القاعة جاهزة بالكامل، وستضم نحو 5300 قطعة أثرية. أمّا قاعة العرض الرئيسة التي تغطي مساحة 22 ألف متر، فمن المقرر أن تضم أكثر من 12 ألف قطعة أثرية.