شجرة «السرح» الوحيدة في أبوظبي عمرها يزيد على 100 عام
تمثل شجرة السرح واحدة من أكثر الأنواع النباتية ندرة في دولة الإمارات، حيث توجد فقط في إمارة رأس الخيمة، ولكن هيئة البيئة في أبوظبي، سجلت في يوليو 2020، وجود شجرة واحدة فقط في إمارة أبوظبي، وتحديداً ضمن أحد التشكيلات الصخرية في منطقة ملاقط شرق مدينة العين، قرب الحدود مع سلطنة عُمان، وقد وجدت ضمن منطقة محاطة بشبك يصعب الدخول إليها، الأمر الذي أسهم في توفير الحماية للشجرة الأخيرة من هذا النوع في الإمارة. وقدر بعض من أهالي ملاقط عمر الشجرة بما يزيد على 100 عام.
وتعد أشجار السرح من الأشجار المحلية التي تدعم التنوع البيولوجي، وتضفي جمالاً على البيئة البرية، وتشتهر بظلها، بما يجعلها مثل مظلة في الصحراء، كما كانت تستخدم قديماً في الوصفات الطبية التقليدية لمداواة الأمراض الصدرية، وأمراض الفم والأسنان، وكمليِّن معوي، وذكرها ابن سينا في كتابه «قانون الطب»، ومنه اشتق الاسم العلمي اللاتيني لها. كذلك استخدم سكان المنطقة فروعها الدقيقة كعود لتكحيل العين، وهو ما يسمى في كل من اللغة العربية الفصحى واللهجة المحلية «المرود».
ووجه سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في منطقة الظفرة رئيس مجلس إدارة هيئة البيئة في أبوظبي، بإكثار شجرة «السرح» المحلية، والحفاظ عليها، في إطار حرص واهتمام سموه بالمحافظة على إرث المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، لحماية الأشجار المحلية النادرة والمعمرة.
وأكد سموه أن تلك الأشجار ارتبطت ارتباطاً وثيقاً بالمنطقة منذ القدم، وتعد شاهداً حياً على تاريخ الدولة، ومعالم لا تقل في أهميتها عن المعالم التاريخية والأثرية.
وقامت الهيئة بإجراء محاولات عديدة لإكثار شجرة السرح، حيث تمت زراعة بذور لها لإكثارها في المشتل الذي تديره الهيئة في منطقة الظفرة، وتم إنتاج ما يزيد على 50 بادرة صغيرة، تمت إعادة زراعة 25 بادرة منها ضمن حدود متنزه جبل حفيت الوطني.
وتتميز «السرح» بكونها شجرة دائمة الخضرة، يصل ارتفاعها إلى ثمانية أمتار تقريباً، ذات أوراق صغيرة بيضاوية جلدية الملمس، وتكون هذه الأوراق كثيفة على الأفرع، ما يبدو مثل تاج خضري كروي كثيف للشجرة، ويؤمّن الظل بشكل ممتاز عند اكتمال نموه. أما أزهارها فهي شعاعية مفردة، تتشكل في شهري يناير وفبراير، وتتحول إلى ثمار قرنية صغيرة، تنضج في شهري مارس وأبريل. كما يعتبر «السرح» من الأشجار ذات الانتشار الإفريقي، التي تتسرب في انتشارها في حدود دنيا إلى كل من المملكة الأردنية الهاشمية، وفلسطين، وجمهورية اليمن، والمملكة العربية السعودية، وسلطنة عُمان، والإمارات العربية المتحدة. وتمثل كل من سلطنة عُمان ودولة الإمارات الحد الشرقي العالمي لانتشار هذا النوع، حيث يقف فيها ولا يتجاوزها شرقاً.
• «السرح» أشجار محلية تدعم التنوع البيولوجي وتضفي جمالاً على البيئة البرية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news