«محمد بن راشد للمعرفة تناقش «الهوية اللغوية» ضمن مبادرة بالعربي
نظمت مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة حلقة نقاشية افتراضية بعنوان «الهوية اللغوية في عالَم متغيّر» ضمن فعاليات مبادرة بالعربي، إحدى مبادرات المؤسسة الرامية إلى تشجيع العرب على استخدام لغتهم الأم عبر الشبكة العنكبوتية وقنوات التواصل الاجتماعي، والإسهام في تنمية الدور المعرفي للغة العربية لدى المجتمع الدولي بشكل عام والمجتمع العربي بشكل خاص.
وشارك في الحلقة النقاشية الكاتبة والأستاذة في الجامعة اللبنانية بقسم اللغة العربية، الدكتورة سوسن أبطح، والروائي نبيل سليمان، وأدار الجلسة الإعلامي حسين درويش.
وناقشت الجلسة عدداً من المحاور شملت الهوية اللغوية أحد مكوِّنات الهوية الوطنية ودور المحتوى الرقمي في إثراء المكتبة العربية، وفجوة التكنولوجيا المتفاوتة بين الأجيال الجديدة.
وأكدت الدكتورة سوسن أن التكنولوجيا أصبحت جزءاً من تمكين الوعي الوطني، مشيرة إلى أن الهوية العربية أصبحت اليوم موجودة على منصات التواصل الاجتماعي، ولكنها بحاجة إلى إثرائها بمزيد من المعارف والعلوم والأدوات المناسبة لوصولها إلى الجمهور العربي.
وأضافت أن البلدان العربية لاتزال بحاجة إلى البناء المستمر على أسس القيمة الثقافية والمعرفية التي تجمع العالم العربي، وأن التكنولوجيا يمكن تعلُّمها بشكل ذاتي وليست بحاجة إلى أيِّ تدريب، بل تحتاج إلى الجرأة والمحاولة لتجربتها وتعلُّمها، لافتة إلى الأثر الذي أحدثته جائحة «كوفيد-19»، والذي أسهم بشكل غير مباشر في إجبار الشعوب العربية على توظيف التكنولوجيا في التعليم بعيداً عن منصات التواصل الاجتماعي التقليدية. وشددت على أنه من الضروري تعلُّم اللغة الأم؛ بهدف تشكيل الهويَّة الذاتية واكتمال البناء الشخصي للإنسان، إذ يسهم البعض اليوم في عزل أبنائهم عن محيطهم وهُويتهم الثقافية عندما تكون لغة التواصل معهم بغير اللغة العربية.
من جهته، قال نبيل سليمان إن اللغة هي وسيلة التواصل والترابط بين الشعوب، وتشكل هوية الشعوب والجسر الذي يربط ما بين الحضارات والثقافات، مشيراً إلى أن التعدد اللغوي اليوم يعدُّ إشكالية لغوية معقدة ومركبة، وفي بعض الأحيان نقمة على الشعوب، بسبب الصراعات والتناقضات الثقافية والفكرية.
وأكَّد أن الشعوب العربية تشهد اليوم تراجعاً في الوعي الخاص باللغة العربية والهوية الثقافية، وأن أجيالاً بأكملها خرجت بعيداً عن المنظومة التعليمية بفعل الحروب والنزاعات التي حصلت في العقد الأخير، لافتاً إلى أنه بالمقابل هناك قفزات كبيرة نحو تعزيز الهُويَّة العربية تحدث في بعض البلدان العربية وخاصة الإمارات والسعودية. وأوضح أن المحتوى الرقمي باللغة العربية شحيح وقليل، وأن الحل يكون بتدريس واستخدام العلوم لإغناء المكتبة العربية ونشر المعرفة بما ينسجم مع مستجدات العصر الحديث.
يُذكَر أن مبادرة «بالعربي» تركِّز على تقديم فعاليات متنوعة عبر قنوات الإعلام الرقمي ووسائل التواصل الاجتماعي، ونشر الوعي بجماليات اللغة العربية وكنوزها التي ترتبط بالتراث والتاريخ العربي الأصيل.
نبيل سليمان:
• «الشعوب العربية تشهد اليوم تراجعاً في الوعي الخاص باللغة العربية والهوية الثقافية».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news