تجربة «المعجم التاريخي».. على طاولة الحوار
أكد خبراء ومختصون الاهتمام الذي يوليه صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، لحماية اللغة العربية، مشيرين إلى أن دعمه الكبير يتجسد في مشروع «المعجم التاريخي للغة العربية»، الذي صدر منه 17 مجلداً، ويعمل عليه 300 خبير لغوي يمثلون 11 مجمعاً لغوياً تحت مظلة اتحاد مجامع اللغة العربية، وبإشراف تنفيذي مباشر من «مجمع اللغة العربية بالشارقة».
جاء ذلك خلال ندوة بعنوان «دور المعجم التاريخي للغة العربية في توثيق تطوّر المصطلحات عبر العصور والألفاظ المهاجرة» نظمها مجمع اللغة العربية بالشارقة، ضمن مشاركته في الدورة الـ31 من معرض أبوظبي للكتاب، بمشاركة أمين عام مجمع اللغة العربية بالشارقة، والمدير التنفيذي لمشروع المعجم التاريخي للغة العربية الدكتور امحمد صافي المستغانمي، والخبير اللغوي بدائرة الثقافة في الشارقة الدكتور محمد الأمين السملالي، وأستاذ الفقه الإسلامي وأصوله والخبير بالمعجم التاريخي الدكتور غسان الشيخ، وأدارها مدير المركز التربوي للغة العربية لدول الخليج الدكتور عيسى الحمادي. واستهل المستغانمي، مداخلته بالإشارة إلى أن حيثيات العمل في المعجم التاريخي تميزه عن غيره من المعاجم القديمة؛ لأنه يؤرخ لألفاظ اللغة العربية وللسياق الذي تطورت عبره معانيها في مختلف العصور، ليشمل 18 قرناً، تبدأ بتتبع تاريخ ألفاظ العربية منذ ما قبل الإسلام بأربعة قرون، ليكشف مدى ثراء لغة الضاد التي تختزن أكثر من 12 مليون مفردة بين المستعمل والمهمل. بينما سلط السملالي الضوء على «أثر توثيق ولادة المصطلحات»، في إثباتِ ما تمتاز به اللغة العربية من مرونة وحيوية، من خلال أخذ اللغات الأخرى لتلك المصطلحات واستخدامها في لغاتها.
أما الدكتور غسان الشيخ فتطرق إلى ما يمتاز به المعجم التاريخي من خصائص متفردة تعزز من أهميته العلمية والمعرفية، وأبرزها الامتداد الزمني الذي يغطيه المعجم ليشمل الألفاظ العربية في مرحلة ما قبل الإسلام بـ400 سنة، إضافةً إلى دلالة الاتساع الجغرافي للمشاركين في إعداد المعجم، وذلك يكسبه الإجماع لدى كل العلماء واللغويين، ولدى مختلف مجامع اللغة العربية.
• صافي المستغانمي:
«حيثيات العمل في المعجم التاريخي تميزه عن غيره من المعاجم القديمة».