فنانة إسبانية تروي قصة دبي مدينة الأحلام بـ «تكامل هندسي»
من وحي دبي «المدينة التي تحقق الأحلام»، تبحر الفنانة والمهندسة المعمارية الإسبانية إينيس بيدراس بين الأشكال الهندسية المعمارية، والوسائط المتنوعة، فتحول المواد إلى مجسمات تحاكي الأبنية، وكأنها تبني مدينة مستقبلية متكاملة تتقاطع فيها اللغة الهندسية مع اللغة الفنية البصرية، وذلك في معرضها الذي يحمل عنوان «تكامل هندسي» في مركز تشكيل، والذي يُعد تتويجاً لمشاركة إينيس في برنامج «الإقامة الفنية»، المقدم بالشراكة مع منظمة العمل الثقافي الإسبانية وسفارة إسبانيا لدى دولة الإمارات.
وقالت إينيس بيدراس عن معرضها لـ«الإمارات اليوم»: «استلهمت من أشكال المباني في دبي العديد من المجسمات، فقد كان مميزاً بالنسبة لي أن أروي القصة الفنية من خلال الأشكال الهندسية المنسابة في المدينة، فدبي كانت بالنسبة لي المدينة التي ترتبط بالأحلام، وسمعت كثيراً - حتى قبل أن آتي إليها - الجملة التي تؤكد أنها المدينة التي تحقق الأحلام، وقد عملت كثيراً على إنجاز أعمال فنية تترجم المقولة، وبأقل عدد من المواد».
تمزج الفنانة الإسبانية في معرضها الذي يستمر حتى 21 الجاري في «تشكيل دبي» بين الرياضيات والفن البصري، إذ عملت على استخدام الخبرات التي اكتسبتها من برنامج «الإقامة الفنية» في مجال خوض رحلة استكشاف تجريبية حول الهندسة المعمارية العربية، إلى جانب استكشاف الروابط التاريخية المتينة بين الثقافتين العربية والإسبانية.
كولاج
ويتميز المعرض بالتنوّع في الاستلهام، فجانب من الأعمال مستوحى من التضاريس الصخرية لموطن الفنانة في إسبانيا، وجانب آخر تضع من خلاله الكثبان الرملية المميزة وناطحات السحاب والمباني المذهلة في دولة الإمارات.
وتسعى إينيس في أعمالها إلى إبراز الجانب الهندسي لديها، فتبني من خلال اللوحات الأبراج والمباني والشوارع عبر الوسائط المتعددة، فاللوحات عبارة عن كولاج متعدد المواد، فيما تأتي المجسمات التي تكونها من مادة واحدة، كابتكارات هندسية لأشكال مستوحاة من البيئة العربية.
وتجسد من خلال تلك الأشكال الهندسية المتباينة جوهر اللاوعي الجماعي، وكيف أن البديهيات تتجسد في الفن من خلال أشكال المباني. كما تضع من خلال العمل الفني مجموع المعارف التي تحصلها في حياتها اليومية، وكذلك تترجم ما تحمله من رؤية بصرية تكتسبها في حياتها اليومية، وأسهمت قبل انضمامها إلى برنامج الإقامة الفنية في «تشكيل»، في مشروعات عالمية حائزة جوائز، وذلك ضمن فرق معمارية متخصصة، ومنها تجديد ملاعب بطولة الألعاب البارالمبية اليابانية في طوكيو، في عام 2018.
وأقامت إينيس خلال مشاركتها في برنامج الإقامة الفنية بدبي، حوارات وورش عمل وجولات إرشادية بالتعاون مع «تشكيل» طوال مارس الماضي. وشملت الموضوعات التي تناولتها في تلك الفعاليات العمارة الحيوية الرقمية والهياكل ثلاثية الأبعاد. كما استفادت بالكامل من المرافق والمعدات التي قدمها المركز لإنشاء الأعمال الفنية لمعرضها.
أشكال متنوّعة
وقالت إينيس إنها حرصت على أن تكون الرواية الهندسية قوية في العمل الفني، إذ تسيطر الأشكال الهندسية، موضحة أنها تبدأ في أعمالها بالفكرة والرسوم، ثم تترجمها عبر الكمبيوتر إلى تصميم هندسي، ومن بعدها تضع الأبعاد التي يمكن من خلالها بناء الشكل الهندسي الذي يحمل أشكالاً متنوعة.
وعن جمعها بين المواد المتنوعة، رأت أن ذلك ينبع من خلال الثقافات المتنوعة التي تحملها والمعارف المتباينة، ما يجعلها تسعى إلى استخدامها في العمل الفني مع بعضها بعضاً، لافتة إلى أن الوسائط هي أداتها للتعبير، ففي الصغر كانت تستخدم الألوان للتعبير، ولكن رؤيتها تطورت عبر الوقت، وبالتالي باتت المعارف البصرية متنوعة بشكل أكبر، ما انعكس على لغتها في الفن.
وعن برنامج الإقامة الفنية، نوهت بأنها عملت في جو مميز خصوصاً أنه يضم الكثير من الثقافات والجنسيات، إلى جانب الجو العام الذي يسيطر على مركز تشكيل، والذي انعكس على الأعمال بشكل عام.
برنامج الإقامة
أعربت نائب مدير «تشكيل»، ليسا باليتشغار، عن سعادة المركز باستضافة معرض «تكامل هندسي» للفنانة إينيس بيدراس في استوديوهات المركز، معتبرة أن المبدعة الإسبانية أنتجت عملاً رائعاً وجريئاً يُعد شهادة على نجاح برنامج الإقامة.
وأضافت أن برنامج الإقامة الفنية في «تشكيل» يهدف إلى دعم الفنانين ورعايتهم، مع إتاحة مساحة من الحرية لإنجاز التجارب وبناء الخبرات، مشيرة إلى أن إينيس قد أحسنت استغلال وقتها في استيعاب مشهدي العمارة والثقافة في الإمارات، فضلاً عن التفاعل مع الفنانين الآخرين وعشاق الفن من خلال المدونات أو حتى الورش التي نظمتها.
إينيس بيدراس:
«سمعت كثيراً - حتى قبل أن آتي إلى دبي - ما يؤكد أنها المدينة التي تحقق الأحلام، وعملت على إنجاز أعمال فنية تترجم المقولة، وبأقل عدد من المواد».
21
الجاري، موعد اختتام المعرض.