«أبوظبي للكتاب» يعود مكتمل الحضور
بمشاركة نحو 80 دولة وما يزيد على 1000 ناشر من مختلف أنحاء العالم، تنطلق الدورة الـ31 من معرض أبوظبي الدولي للكتاب في 23 الجاري، مستهلة فصلاً جديداً مكتمل الحضور في بداية العقد الرابع من الحدث الثقافي الذي ينظم هذا العام تحت شعار «إلهام، إبداع، إثراء».
وأكد منظمو المعرض الذي يُقام برعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، أن الدورة المقبلة «تمثل بداية جديدة من عمر المعرض الذي استطاع على امتداد 30 عاماً، أن يؤسس لمرحلة متقدمة من الحراك الثقافي العميق حتى بات منصة حوار وتلاقٍ بين مختلف الثقافات والشعوب، وأن يحقق مكانة مرموقة بين المحافل الثقافية والمعرفية الكبرى على مستوى المنطقة، وفتح المجال أمام العالم ليتعرّف على الثقافتين والحضارتين العربية والإماراتية».
وستتواصل فعاليات الدورة الـ31 من المعرض الذي ينظمه مركز أبوظبي للغة العربية التابع لدائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي، حتى 29 الجاري في مركز أبوظبي الوطني للمعارض.
وكشف رئيس مركز أبوظبي للغة العربية، الدكتور علي بن تميم، أن المعرض سيشهد لأول مرة في تاريخه انعقاد «المؤتمر الدولي للنشر العربي والصناعات الإبداعية، الذي سيعزز من الجهود والمشاريع المتعلقة بالنشر على مختلف الصعد، بما يبقي الكتاب ضمن حيزه الأصيل، ومكانته الأساسية كرافد ضروري لمسيرة البناء المجتمعية. كما يستضيف الاجتماع الـ19 لمديري معارض الكتب العرب، الذي يناقش جملة من القضايا التي تخدم الارتقاء والنهوض بمعارض الكتب العربية، وتعزيز دورها في رعاية قطاع النشر والعاملين فيه».
وأضاف بن تميم، خلال مؤتمر صحافي عقد أمس، في المجمع الثقافي بأبوظبي: «شهد المجمع قبل ثلاثة عقود انطلاق أولى دورات المعرض، برؤية حكيمة من قائد استثنائي، المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، الذي أراد لهذا الحدث أن يكون منطلقاً للمسيرة الحضارية والتنموية الشاملة في الدولة، حيث آمن بأن بناء الأمم والحضارات ينبع من تأسيس الإنسان على العلم والمعرفة، وتدعيم معارفه وخبراته بالكثير من المضامين التي تقود نحو إيجاد جيل قادر على مواصلة العطاء وقيادة الوطن نحو آفاق واسعة من التطور والازدهار».
برنامج حافل
من جانبه، أوضح المدير التنفيذي لمركز أبوظبي للغة العربية بالإنابة، مدير معرض أبوظبي الدولي للكتاب، سعيد حمدان الطنيجي، أن المركز أعد في دورة هذا العام الاستثنائية، برنامجاً حافلاً يتناسب مع مكانة وأهمية المعرض على الساحتين العربية والعالمية، في تنوع متوازن يدمج ما بين الثقافة والإبداع والفنون، ويسلط الضوء على مدى التكامل الذي يربط أبوظبي ثقافياً مع كبرى الدول والعواصم الثقافية حول العالم، مشيراً إلى أن البرنامج حرص على فتح المجال بشكل أكبر أمام الأجيال الشابة ليكون لها دور مهم في الحراك الثقافي، حيث تم تخصيص فعاليات لهم تجمع ما بين المعرفة والأدب والفكر، والفنون البصرية والإبداعات الحديثة إسهاماً في تعزيز معارفهم وفكرهم نحو اكتشاف الجمال في أبسط الأشياء، حيث سيعرف المعرض بفنون المانغا اليابانية، وهي واحدة من أشهر الفنون وإحدى أنجح التجارب المتعلقة بالقصص المصورة، ليكتشف الشباب وعشاق هذا النوع من الفنون الكثير من الجماليات ضمن جناح مخصص يحاكي تجربتهم، ويتيح أمامهم الفرصة للتعرف عن كثب على هذا الفن.
ولفت الطنيجي إلى حرص مركز أبوظبي للغة العربية على أن يتوازن الطرح في المعرض ويمزج ما بين النموذج الثقافي التقليدي، والتطور التقني والمعرفي المزدهر في عصرنا، حيث سيعرف المعرض زواره على كنوز المعرفة التي تركها عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين، وفي الوقت ذاته يكشف عن أحدث التطورات التي طرأت على واقع النشر.
وأضاف أن المعرض يجمع نخبة من المبدعين من مختلف المجالات سيشاركون الجمهور أكثر من 450 فعالية ثقافية متنوّعة، إلى جانب حضور أكثر من 1000 ناشر عربي وأجنبي.
ألمانيا.. ضيف الشرف للعام الثاني
يحتفي معرض أبوظبي للكتاب للعام الثاني على التوالي بألمانيا، كضيف شرف، للتعريف بحضارة وثقافة ومبدعي ذلك البلد، واطلاع الألمان على الثقافة العربية عن قرب، ومواصلة العمل على تدعيم الشراكة ضمن الإطار ذاته مع معرض فرانكفورت الدولي للكتاب. وتشارك ألمانيا بوفد كبير ويقدم جناحها برنامجاً حافلاً بالفعاليات.
إقبال كبير
أفاد الدكتور علي بن تميم، بأن «أبوظبي للكتاب 31» شهد إقبالاً كبيراً من الناشرين على المشاركة، وتم الاختيار وفقاً لمعايير من أبرزها الجودة في النشر والمحتوى، واحترام الملكية الفكرية والقدرة على طرح أفكار جديدة. وحول شكوى بعض الناشرين في دورات سابقة من قلة البيع، أوضح أنه بالتحقق من أسباب هذه الشكوى وجد أن معظم هذه الدور لا تقدم جديداً في ما تعرضه، ولا تواكب التطور الذي تشهده صناعة النشر، مبيناً أنه لا توجد مؤشرات واضحة حول حجم مبيعات الكتب في العالم العربي. بينما قال سعيد حمدان إن المعرض هذا العام يعود إلى الحضور الواقعي بعد أن قدم نسخة هجينة بين المشاركة الفعلية والرقمية في دورته الماضية، لافتاً إلى أن مساحة المعرض هذا العام ضعف العام الماضي، وهناك قائمة انتظار تضم ما يقرب من 100 ناشر.
• 450 فعالية ثقافية متنوّعة ينظمها المعرض الذي ينطلق 23 الجاري.