المتاحف الشخصية.. شغف يحمي التراث الإماراتي
انطلقت، أول من أمس، فعاليات منتدى الفجيرة الرمضاني في دورته السابعة بندوة «المتاحف الشخصية ودورها في الحفاظ على التراث»، التي شاركت في تنظيمها جمعية البدية للثقافة والفنون، ومؤسسة الرّخ للنشر.
وشارك في الندوة - التي نظمت احتفاءً باليوم العالمي للتراث واستضافها مجلس علي سالم الظنحاني في مدينة دبا الفجيرة - كل من: نائب رئيس جمعية التراث العمراني المهندس أحمد محمود آل حرم، وصاحب قرية محمد بن زايد التراثية أحمد بن قيدوه الشحي، وصاحب متحف للمقتنيات الأثرية الباحث راشد علي النهم، والباحث علي سالم الظنحاني، صاحب متحف شخصي.
وافتتح الندوة، التي أدارها الباحث التراثي خالد جميع الهنداسي، بالحديث عن أهمية المتاحف الشخصية التي يقيمها المواطنون في منازلهم ومجالسهم كأداة حية في الحفاظ على الإرث الثقافي في الدولة، وتعزيز الهوية الوطنية في ما بين أفراد المجتمع، مشيراً إلى أهمية تفعيل دور مؤسسات الدولة في دعم المتاحف الشخصية لتحقيق التواصل بين الماضي والحاضر، وتأصيل الهوية الثقافية والتراثية لدى الأجيال المقبلة.
وأشاد آل حرم، خلال الندوة - التي حضرها نائب رئيس البرلمان العربي عضو المجلس الوطني الاتحادي، محمد أحمد اليماحي، ورئيس المنتدى رئيس مؤسسة الرّخ، خالد الظنحاني، وعدد من المسؤولين والباحثين والمهتمين بالتراث - بتجربة إنشاء المتاحف الخاصة في الإمارات التي يتمتع أصحابها بروح الإبداع، داعياً أجيال الغد إلى دمج التراث في ابتكاراتهم المستقبلية، من أجل حماية وصون تراث الإمارات.
واستعرض دور المجلس الدولي للمتاحف الذي يهتم بالمتاحف الحكومية والخاصة في الدولة، مشيراً إلى أن مجلس «آيكوم» يضم 150 ألف عضو حول العالم، و122 لجنة وطنية، لافتاً إلى أن فرع الإمارات تأسس عام 2012 ويقوم بدور كبير في الحفاظ على التراث، إذ أحصى وجود 110 متاحف خاصة داخل الإمارات، كما ستكون دبي أول مدينة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تحظى بشرف تنظيم مؤتمر المجلس الدولي للمتاحف آيكوم 2025 المرموق منذ تأسيسه عام 1946.
من جهته، استعرض علي سالم الظنحاني تجربته في جمع عدد كبير من المقتنيات القديمة في منزله، التي تحاكي فترات زمنية سابقة للآباء والأجداد، علاوة على تميز متحفه الشخصي بوجود المجسّمات للبيوت القديمة المبنية من الحصى وسعف النخيل التي كانت تستخدم قديماً.
من جانبه، سلط أحمد بن قيدوه الشحي، الضوء على قرية محمد بن زايد التراثية، التي تميزت بعدد من المقتنيات الأثرية، فضلاً عن تنوّع البيئات التراثية في القرية كالبرية أو البحرية أو الجبلية، مشيراً إلى أن قصة بناء القرية التراثية جاءت وليدة أفكار بعد اجتماع عقدته جمعية الشحوح للتراث في مقرها الرئيس بأبوظبي، وشارك فيه بصفته عضواً في الجمعية، وتضم القرية التراثية التي تأسست في رأس الخيمة العديد من الابتكارات القديمة.
بينما استعرض راشد النهم، المقيم في منطقة كلباء، تجربته في متحفه الخاص الذي يضم مقتنيات قديمة، وصل عددها إلى نحو 2500 قطعة، مشيراً إلى أن جمع المقتنيات القديمة بالنسبة له هواية ورسالة، إذ يحافظ من خلال ما يجمعه من مقتنيات أثرية على الأشياء القديمة ويتمسك بالتراث، لافتاً إلى أن جميع القطع التي يمتلكها تعبّر عن ماضي الأجداد، وأصالة التراث الإماراتي.
وضع استراتيجية
أكد رئيس منتدى الفجيرة الرمضاني رئيس مؤسسة الرّخ، خالد الظنحاني، أهمية دور المتاحف الخاصة في رفع مستوى الوعى، وتعزيز الانتماء للتراث الإماراتي الأصيل لدى الأجيال الجديدة، مشيراً إلى أهمية دعم جهود أصحاب المتاحف الشخصية ورعايتهم ووضع استراتيجية لجمع جهودهم ومآثرهم، بما يخدم أهداف الدولة في حفظ وحماية التراث الوطني.
وفي ختام الندوة، كرّم محمد اليماحي وخالد الظنحاني المشاركين في الندوة، تقديراً لجهودهم وإسهاماتهم المتميزة في حماية وصون التراث.
• المتاحف الشخصية تصل الماضي بالحاضر، وتسهم في تأصيل الهوية الثقافية والتراثية لدى الأجيال المقبلة.