قدّمت «استصلاح» في بينالي دولي بباريس
شيخة العلي.. إماراتية تحوّل رمال الصحراء إلى تصاميم عصرية
من مفردات التراث الإماراتي الأصيل تستلهم المبدعة الإماراتية شيخة العلي تصاميمها، التي تجمع بين الحرف التقليدية من جهة، واللمسات العصرية من جهة أخرى، مستعينة بمواد غير تقليدية في ابتكاراتها التي تخاطب الباحثين عن القطع المتفردة.
وقالت شيخة إن أعمالها تستهدف تقديم التراث الإماراتي برؤيتها الخاصة، وتعريف الجمهور به، ولذلك أطلقت مشروعها «استديو قصة»، في عام 2017، لتروي من خلال منتجاتها التي تجمع بين القديم والحديث، قصصاً عن الحياة في الإمارات، وما تتميز به من طبيعة خلابة وتراث أصيل، مضيفة في حوارها مع «الإمارات اليوم»: «أهتم بالحفاظ على روح الحرف التقليدية، وفي الوقت نفسه أسعى لتوظيفها لخلق عمل جديد ومختلف عما هو سائد أو معروف، مثل حذاء (كُثب) الذي استلهمت تصميمه من الكثبان الرملية التي تتميز بها صحراء الإمارات والمنطقة، ويتميز بكعب عال شفاف، يحتوي رمالاً من صحراء دبي، تعبيراً عن الهوية البدوية».
وأوضحت أن النجاح الذي حققه «كُثب» دفعها لتقديم خمسة تصاميم منه. كما قدمت أخرى مختلفة وغير مألوفة للعباءة التقليدية.
ولم تقتصر منتجات شيخة على الأحذية والأزياء فقط، إذ قدمت قطعاً مميزة، مثل إطار للصور به رمال من الصحراء، ومداخن بخور مشغولة من حجر الترافرتين النقي والنحاس الأصفر، إلى جانب حقائب تجمع بين الثقافة اليابانية التقليدية ونقوش الحناء المرسومة بالطريقة التقليدية الإماراتية.
مشاركة عالمية
وأعربت شيخة العلي، التي درست التصميم والتسويق، كما التحقت بمعهد دبي للتصميم والابتكار، عن اعتزازها بكونها جزءاً من مشاركة «بيت الحرفيين»، التابع لدائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي، في فعاليات الدورة الخامسة من معرض «البينالي الدولي للمهن الفنية والحرفية، في باريس 2022»، والذي نظم في قاعة عرض «جراند باليه إيفيمير» في العاصمة الفرنسية باريس في الفترة من التاسع إلى 12 يونيو الجاري، إذ قدمت تصميماً بعنوان «استصلاح»، استلهمته من محمية الكثبان الأحفورية في منطقة الوثبة بأبوظبي، وهي عبارة عن كثبان رملية متصلبة، تتكوّن من ترسبات كربونات الكالسيوم لتشكل عبر سنوات طويلة منحوتات صخرية مبهرة.
ويجمع التصميم بين الفخار وفن السفيفة التقليدي مع جلود الإبل. ولفتت شيخة إلى أنها استعانت بحرفيات من مدينة العين لتنفيذ فكرة التصميم بهذه الخامات المختلفة وهي مهمة لم تكن سهلة، مشيرة إلى أن مشاركتها في بينالي باريس ليست الأولى لها مع بيت الحرفيين، إذ سبق وشاركت في مهرجان «قصر الحصن»، وعرضت تصميماً غير تقليدي للثوب الإماراتي، بالإضافة إلى مشاركتها في المعرض الدائم ببيت الحرفيين، بتصميم حذاء يحمل اسم «عبور السواحل»، مستوحى من الفنون البحرية التقليدية والصيد بالقرقور، واستخدمت في تصنيعه محاراً جمع من مختلف إمارات الدولة.
دمج القديم بالحديث
واعتبرت شيخة العلي أن اتجاهها للتصاميم التي تجمع بين الحرف التقليدية والحداثة، لا يحد من حريتها في تصميم القطع وتنفيذها، بل يساعدها هذا الدمج على تقديم أعمال مختلفة وغير شائعة، خاصة أنها تتوجه إلى الذين يرغبون في اقتناء قطع غريبة وفريدة.
وأضافت: «اهتمامي بالتراث يمثل عنصر تميز في تصاميمي، لأنني من البداية أسعى لتقديم قطع فريدة تناسب ذوق الذين يحبون الاختلاف ويقدرونه، ولكن في الوقت نفسه يعتبر تنفيذ التصاميم التي أضعها هو الجزء الأصعب في عملي، لأنه يقوم على الدمج بين خامات مختلفة، ولابد من أن يتولى ذلك حرفيون ماهرون، وعلى سبيل المثال استغرق عملي على تنفيذ تصميم حذاء (كثب) عاماً كاملاً، وأنا أجري تجارب للوصول إلى تنفيذه، كما أرغب تماماً».
الصعوبات.. أمر طبيعي
عن الصعوبات التي تواجهها في عملها؛ قالت المصممة شيخة العلي، إن العقبات التي يقابلها الإنسان أمر طبيعي في كل مجالات العمل، وأنها تعلمت أن تستفيد من أخطائها وتستخدمها كأداة لتطوير الذات.
أما طموحاتها فتتمثل في افتتاح استديو لبيع منتجاتها، والتعامل مع زبائنها في الواقع بدلاً من الاعتماد كلياً على التسويق الإلكتروني.
شيخة العلي:
«اهتمامي بالتراث يمثل عنصر تميز في تصاميمي، لأنني أسعى من البداية لتقديم قطع فريدة تناسب ذوق الذين يقدرون الاختلاف».
«أهتم بالحفاظ على روح الحِرف التقليدية، وفي الوقت نفسه أسعى لتوظيفها لخلق عمل جديد ومغاير لما هو سائد أو معروف».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news