«وكالة الجداوي».. شاهد على رخاء مدينة تاريخية
دشّن وزير السياحة والآثار المصري، الدكتور خالد العناني، ومحافظ الأقصر، المستشار مصطفى ألهم، يرافقهما مسؤولون مصريون وأميركيون، أمس، مشروع ترميم وكالة الجداوي الأثرية، التي جرى ترميم معالمها بتمويل هيئة المعونة الأميركية.
واستهدف المشروع إعادة اكتشاف الأصول التراثية الثقافية لمدينة إسنا التاريخية، جنوب محافظة الأقصر الغنية بالمعالم الأثرية، وأحد أشهر مقاصد السياحة الثقافية المصرية.
وتُعد وكالة الجداوي أحد المعالم الأثرية البارزة في مدينة إسنا، ودليلاً على الرخاء الذي عاشته المدينة خلال القرن الـ18.
وكانت مدينة إسنا في تلك الفترة مقصداً يفد إليه التجار من إفريقيا، وسوقاً للصمغ العربي وريش النعام والعاج والمنسوجات والزيوت المحلية، كما لعبت المدينة دوراً في التجارة بين القاهرة من جهة، ومدن الصعيد والتجارة القادمة من إفريقيا من جهة أخرى. ويتكون مبنى الوكالة من طابقين يحيطان بفناء مفتوح، كان الدور الأرضي يستخدم في تخزين وبيع البضائع، بينما استخدم الدور العلوي لاستضافة التجار الزائرين للمدينة. وتعد وكالة الجداوي أحد النماذج النادرة بهذه النوعية من المباني بصعيد مصر، كما تتميز بزخارف من الطوب الآجر والعناصر الخشبية المنقوشة، خصوصاً في كتلة المدخل والأعمدة المحيطة بالفناء، لذا فهي شاهد على روعة العمارة بصعيد مصر في تلك الفترة.
ونظراً إلى أهميتها التاريخية الواضحة، قامت الدولة بتسجيل «وكالة الجداوي» ضمن الآثار الإسلامية سنة 1951.