«قاعات الأحجار الكريمة».. مرحباً بك في صندوق مجوهرات العالم
أصبح باستطاعتك الآن أن تعيش لبعض الوقت في صندوق للمجوهرات، إن كنت قادراً على أن تصل إلى مدينة نيويورك الأميركية، التي أطلقت، قبل أيام، الألعاب النارية احتفالاً بانتهاء خطر فيروس كورونا المستجد على المدينة، إذ أعاد المتحف الأميركي للتاريخ الطبيعي افتتاح قاعات الجواهر والأحجار الطبيعية، الذي أغلق عام 2017، بحلة جديدة وساحرة، وبرّاقة حرفياً.
«عند دخولك القاعات، ستشعر بأنك دخلت فعلاً إلى صندوق مجوهرات العالم»، بهذه الكلمات وصفت نائب رئيس حملات المتحف الأميركي للتاريخ الطبيعي، أليسون مينون، قاعات «أليسون آند روبيرتو مينون» للأحجار الكريمة والمعادن، التي أعيد افتتاحها في 12 يونيو الجاري، إذ تستقبل الزائر قطعتان من أكبر أحجار الجمشت في العالم، بينما تزين 200 ألف قطعة من الأحجار الكريمة، والمعادن، والصخور، وأحجار النيازك ما تبقى من مساحة المعرض التي تصل إلى 11 ألف قدم مربع.
يعتبر هذا المعرض أحد أقدم المعارض الدائمة في المتحف منذ افتتاحه عام 1869، واستمر في النمو والتطور حتى يومنا هذا، إذ يجمع واحدة من أهم قطع المجوهرات، والأحجار الكريمة، وشبه الكريمة، والصخور، والمعادن، وقطع النيازك، المعروضة على مساحة خمس قاعات متصلة.
وقال القيّم على المعرض الدائم، جورج إي. هارلو، لدورية «أنتيكس آند ذي آرتس» الأسبوعية: «يحتوي المعرض على الكثير من القطع الرئيسة المهمة، سواء الكبيرة والجميلة، أو تلك المثيرة للفضول والأسئلة، أمنيتي أن تنادي قطع ما الزوار، لتبدأ لديهم تجربة الهيام في أرجاء القاعات».
زفير وزمرد
تستقبل الزوار واحدة من أهم وأضخم قطع المعرض، من حجر الجمشت، التي تقف على ارتفاع تسعة أقدام، وبوزن 5440 كيلوغراماً، والتي استخرجت من منجم بولسا في الأوروغواي، بالإضافة إلى أكبر وأشهر قطعة زفير في العالم، التي تحمل اسم «ستار أوف إنديا»، ذات اللون السماوي الساحر، وبحجم 563 قيراطاً، وعمرها يعود لملايين السنين.
بالإضافة إلى قطعة الزمرد «باتريسيا» ذات الـ12 وجهاً، التي تزن 632 قيراطاً، وتعد واحدة من أهم القطع الكريمة في العالم، إذ اكتشفت في كولومبيا عام 1920، وتحمل اسم ابنة صاحب المنجم الذي وجدت به، وتعد هذه القطعة واحدة من قطع قليلة جداً من الحجم الكبير، التي لاتزال محفوظة كما هي ولم يتم تقطيعها.
مخلوقات جميلة
إلى جانب المعرض الدائم، تضم القاعات معرضاً مؤقتاً يحمل عنوان «مخلوقات جميلة» أو (بيوتفل كريتشرز)، تقيّمه مؤرخة المجوهرات، ماريون فيسل، صاحبة كتاب «بيوتفل كريتشرز: مجوهرات مستوحاة من مملكة الحيوان 2020»، وهو المعرض الذي يأتي بمناسبة مرور 150 عاماً على افتتاح المتحف، مشيرة إلى أن اختيار فكرة عرض المجوهرات، المستوحاة من الحيوانات البرية الجميلة، يأتي مقارباً لروح المتحف وما يحتويه.
وأضافت فيسل أن المعرض يضم 104 قطع مجوهرات، من ضمنها 11 قطعة تعود لأرشيف «كارتيير»، وبينت أن معرض المجوهرات لا يعرض قطعاً جميلة فقط «إلا أنه يسلط الضوء، أيضاً، على تقنيات التصنيع على مدى 150 عاماً، وتقنيات تنفيذ الأحجار، بالإضافة إلى ارتباط المجوهرات بالثقافات المجتمعية، وكيف استطاعت الحيوانات أن تعكس اهتمامات مختلفة كانت تحدث في المجتمعات آنذاك، فعلى سبيل المثال انتشرت هواية جمع الحشرات والفراشات في القرن الـ19، الأمر الذي انتقل إلى تصميم المجوهرات في تلك الفترة، بينما انتشرت بين عشرينات وخمسينات القرن الماضي هواية صيد السمك بالصنارة، ما انعكس على تصميم المجوهرات، إذ انتشرت الدبابيس المصممة من الزفير الأزرق على شكل أسماك».
كما يضم المعرض قطعة مجوهرات من «كارتيير» على شكل عقد من التماسيح، تحتوي على 60.02 قيراطاً من أحجار الألماس الصفراء الفاخرة، و66.86 قيراطاً من أحجار الزمرد، وهي القطعة التي يقال إنها اعتمدت على تماسيح حقيقية، إذ جلبت الممثلة المكسيكية، ماريا فيلكس، تماسيح صغيرة إلى دار «كارتيير» في باريس لتكون نماذج حقيقية للتصميم.
نجم البحر
يضم معرض «مخلوقات جميلة» قطعة مجوهرات، عبارة عن دبوس من الذهب على شكل نجم البحر، تغطيه أحجار الجمشت، و71 حجراً من الياقوت، ويعتقد الخبراء أنها إحدى أربع قطع أخرى صنعت في ثلاثينات القرن الماضي.
• صخور ومعادن وقطع نيازك معروضة على مساحة خمس قاعات متصلة.
• 150 عاماً عُمر المتحف الأميركي للتاريخ الطبيعي.