عرض مبهر قدمته فرقة باليه جورجيا لـ 3 أيام
«روميو وجولييت».. أشهر عاشقين في التاريخ على خشبة «دبي أوبرا»
على وقع موسيقى المؤلف الروسي سيرغي بروكوفييف، قدمت فرقة باليه جورجيا عرضها الراقص لمسرحية «روميو وجولييت» على خشبة «دبي أوبرا»، إذ أمتعت جمهور المدينة بعرضها على مدى ثلاثة أيام.
رحلة تبدأ بالحب وتنتهي بالموت، يرويها العرض على وقع خُطى الفنانين الذين طوّعوا أجسادهم ليعبّروا عن كل معاني الخوف والنزاعات واجتياز العشق والوصول إلى الموت من أجله، ونجحوا في تقديم كل هذه التفاصيل عبر الخطوات الرشيقة والهادئة، إذ اختارت الفرقة تجسيد أشهر قصة حب على مر التاريخ، ونجحت في خلق أبعاد إبداعية جديدة، من خلال الموسيقى التي تجسّد الأحداث الجميلة والأليمة معاً.
يعتمد العرض على الدراما الكلاسيكية المحفورة في الذاكرة، ولذا لا يطمح إلى تقديم جرعة درامية جديدة، بقدر ما يتيح للجمهور الاستمتاع بالاستعراض كلغة قائمة على خشبة المسرح، وقادرة على أن تروي الحكاية بكل تفاصيلها.
تلتحم الموسيقى مع خطوات الفنانين في العرض لتشكلا كينونة واحدة تسكب أمام المتابعين مشاهد إبداعية تتميز بالحِرفية العالية. يرسم الفنانون في العرض جميع الأحداث وسط أجواء درامية، فيبهرون الحضور بالخطوات الصاعدة والتطاير في الهواء، فيما يأتي كل ما على المسرح من ديكور وإضاءة مكملاً لهذا المشهد.
الحب المستحيل
السينوغرافيا المسرحية التي اعتمدت خلال عرض «روميو وجولييت» المقسم إلى مشهدين، مركبة وغير متكلفة، إذ تستند كثيراً إلى الإضاءة، وتسمح للفنانين بامتلاك مساحتهم للخطوات المتتالية الرشيقة، أو الطيران الراقص.
وتدور قصة العرض - المستند إلى رائعة وليام شكسبير التي تحمل الاسم نفسه - حول قصة الحب المستحيل التي تنشأ بين روميو وجولييت اللذين ينتميان إلى عائلتين تعيشان نزاعات تجعل اكتمال قصة حبهما أكثر صعوبة. ويحمل المشهد الأول من العرض الذي وصلت مدته لساعتين إلى بداية قصة الحب بين روميو وجولييت، والصعوبات التي رافقتها، فنجد المحبين يتمايلان بخطوات هادئة على إيقاع الموسيقى، وهما يعيشان أجمل لحظات العشق. أما المشهد الثاني، فيأتي محملاً بكثير من الأحداث المتسارعة التي تبدأ بزواج روميو وجولييت سراً، ومن ثم رغبة عائلة جولييت بتزويجها من «باريس»، فما يكون منها إلا أن تذهب للقس الذي زوجها ليقدم لها مشروباً يمكنها من النوم يومين متتاليين حتى تظن العائلة بأنها ميتة ويجمعها بعد ذلك بزوجها.
تلك الأحداث تقود إلى النهاية المأساوية حين لا تصل المحبوبة إلى روميو، بل يبلغه خبر وفاتها، بسبب انتشار الطاعون، فيقرر الانتحار بتناول السم، فتقتل نفسها جولييت عندما تراه ميتاً. مشهد الموت والدفن الذي كان في نهاية العمل الراقص، كان تمثيلاً بشكل كامل، وخالياً من الاستعراض، وحمل كثيراً من الحزن والأسى مع موت العاشقين، وبداية صفحة جديدة بين العائلتين.
موسيقى رومانسية
الموسيقى التي قدمها المؤلف العالمي سيرغي بروكوفييف، كانت ملخصة للأحداث التي تقدم على المسرح، إذ كانت تميل إلى الرومانسية الحالمة في المشهد الأول، وشديدة التعبير عن مشاعر الحب. أما في المشهد الثاني، فكانت الموسيقى متفاوتة الإيقاعات، فتارة تتسم بالقوة لتجسد الصراعات وأخرى تحمل كثيراً من الحزن، لاسيما في لحظات الفراق والموت. هذا المشهد المتكامل من الرقص والموسيقى، كان قوامه الأداء التمثيلي المبهر للفرقة التي نجحت في تقديم الحكاية بعرض صامت أسر الحضور منذ بدايته وحتى النهاية.
وعلى الرغم من جدية العمل المسرحي، فإنه تضمن بعض اللقطات الكوميدية، التي كانت تخلق حالة مرح بين الجمهور. خلطة خاصة من الحب والدراما والمرح جمعها العرض وتؤكد أن المسرحية تحمل بين طياتها قصة حب يصلح تقديمها في كل العصور.
مسرحية ملهمة
تنتمي مسرحية «روميو وجولييت»، التي كتبها المؤلف الإنجليزي وليام شكسبير، بين عامي 1593 و1596، إلى كلاسيكيات الأدب العالمي، وتعد من أهم الأعمال التي قدمت على مسارح عالمية وكذلك في أفلام سينمائية، وترجمت إلى لغات عدة. وألهمت مشاهد المسرحية كثيرين من الرسامين لتقديمها في لوحات. وتتخذ المسرحية من مدينة فيرونا الإيطالية مسرحاً لأحداثها، وعلى الرغم من أن شكسبير لم يحدد تاريخ وقوع أحداثها، فإنه يعتقد بأنها وقعت في الفترة الممتدة بين 1260 و1367م.
• خلطة خاصة من الحب والدراما والمرح جمعها العرض، وتؤكّد أن المسرحية قصة حب يصلح تقديمها في كل العصور.
• على الرغم من جدية العمل المسرحي، فإنه تضمن بعض اللقطات الكوميدية التي كانت تخلق حالة مرح بين الجمهور.
• يعتمد العرض على الدراما الكلاسيكية المحفورة في الذاكرة، ولذا لا يطمح إلى تقديم جرعة درامية جديدة، بقدر ما يتيح للجمهور الاستمتاع بالاستعراض بلغة خاصة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news