السياحة الصحراوية تجذب القاطنين والزائرين إلى أصالة التراث وروعة المغامرات
على مدار العام تجتذب الصحراء في الإمارات المواطنين والزوّار إلى واحاتها وكثبانها الرملية الساحرة لعيش تجارب «البر» وما تحمله من حنين لتراث الآباء والأجداد وثقافتهم الأصيلة وأجوائهم العائلية الدافئة، ولكن هذا النوع من السياحة يزدهر بشكل خاص مع حلول فصل الشتاء في دولة الإمارات حتى تدب الحياة في أرجاء صحاريها المترامية الأطراف، إما مع تقاطر أهلها والمقيمين على أرضها إلى ربوعها أو عبر وفود السياح الذين يقصدون الدولة من حول العالم لعيش تجارب متنوعة ومشوّقة وسط الأماكن الطبيعية الخلابة والتضاريس المتنوعة والأجواء الدافئة، حيث تمتد الصحاري الرملية على مساحات كبيرة في الدولة، وتحتضن أجمل الكثبان الرملية.
وتحتضن دولة الإمارات مشروعات سياحية تعد الأضخم والأكثر تميزاً على مستوى العالم للسياحة الصحراوية. هذه الصحاري تشكل ملاذاً لمحبي الهدوء والصفاء والأجواء الطبيعية، وتتيح لمحبيها الاستمتاع بالعديد من الخيارات والأنشطة في هذا الفصل.
بعيداً عن مراكز التسوق وصخب الحياة الحديثة، توفر المنتجعات والفنادق الصحراوية على امتداد إمارات الدولة مساحة من الهدوء المنعزل وإطلالات رائعة على السهول الواسعة وسط الجبال الصحراوية في الهواء الطلق، حيث يمكنكم ركوب الخيل والجمال، أو التجول بالسيارات والعربات السريعة في الطبيعة وبين الكثبان الذهبية أو الخروج في رحلة سفاري صحراوية أو ممارسة فنون الرماية والصيد بالصقور المميزة.
وينعم الجميع بتجارب ممتعة ومميزة في مشاهدة السماء بصفائها ونجومها المتلألئة في الصحراء وغروب الشمس، والأجمل من ذلك الابتعاد عن التسوق والأماكن التي تمنح المتعة للحظة، ففي الصحراء يستطيع الجميع ممارسة الأنشطة البدنية والعقلية كركوب الجمال والرماية، ولا ننسى فرصة الحصول على باقات مختلفة لأجمل الأطعمة، أساسها الأكلات العربية الأصيلة، إضافة إلى باقة مختلفة للأطعمة المحلية، لإرضاء مختلف الأذواق.
وتُشكّل السياحة الصحراوية عنصراً أساسياً من عناصر ما بات يعرف بـ«السياحة البيئية» التي تمتاز بالاستدامة والارتباط بالطبيعة، وقد أظهرت بيانات لمجلس السياحة والسفر العالمي، وصول نسبة المساهمة الكلية لقطاع السياحة والسفر في الاقتصاد الإماراتي خلال عام 2020 إلى نحو 71 ملياراً 600 مليون درهم، فيما بلغ الإنفاق على السياحة الداخلية نحو 23 ملياراً و800 مليون درهم.
وانعكست الأولوية التي تعطيها دولة الإمارات للبيئة والثروة الطبيعية والاستدامة على قطاع السياحة الصحراوية، وتتنافس المرافق السياحية الصحراوية في الدولة على تطبيق أعلى المعايير الصديقة للبيئة من خلال إعادة تدوير مياه الصرف الصحي واستخدامها للري، وإدارة النفايات في الموقع والالتزام بمفاهيم الحياد الصفري للانبعاثات الكربونية واعتماد مصادر الطاقة البديلة والمتجددة.
ويزيد من أهمية تلك الممارسات وقوع العديد من المرافق الصحراوية في محميات أو مناطق تشكّل موائل طبيعية لأنواع فطرية نادرة أو مهددة بالانقراض، ما يجعل اللجوء إلى حلول «الاقتصاد الأخضر» أمراً حيوياً.
ولا تقتصر عناصر الاستدامة على البيئة الطبيعية، بل تشمل أيضاً المجتمعات المحلية في مناطق عمل المشروعات الصحراوية، والتي تستفيد بدورها من خطط التمكين وتوفير فرص العمل النوعية ومواكبة السياحة الصحراوية من خلال المشروعات الصغيرة والمتوسطة المحلية.
وتحتضن صحراء كل إمارة من إمارات الدولة طابعاً ورونقاً خاصاً بها يجعل منها وجهة سياحية تلائم تطلعات ورغبات المواطنين والمقيمين والزوار العرب والأجانب، بسبب تنوّع المناظر الطبيعية بين الامتدادات الصحراوية الرملية والتشكيلات الصخرية إلى جانب توزع المحميات التي تتمتع كل واحدة منها ببيئة طبيعية فريدة. وتستقبل أجواء الإمارات الصحراوية جميع محبي المغامرة للإقامة في أجمل المنتجعات والملاذات الريفية، ذات الكثبان الرملية الساحرة.
مرافق عالمية في الصحراء
يشير العاملون في القطاع السياحي بالدولة إلى أن الكثير من زوّار الدولة يحرصون على إدراج زيارة الصحراء ضمن برامجهم السياحية، ما يدل على مدى مساهمة السياحة الصحراوية في إغناء الخيارات المتوافرة للسياح. وبفضل هذه الجاذبية العالية للسياحة الصحراوية، دخلت أبرز العلامات التجارية المعروفة في عالم السياحة والترفيه، من خلال إنشاء مرافق عالمية المستوى تجمع بين المعايير العالمية وأصالة ثقافة وتراث الإمارات، وتسهم في استحداث آلاف فرص العمل النوعية وتدر عوائد مباشرة وغير مباشرة للاقتصاد الوطني.