جمال السويدي يرصد حسابات «الإخوان» الخاطئة في الإمارات
أصدر نائب رئيس مجلس أمناء مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، جمال سند السويدي، كتاباً جديداً يقدِّم فيه دراسة معمقة لتجربـة «جماعـة الإخوان» فـي دولة الإمارات، ويغطّي فراغاً بحثيّاً كبيراً بشأن هذا الموضوع؛ إذ إن هذه التجربة لم تُدرَس سابقاً دراسة كافية؛ واقتصـر مـا ورد بشأنها على مقالات صحافيَّة، وتغطيات إعلاميَّة، أو دراسات جزئيَّة، فضلاً عن الحديث الشفهيّ الذي دار، ولايزال، حول «جمعية الإصلاح والتوجيه الاجتماعي»، التي استغلَّت البيئة السياسية والاجتماعية على مدى ثلاثة عقود في التمدُّد وتعزيز الوجود، حتى ظنت أن ساعدها قد اشتدَّ، وانتظرت أيَّ أزمة كي تعلن نيَّاتها الحقيقية، لكنَّ هذا لم يتحقق لها.
ويركّز الكتاب على نشأة جماعة الإخوان الإرهابية وتاريخها في الإمارات، مستهدفاً دراسة ممارساتها، وتشريح سلوكياتها ورؤاها الفكرية والسياسية، منطلقاً من الإدراك التامِّ أن أفكار جماعة الإخوان المسلمين لا تعبّر عن الإسلام، ولا تعكس صورته النقية، لأن الاستسلام لمزاعمها في هذا الشأن إساءة بالغة إلى الدين الحنيف. ويهدف الكتاب إلى إثبات أن أحد أهم أسباب تدهور جماعة الإخوان المسلمين في العالم العربي هو حساباتهم الخاطئة، وعدم امتلاكهم الرُّؤى السياسية الواقعية.
ويخلص الفصل الأول من الكتاب إلى أن تاريخ الإخوان يتضمَّن تضارباً هائلاً، وبوناً شاسعاً بين المبادئ والتطبيق، وإلى وجود تباينات في أدائها السياسي بحسب ظروف كل دولة، ومتغيرات البيئتين الداخلية والخارجية، ولكنَّ حكمَ جماعة الإخوان المسلمين في مصر انطوى على فشل جليّ، وهو التجربة السياسيَّة الوحيدة للجماعة التي أُسدِل الستار عليها نهائيّاً عقب ثورة الشعب المصري عليها.
وفي الفصل الثاني يعود بنا الكاتب إلى فترة الستينات والسبعينات من القرن الماضي، ليتتبَّع الإرهاصات الأولى لنشأة الإخوان في الإمارات. وفي الفصل الثالث يبيّن كيف حاول الإخوان إطاحة حكومة دولة الإمارات، مستغلَّة أحداث الربيع العربي، وعريضة مارس 2011.
ويخلص الكاتب إلى أن حسابات جماعة الإخوان المسلمين في دولة الإمارات خاطئة جدّاً، حيث اعتقدت أن نجاح جماعة الإخوان المسلمين المصريَّة في ما يُسمَّى الربيع العربي، ووصولها إلى الحكم عاماً، هما البداية لتولّي الجماعة السلطة والحكم في جميع الدول، ومنها دولة الإمارات، وقد كان الإخوان المسلمون في دولة الإمارات يقولون كذباً إن للجماعة شعبية كبيرة بين الشعوب العربية، وإنها البديل الشرعي لأنظمة الحكم السياسية في دولة الإمارات العربية المتحدة والعالم العربي. وليس هناك من دليل أو برهان على إخفاق جماعة الإخوان المسلمين أوضح من تراجع معدلات شعبيتها، بل انهيارها بشكل واضح في السنوات الأخيرة في العالمَين العربي والإسلامي.
• أفكار جماعة الإخوان المسلمين لا تعبّر عن الإسلام وصورته النقية.