استراتيجية شملت التعليم وأول وزارة للتسامح
أكاديميون: الإمارات قدّمت نموذجاً عالمياً فريداً لمواجهة التطرف
أكد أكاديميون مصريون أن الإمارات قدمت نموذجاً فريداً في مكافحة التطرف، واستطاعت أن تتخذ خطوات رائدة في هذا المجال، مشددين على ضرورة العمل على تعزيز المسؤولية المجتمعية لدى الأفراد والمؤسسات في المجتمع، للتصدي للفكر المتطرف وتفكيكه، وعدم الاكتفاء بالحلول الأمنية.
وأوضح الملحق الثقافي المصري في أبوظبي، الدكتور محمد بدري، أن مواجهة التطرف الفكري تحتاج إلى نشر الوعي المجتمعي، من خلال الدور الذي تلعبه مؤسسات الدولة المختلفة، سواء المؤسسات التعليمية أو الثقافية أو الدينية، أو من خلال وسائل الإعلام المختلفة، وكذلك المسلسلات والأفلام التي تعرّف المجتمع بحقيقة التطرف الفكري، وخطورته على المجتمعات والإنسانية جمعاء، لأنه يقود إلى هدم أي مجتمع إذا تغلغل فيه، كما يقوض جهود التنمية والتطور. مشدداً، خلال الندوة التي نظمها المكتب الثقافي المصري بأبوظبي عبر تقنية الاتصال المرئي، مساء أول من أمس، بعنوان «المسؤولية المجتمعية في مواجهة خطاب التطرف»، أن الدولة المصرية لا تألو جهداً في مواجهة التطرف الفكري، وتجفيف منابعه بمختلف الوسائل والطرق التي تضمن استقرار ونهضة الدولة.
الإمارات نموذج رائد
وأشارت نائب المدير العام لمؤسسة «حرف آند فاصلة» بأبوظبي، الدكتورة أمل صقر، إلى ضرورة التفرقة بين مواجهة التطرف على المستوى الصلب، من جهة، ويقصد به الجانب الأمني والشرطي والعسكري، وهو مهم جداً للقضاء العاجل أو الآني على الجماعات المتطرفة التي تتجه لاستخدام العنف، ومن جهة أخرى، العمل على تحقيق درجة أنجع في مواجهة التطرف، عبر توظيف القوة الناعمة، وما تطرحه من فكر وخطاب للرد على الخطاب المتطرف، وإشراك الأفراد والمؤسسات في المجتمع في هذه المواجهة، مثل المؤسسات التعليمية والمؤسسات الدينية وعلى رأسها الأزهر الشريف والمساجد، والجمعيات التطوعية والخيرية والنوادي الاجتماعية والمؤسسات الفكرية والثقافية ووسائل الإعلام.
وأوضحت صقر أن الإمارات قطعت شوطاً مميزاً في مواجهة الفكر المتطرف، وتوظيف المسؤولية الاجتماعية في هذا المجال، وذلك عبر محاور أساسية عدة، في مقدمتها التعليم، حيث أدركت الدولة أنه المجال الأبرز الذي يستهدفه الفكر المتطرف للوصول إلى المجتمع، فقامت بإدخال المنهج الأخلاقي في المراحل الدراسية المختلفة، لتشجيع وتعزيز أفكار التسامح، وتقبل الآخر، ومقابلة الفكر بالفكر لدى الطلبة، كما حرصت الدولة على اختيار المعلم، ففرضت على الراغبين في العمل في هذا المجال الحصول على رخصة مهنية، حتى تطمئن أنه قادر على تقديم الفكر السليم للطلبة. بالإضافة إلى إطلاق مبادرة تعاون بين وزارة التربية والتعليم، ومركز هداية، لتقديم برامج للتوعية من الفكر المتطرف. لافتة أن المحور الثاني الذي اعتمدته الإمارات في مواجهة التطرف تمثل في تعزيز منظومة العمل الخيري والإنساني بين فئات المجتمع وخاصة الشباب، في حين تمثل المحور الثالث في مبادرة إنشاء أول وزارة للتسامح في العالم، داعية إلى الاستفادة من النموذج الإماراتي في مكافحة التطرف.
الأزهر يستعيد دوره
ولفتت الدكتورة صقر إلى اتجاه الأزهر الشريف في مصر نحو استرجاع دوره التاريخي كمؤسسة يمكن للعالم العربي أجمع أن يركن إليها في مواجهة التطرف، حيث قام في الفترة الأخيرة بإطلاق مبادرات مختلفة، منها خروج مجموعات من مشايخ وعلماء الأزهر إلى المناطق والأحياء الشعبية المعروف عنها أنها بؤر للجماعات الإرهابية، للتحاور مع الشباب على المقاهي، وتعريفهم بأحكام الدين في القضايا والمشكلات الاجتماعية المختلفة، خاصة المرتبطة بالشباب وحياتهم اليومية، والحديث معهم بأريحية شديدة، وهذه المبادرة استقطبت اهتمام وسائل الإعلام الغربية. كذلك أطلق الأزهر موقعه الإلكتروني بشكل جديد وتفاعلي، وحرص على رصد ما ينشر من قضايا وفتاوى بلغات مختلفة، والرد عليها وترجمتها للجمهور، كما بدأ الأزهر يواكب تطور استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، وانتبه لاستخدام التنظيمات الإرهابية هذه الوسائل لاستقطاب الشباب.
التجربة المصرية
من جانبها، استعرضت رئيسة وحدة التحولات المجتمعية في مركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة بأبوظبي، هالة الحفناوي، تجربة مصر في مواجهة التطرف والإرهاب، لافتة إلى أنها نجحت في قطع شوط كبير في هذا المجال، وفي العمل على نقل فكرة مواجهة التطرف إلى المجتمع ككل، سواء أفراد أو مؤسسات، ولم تعد تقتصر على المواجهات الأمنية فقط. وتطرقت إلى أبرز مرتكزات التحرك المصري في هذا المجال، وفي مقدمتها العمل على تطوير التعليم، وتخليص المؤسسة التعليمية من التأثير الذي تركه عليها تنظيم الإخوان عبر سنوات طويلة، قام خلالها باختراق مناهج التعليم، وكذلك الكوادر العاملة فيه.
دور الجامعات
تحدثت رئيسة مركز الطب النفسي بجامعة عين شمس، الدكتورة عفاف حامد، عن دور الجامعات في مواجهة الفكر المتطرف، والتصدي لمحاولات الجماعات المتطرفة استقطاب الطلبة، عبر تسليحهم بالمهارات الحياتية، وتشجيع مواهبهم، وعدم الاكتفاء بالدراسة المتخصصة فقط. كما أشادت بالتجربة الإماراتية في هذا المجال، خاصة بمبادرة تخصيص وزارة للتسامح والتعايش، مشدّدة على ضرورة الاستفادة من هذه التجربة.
أمل صقر:
«الأزهر يتجه لاسترجاع دوره التاريخي كمؤسسة يمكن للعالم العربي الركون إليها».
هالة الحفناوي:
«توظيف الدراما والإعلام والمدارس لتحويل مكافحة التطرف إلى قضية قومية تجب مواجهتها».
محمد بدري:
«التطرف الفكري يقود إلى هدم أي مجتمع إذا تغلغل فيه، كما يقوض جهود التنمية والتطور».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news