بدور القاسمي استعرضت تجاربها الخاصة خلال كلمتها في المؤتمر. من المصدر

بدور القاسمي: التنوع يُثري قطاع النشر

أكدت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، رئيسة الاتحاد الدولي للناشرين، أن التنوع والمساواة بين الجنسين في النشر، موضوع يتطلب اليقظة والاهتمام المستمر على مستوى القطاع من أجل تحقيق النجاح لجميع الشركاء، مشيرة إلى أنها سعت جاهدة على مدار العقد الماضي لتمكين النساء من كل الخلفيات ودعم حقهن في بلوغ أقصى درجات النجاح المهني.

واستعرضت التحديات التي واجهتها خلال عملها في قطاع النشر، ورغبتها بالتوقف في بعض الأحيان، لكن ما تحلّت به من عزيمة وصبر في مواجهة التمييز لعب دوراً رئيساً في مسيرتها لبلوغ منصب رئيسة الاتحاد الدولي للناشرين، لتكون ثاني امرأة تشغل هذا المنصب خلال مسيرة الاتحاد على مدى 126 عاماً.

جاء ذلك خلال كلمة الشيخة بدور القاسمي، حول التنوع الثقافي وتعدد الأصوات في قطاع النشر، وذلك ضمن مشاركتها في فعاليات النسخة السابعة من مؤتمر استوريل الذي عقد أخيراً في العاصمة البرتغالية لشبونة.

ويمثل مؤتمر استوريل، الذي نظم على مدى يومين، منصةً لبناء حوارٍ مفتوح بين الأجيال بهدف الإعداد لمستقبل أكثر شمولاً واستدامة. وجمع المؤتمر مشاركين من كل أرجاء العالم ممن يسعون إلى التعاون المشترك لإنشاء تحالفاتٍ فعّالة قائمة على الحلول العملية بهدف إحداث تغييرٍ إيجابي في قطاعات عديدة.

وتطرقت الشيخة بدور القاسمي إلى تجاربها الخاصة، كونها امرأة عربية مسلمة تعمل في قطاع النشر للتأكيد على الدور الحيوي والفعّال الذي يلعبه التنوع وتعدد الأصوات في إثراء البشرية؛ وهو موضوع جلسة المؤتمر.

واستشهدت بقضية الشاعرة الأميركية المشهورة يي - فين تشو التي أحدث إدراجها في مختارات الشعر الأميركية لعام 2015 ضجة كبيرة على خلفية اكتشاف الجمهور أن تلك الشاعرة شخصية غير حقيقية، إذ إن شاعراً وأميناً لمكتبة يدعى مايكل هدسون، استخدم اسماً مستعاراً لامرأة صينية لنشر أعماله، بعد أن رفضت مشاركاته في مسابقات شعرية مرات عدة إلى أن تبنى اسماً من ثقافة أخرى وجنساً آخر، فأصبحت أعماله مقبولة.

وقالت الشيخة بدور القاسمي إن الجدل الدائر حول التحيّز في قبول القصائد والمحاباة وفقاً للجنس والعرق بعيداً عن الجدارة والأحقية والكفاءة يستدعي التأمل وإعادة النظر من قبل أوساط النشر، بغية إحداث تغيير إيجابي فعال ضمن هذه الصناعة لمنع ظاهرة التهميش الممنهج للمؤلفين والناشرين من كل الخلفيات. وأضافت أن هذه الحوارات ستسهم في إفساح المجال أمام القراء للوصول إلى محتوى يعكس لهم صورة العالم من حولهم بشكل أفضل.

واستعرضت رئيسة الاتحاد الدولي للناشرين تجربتها وصراعها مع التحيّز والتمييز على أساس العرق، والجنسية، والدين، والجنس، منوهة بأنها سعت جاهدة على مدار العقد الماضي لتمكين النساء من كل الخلفيات ودعم حقهن في بلوغ أقصى درجات النجاح المهني، لافتة إلى التحديات التي واجهتها خلال عملها في قطاع النشر، ورغبتها بالتوقف في بعض الأحيان، لكن ما تحلّت به من عزيمة وصبر في مواجهة التمييز لعب دوراً رئيساً في مسيرتها لبلوغ منصب رئيسة الاتحاد الدولي للناشرين، لتكون ثاني امرأة تشغل هذا المنصب خلال مسيرة الاتحاد على مدى 126 عاماً.

وحول القيم الإنسانية وصعوبة تقبل وجهات نظرٍ مختلفة، أوضحت الشيخة بدور القاسمي أن التحدي الذي يواجهنا جميعاً كمجتمع يتمثل في محاربة الجهل من خلال تعزيز قيم الاحترام والتسامح، والتحلّي بالصبر والتعلّم من بعضنا البعض، وبذل الجهد لفهم وقبول وجهات النظر المتنوعة بقلوبٍ محبة.

واستشهدت بالآية 22 من سورة الروم: «وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ»، وأشارت إلى أننا جميعاً متساوون من حيث الخلقة، ومع ذلك مختلفون بلغاتنا وألواننا.

وأضافت: «يمكننا بلوغ النجاح والازدهار عند التحلّي بروح المحبة والصبر والوحدة، وحين يكون لقطاع النشر دورٌ حيويٌ في إيجاد بيئة تحفز على الإصغاء إلى أصوات متنوعة، وتوفير منصةٍ فريدةٍ من نوعها تتضمن وجهات نظر مختلفة».

رئيسة الاتحاد الدولي للناشرين:

• «واجهت تحديات خلال عملي في النشر، لكن ما تحلّيت به من عزيمة في مواجهة التمييز لعب دوراً رئيساً في مسيرتي لبلوغ منصب رئيسة الاتحاد الدولي للناشرين».

• «التحدي الذي يواجهنا كمجتمع يتمثل في محاربة الجهل من خلال تعزيز قيم الاحترام والتسامح، وبذل الجهد لفهم وقبول وجهات النظر المتنوعة بقلوبٍ محبة».

رؤية جديدة

خاطبت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، رئيسة الاتحاد الدولي للناشرين، المشاركين في مؤتمر استوريل، بصفتهم قراء، وأثنت على دورهم في تشكيل المشهد الثقافي باعتبارهم من يقرأ هذا المحتوى، وحثتهم على قراءة أي كتاب لأي مؤلف لا يقرأون أعماله عادةً لسماع صوتٍ جديد، وربما اكتساب رؤية جديدة بأنفسهم.

الأكثر مشاركة